يكتبه كمال بن يونس اسدل الستار عن مسلسلات رمضان التي تستقطب ملايين المشاهدين شهريا.. واسدل معها الستار عن مسلسل "نجوم الليل" في صيغته الجديدة.. لكن "نجوم الليل" و"مكتوب" سابقا وغيرهما من المسلسلات الرمضانية الاجتماعية الناجحة لم تكن مجرد أعمال درامية..لانها سلطت الضوء على انتشار سلوكيات "غريبة " عن مجتمعنا مثل تعاطي المخدرات والاتجار فيها والتحيل في ترويجها عبر المترجيلن والدراجات العادية والنارية والسيارات.. في صفوف اطفال تونس ومراهقيها ومختلف الاوساط وخاصة بين الشباب التلاميذ والطلبة ورواد المقاهي وصالونات الشاي والملاهي.. اسدل الستار عن مسلسل " نجوم الليل " لكن مئات الآلاف من الشباب والاولياء يكتوون يوميا ويتألمون بسبب مضاعفات توريط ابنائهم في الإدمان من قبل عصابات الاتجار في المخدرات "الخفيفة" و"الثقيلة "..الحقيقية " و"المضروبة".. "نجوم الليل" قد تختفي بحلول الفجر..لكن عشرات الآلاف (وربما مئات الآلاف) من الشباب والعائلات لا تعرف " فجرا"..لأن معاناتها تستمر ليلا نهارا.. وترى كل يوم "نجوم القايلة".. بسبب تدهور الاوضاع الصحية والنفسية والاجتماعية والمادية لابنائها الذين صنعت منهم عصابات "تجار الحشيش" و"الكوكايين" مدمنين ومنحرفين أو مجرمين..من أجل "الخشخاش".. لا ينبغي التعامل مع الرسائل الفنية الناجحة التي وجهها مسلسل "نجوم الليل" ( ومن قبل مسلسل "مكتوب" وغيره) بعقلية "الفرجة".. لا بد من الخروج من عقلية "الفرجة" و"الجلوس على الربوة" وأن تكون على رأس أولويات كل السياسيين وصناع القرار السياسي والاعلامي والأمني والاجتماعي والطبي والقائمات المترشحة للانتخابات مهمة انقاذ أطفال تونس وشبابها من مخاطر المخدرات التي استفحل ترويجها خلال العقد الماضي في كل الجهات.. وليدرك الجميع أن من بين بعض المؤشرات السلبية الجديدة أن من بين نتائج "الفلتان الامني" و"الفلتان السياسي والاعلامي" انشغال "الجميع" عن كثير من المخاطر التي تهدد البلاد والعباد ومن بينها ترويج المخدرات "في القايلة".. بما ينذر باستفحال المشاكل التي نبه لها مسلسل "نجوم الليل" عوض أن ندخل في مرحلة معالجتها.. ولتبادر الوزارات الصحية والطبية والاجتماعية بإنشاء مستشفيات (او اقسام استشفائية) ومصحات عمومية مجانية في كل الجهات لمعالجة عشرات الآلاف من الشباب والكهول (من الجنسين) المورطين في الإدمان.. لأن تونس "المتقدمة جدا طبيا" تفتقر الى مثل هذا الهيكل الطبي..