رغم قصر تجربتها وحداثة دخولها عالم الكاميرا والشاشة فقد استطاعت الممثلة الصاعدة فاطمة الزهراء معطر أن تشد المشاهدين من خلال مشاركتها في مسلسل «نجوم الليل» بأجزائه الثلاثة في دور «مروى». لقد بدت حرفية ومتمرسة في آدائها وفي وقوفها إلى جانب أسماء لها من التجربة والكفاءة والمكانة ما يؤهلها لتكون من رموز الممثلين في بلادنا ويحسب لها ألف حساب في الميدان. لقد وقفت بندية أمام نجوم الساحة ومن بينهم بالخصوص منصف الأزعر وهشام رستم ودليلة مفتاحي وغيرهم. واعتبرت فاطمة الزهراء الدور الذي اضطلعت به مركبا تطلب منها عملا وتركيزا مضاعفا من أجل أن تتدخل في جلد شخصية لها خاصيات مختلفة عن شخصيتها إلى حد التناقض الكلي في واقع الأمر. واعترفت محدثتنا أن ظروف تصوير الجزء الأخير كانت جد صعبة مما جعلها تعتبر نجاحه يعود فيه الفضل إلى رغبة الفريق المشارك فيه سواء ممثلين أو تقنيين وغيرهم في تحدي تلك الظروف الصعبة لا سيما بالنسبة لها شخصيا لأن التصوير تم خلال شهر مارس الماضي في ظل حظر التجول فضلا عن ضغوط الوضع الذي تعيشه البلاد والدراسة باعتبارها لا تزال طالبة في اختصاص هندسة المياه والمحيط.
المسرح المدرسي المعين الأول
وحول كيفية دخولها لميدان التمثيل قالت محدثتنا :» بدايتي كانت من المسرح المدرسي بمعهد فرحات حشاد للتقنية برادس قدمنا خلالها أعمالا متميزة وشاركنا في عديد التربصات داخل تونس وخارجها آخرها كانت بإيطاليا. وحبي للتمثيل دفعني لأبادر في عديد المرات بالمشاركة في كاستينغ عديد الأعمال وسبق أن شاركت في أعمال تلفزية على غرار مسلسلي «كمنجة سلامة» و» بين الثنايا» وفي حكايات عبد العزيز العروي التي أعاد تصويرها المخرج الحبيب الجمني.» ورغم أن النجاح في الدور وما تتمتع به من مقومات جمالية قد يفتح أمامها أبواب العمل والشهرة على مصراعيها بعد هذه التجربة إلا أن ضيفتنا أكدت : «رغم حبي لهذا الميدان فأنا لا أرغب في التفرغ للعمل فيه لأنه لا يعدو أن يكون مجرد هواية بالنسبة لي والأهم هو العمل في تخصصي الدراسي والعلمي.» وعبرت فاطمة الزهراء عن رضاها على آدائها خاصة في الجزء الأخير من «نجوم الليل» الذي اعتبرته العمل الدرامي الوحيد الذي كان خارج دائرة المنافسة في الأعمال التلفزية الرمضانية وذلك بفضل ما اكتسبته من خبرة وما وجدته من إحاطة ودعم من قبل كامل أفراد الفريق المشارك في العمل إضافة إلى تطور الشخصية تماشيا مع تنامي الأحداث والشخصيات إلى حد جعل من السلسلة قريبة من المشاهد التونسي رغم رفض البعض للمسائل التي تطرح بشكل فاضح حتى وإن كان الهدف منها توعية المجتمع التونسي. ولم تخف فاطمة معطر رهبتها أو تخوفها من الوقوف إلى جانب أسماء كانت بالأمس القريب ولا تزال تتصدر الشاشتين الكبيرة والصغيرة والمسارح حيث تقول :» كان كل من منصف الأزعر وهشام رستم ودليلة مفتاحي ومحمد علي بن جمعة وغيرهم من أصحاب الخبرة خير سند ودعم لنا في كامل ردهات التصوير وقد وجدت منهم التشجيع والتعاون والتوجيه مما أعطاني شحنة معنوية كبيرة للعمل بأريحية بعيدا عن ضغوط الرهبة والخوف. وهو ما ضاعف من مسؤوليتي لأعمل على أن يكون آدائي يجاري مستوى هؤلاء العمالقة. وأعتقد أنها من العوامل التي جعلتني أنجح في الدور. وأنه لشرف لي أن أعمل مع أسماء في قيمة هؤلاء وغيرهم.» لأنها ترى في نجاح أي دور هو نجاح للعمل ككل.
بون شاسع بين الشخصيتين
وفي إجابتها عن سؤال يستفسر عن نقاط التشابه والاختلاف بين شخصيتي «مروى» وفاطمة الزهراء أوضحت أن هناك بونا شاسعا بين الشخصيتين إلى حد التناقض من حيث الظروف والطباع إذ تقول :» في «مروى « وجدت تجربة رائعة. فهذه الشخصية التي تتسم بالطيبة المفرطة والبساطة تكون لقمة سهلة للانتهازيين بسبب فقدها للرعاية الأسرية وهي نموذج لنوعية موجودة في مجتمعنا وحياتها كلها معاناة. في حين أنني في حياتي متوازنة وفطنة ولي مبادئ وحذرة في تعاملي وعلاقاتي بالآخر وأحظى بإحاطة عائلية كبيرة. لذلك ليس لي علاقات في الوسط الفني ولا يربطني بالميدان سوى العمل لا غير لأني أنتقي أصدقائي ومحيطي وأغلب وقتي أقضيه مع عائلتي وللدراسة. وأضافت محدثتنا أنها أبدت سعادتها بالمساهمة وعن طريق وسيلة هي الأقرب إليها في تبليغ رسائل توعوية إلى شريحة هامة من المجتمع التونسي سواء للشبان أو للعائلات حتى تكون قريبة من بناتها في مراحل عمرية معينة. كما اعترفت أن التزامها بالدراسة وموقفها الرافض لكثرة الاختلاط جعلها بعيدة عن الحراك والتجاذبات التي يعرفها القطاع الثقافي في بلادنا عامة. من جهة أخرى اعترفت فاطمة معطر أن هناك عديد الأسماء في عالم التمثيل في بلادنا تشدها فهي لا تجد أفضل من دليلة مفتاحي في الآداء أو منى نورالدين في التجربة والحضور فضلا عن ليلى الشابي وكوثر الباردي التي تجعل المشاهد لا يشعر أنها تتقمص دور وإنما يخالها طبيعية في أدوارها. وشدد على احترامها لهذه التجارب مشيرة إلى أنها تتمنى الوصول إلى مستواها في الإتقان والإقناع والإبداع لأنها ترى أن قدراتها وطاقاتها تتجاوز ما ظهر منه في «نجوم الليل» خاصة أنها تطمح لآداء أدوار في أعمال تاريخية.