شابة في ربيعها الثامن عشر يغار من جمالها القمر، يحملك بحر عينيها إلى عالم ساحر جميل، هي من الرقة والعذوبة بمكان، إذا سألتها تتورّد وجنتاها خجلا وتجيب بابتسامة آسرة فيشرق محياها وتفرّ من ثغرها جمل قصيرة مقتضبة تنم عن ذكاء وفطنة وعن رصانة وأدب أيضا تلك هي بعض ملامح «فاطمة الزهراء معطر» التي أطلت علينا من خلال مسلسل «كمنجة سلامة» اخراج حمادي عرافة. هذه الفنانة الشابة فتحت قلبها للقراء بصدق وتلقائية تحدثهم عن تجربتها في عالم التمثيل وعن آرائها وأحلامها في الحوار التالي: * كيف دخلت عالم التمثيل؟ - منذ طفولتي المبكرة كنت «أجيد التقليد» وكنت أملأ المكان مرحا وأدخل السعادة على قلوب أفراد العائلة خاصة أبي الذي شجعني على الانخراط في فرقة المسرح المدرسي بالمعهد حيث شاركت في كل المسرحيات منذ ست سنوت قمت خلالها بتربصين بإيطاليا كان الأول ضمن المهرجان المتوسطي للمسرح المدرسي MARI NANDO قمنا فيه بتربص تكويني وختمناه بعرض جماعي شارك فيه عناصر من كل الفرق المشاركة من تونس، إيطاليا، مالطا والبرتغال وقد تم العرض بنجاح دفع بالمشرفين على التظاهرة الى دعوتنا في تربص ثان دام ثلاثة أيام أنجزنا خلاله عرضا مشتركا ثانيا ترك أعظم أثر في نفوس المشاركين والمشاهدين، أما بالنسبة لي فأنا أعتبرها تجربة رائعة عدت منها بذكريات جميلة لا تنسى. * «كمنجة سلامة» هي أوّل ظهور تلفزي ل« فاطمة الزهراء معطر»؟ - هذا إذا اعتبرنا مستوى وقيمة العمل وحجم الدور، أمام مصافحتي الأولى مع الكاميرا فقد كانت عن طريق الاشهار في أكثر من مناسبة ثم كانت لي مشاركة في حلقتين من حكايات عبد العزيز العروي للمخرج الحبيب الجمني الذي أسند لي دورا صغيرا في حلقة «الرزق والبركة» ودورا رئيسيا في حلقة «تاج العمر»، إثر ذلك شاركت في كاستينغ في أفريل للسلسلة الهزلية «شوفلي حل» ولكن لم أقبل لأن ملامحي لا تتوافق مع ملامح العائلة التي من المفروض أن أكون واحدة من أفرادها ولكني خرجت من ذلك بعلاقة أبوية جميلة جدا ربطتني بالمخرج صلاح الدين الصيد الذي شجعني ووعدني بالوقوف إلى جانبي كلما احتجت إليه، ثم كان كاستينغ «كمنجة سلامة» الذي شاركت فيه وتم قبولي وأنا سعيدة جدا بذلك. * حدثينا عن ظروف التصوير؟ - لقد تم التصوير في جو عائلي لطيف وفي ظروف عمل حسنة وهذا ليس من باب المجاملة وانما هو اعتراف بحقيقة لا تخفى على من يتعامل مع المخرج الكبير حمادي عرافة ومع الفريق العامل معه، لقد أحسست فعلا أني بين عائلتي إذ لم يبخل علي أحد بالتشجيع والمساندة واخص بالذكر من كان لي اتصال مباشر بهم مثل الممثلة الكبيرة سامية رحيم (مامي) والممثلة سنية المؤدب (أمي) وصالحة النصراوي (عمتي) ودنيا السعدي (أختي) ولطفي العبدلي (صديقي أو خطيبي) والممثل الكبير علي بنور (جدي) والممثلة التي أحبها كثيرا دليلة المفتاحي (حماتي) دون أن أنسى قابيل السياري (أخي) وأهم رجل في عائلة عبد المقصود الممثل الرائع زهير الرايس (أبي).. * على ذكر العائلة لقد تعرّضت إلى الصفع في مناسبتين نتيجة «طول لسانك» فكيف شعرت؟ - تبتسم ويتورد وجهها خجلا ثم تقول: بقدر ما أعجبتنا فكرة المسلسل وهذا ليس بعزيز على مؤلف بارع مثل علي اللواتي كانت لدينا (نحن الممثلون) بعض الملاحظات حول الألفاظ التي اعتبرناها جارحة أو قاسية وقد توصلنا الى تغيير البعض منها، أما بخصوص الصفعتين فالأولى كانت خفيفة من يد سامية رحيم التي وجدت صعوبة في صفعي، كانت تنظر إلي وتقول: «...ما تهونش علي باش نضربها» وقد امطرتني بوابل من الاعتذارات وكذلك زهير الرايس كان اعتذاره على قدر قوة الصفعة التي «شخت عليها»... * هل لنا أن نعرف أحلامك الأخرى؟ - هي عديدة أولها النجاح في الباكالوريا هذه السنة وثانيها كما سبق أن ذكرت النجاح في التمثيل ثم مواصلة الدراسة وممارسة مهنة المحاماة ولو أن تخصصي رياضيات. * ما هو احساسك وأنت تشاهدين حلقات المسلسل؟ - عشت المواقف من جديد وتفاعلت معها إلى حد كبير ولمت نفسي في بعض المشاهد، كنت أقول: «كان بإمكاني أن أكون أفضل». * كيف كانت ردّة فعل العائلة والشارع؟ - لقد أعجبتهم خاصة أبي الذي يحب المسرح والسينما أما جدي فكان يقول وهو يعلق على مشاهد لقائي بلطفي العبدلي: «ما تحشمش قاعدة مع الطفل؟!»... في الشارع لم أكوّن رأيا حتى الآن فقليل من الناس التقيتهم في المغازة تعرفوا علي ونادوني سوسن، كما أني أتعرض إلى بعض المضايقات في المعهد... ولكني لا أبالي.