- حين نتحدّث عن خارطة الفن في تونس لا يمكن أن نسقط من أذهاننا ما سمي بالأغنية البديلة أو الملتزمة أو كذلك السياسية هذا التعبير الإبداعي برز بفضل علامات متعدّدة سواء كانت فرقا على غرار البحث الموسيقي، عشاق الوطن، عشاق الوطن، الحمائم البيض أو كذلك أفرادا مثل الهادي قلّة، الأزهر الضاوي، محمد بحر ومن بين مريدي هذا النمط الزين الصافي الذي لم يبعده عمله في الحقل التربوي عن الولع بأغنية ذات مضمون، الزين الصافي التقيناه وأدلى بدلوه في الظرف الموسيقي المعيش. ٭ ماهو التعريف الذي يقدّمه الزين الصافي لفنه؟ - أنا أعرض ما أسمّيه بفن الحياة بكل ما تتضمنه هذه اللفظة من معان، أنا أروّج لأغنية الحياة اليومية التي تحتاج إلى الغضب والحب والمسرح وكل الأشياء الأخرى. هذه الأغنية تعبّر عن مختلف اختلاجات الإنسان. ٭ في خضم واقع فني اختلطت فيه الأمور كيف تنظر إلى الأمور؟ - سياق الحال يقوم على نهجين لا ثالث لهما أغنية جميلة ومتوازنة وأخرى رديئة وباهتة والناس يحبّون أغنية فيها مقوّمات متكاملة ومتناغمة، الفن لا يحتاج إلى فلسفة بقدر ما يروم الصدق وكفى. ٭ نعيش بعد ثورة 14 جانفي «إسهالا» حزبيا رافقه اسهال في الأغنية الثورية ماهو رأيك في هذا الواقع؟ - كلّي خوف أن يعاد السيناريو القديم وتستغل هذه المجموعات من الأحزاب التي تهدف إلى نصاعة صورتها فقط. وبالتالي توظّف الأغنية البديلة في مسار حزبي مصلحي ضيّق ثم يقع الاستغناء عنها في ما بعد. ٭ والحل إذن؟ - هو بيد فناني الالتزام فوعيهم هو الفيصل كما أن ابتعادهم عن الحسابات الضيّقة والآنية سيكون له دور فعّال في ذلك. ٭ كيف تصمد هذه الأغنية وتشعّ حسب الزين الصافي؟ - نبتعد عن مقولة هذا ما يطلبه الجمهور، ونغني في شتّى المواضيع دون حرج أو «صنصرة»، نغني مضامين إنسانية متجدّدة ثم نطور فنيا لنبتعد عن الرتابة ونؤصل فعليا الإبداعي في الراهن كما علينا خلق نقاط تفاؤل في توجهنا الفني ونبتعد عن البكائيات التي لا طائل من ورائها. ٭ اكتسحت ظاهرة الراب المواقع والعقول ومثّلت في بعدها العام الآن بديلا لأغنيتكم وتكاد تقصيكم وترفع شعار الشرعية إلى أي مدى يصحّ ذلك؟ - الشرعية كلمة مخصوصة ولا يمكن أن نطلقها في هذا السياق، بصراحة أقول لك إن الراب هو فن -استعجالي- فهذا الفنان في وضع استعجالي -مزروب- يريد التعبير عن وضع متغير بأدوات استعجالية فلا نلاحظ وجود نص فيه تأمل وحضور توزيع موسيقي واضح وفرقة بيّنة المعالم، فالراب حين ظهر في أمريكا كان له مبرّراته ولكنه في تونس مركب تركيب. في أمريكا هو نتاج تأثيرات موسيقية متنوعة موجودة هناك وهذا مفقود عند رابورات تونس. الراب يحمل رسالة سريعة يمكن أن تقال في مقهى. ٭ إذن هو فن زائل؟ - هي أغنية غير قادرة على أن تدوم، الفن يحتاج إلى سر والراب لا سرّ فيه، في أغاني فيروز أسرار فهي دائمة، في الفن الشرقي الذي تستلهم منه الأغنية البديلة مقوّماتها أسرار لذلك فهي لن تزول. ٭ نختم هذا اللقاء بجديد الزين الصافي؟ - سأقدم أغنيتين جديدتين الأولى عنوانها «بوزيد منسي» وهي من كلمات سليم ساسي وألحان احسان العريبي، أما الثانية فهي نص قديم لبلقاسم اليعقوبي رجعت إليه ويمكن أن يلحن بعد 14 جانفي بعنوان «يا ابن غذاهم» كما سيكون لي عمل ثالث كلمات آدم فتحي «يا تونس منّك نتعلّم». نبيل الباسطي