الجمعيات المسرحية تنتقد التركيز على جبهة المحترفين كانت الجامعة الوطنية لمسرح الهواة قد عقدت مؤتمرها بمدينة قفصة لتجديد هيئتها بحضور قرابة 34 جمعية من مجموع 200 جمعية. مؤتمر لازال عدد من المسرحيين يرون فيه حيادا عن الشرعية وضربة مؤلمة لهم ولكفاحهم الإبداعي في زمن يعتقد فيه أنه تم القطع مع كل أشكال الإقصاء.ذلك أن الجامعة المعنية تضم نحو 200 جمعية غير أنها اختارت الإنفراد بتشكيل هيئتها وسحب البساط من تحت أغلبية منظوريها وحرمانهم من حق المشاركة في مؤتمرها. بسيدي بوزيد لمسنا هذا الاستياء لدى عدد من الوجوه المسرحية حيث أكد هؤلاء على أنهم من خلال جمعياتهم المسرحية البالغ عددها 8 جمعيات يناضلون لأخذ نصيب في الساحة ولفرض الحضور في المشهد الثقافي. يأمل هؤلاء اليوم أن يقع التخفيف من حدة الفوارق ذلك أن العروض الهاوية تتقاضى ما يقل عن 20 مما يتقاضاه المحترفون بالإضافة إلى عدم التمتع بالقدر الكافي من العروض ونصيبهم من البرمجة قليل.
حق المشاركة لمن ؟
ومن مظاهر الإقصاء كذلك الذي تمارسه الجامعة الوطنية للمسرحيين الهواة ( بعد الثورة ) أنها لم تمنح حق المشاركة في مهرجان قربة لمسرح الهواة إلا لمنخرطيها وللمنخرطين في أسلوب عملها الجديد هذا الأسلوب الذي تفاجأ له هواة المسرح..إلى ذلك يذهب المتدخلون في هذه المسألة إلى ضرورة وحدة الصف لمحاربة مثل هذه الخطوات اللا ثورية التي أقدمت عليها الجامعة المعنية التي من المفروض أن تنصر أبناءها. وأكد توفيق سبيكة رئيس جمعية الإبداع المسرحي بالمزونة وبعد حضوره مؤخرا ممثلا عن سيدي بوزيد لقاء بقابس ضم قرابة 8 ولايات ( على غرار صفاقس ، قابس ،القصرين ، تطاوين و سوسة و غيرها..) من تنظيم رابطة الوسط والجنوب لجمعيات مسرح الهواة قصد وضع خطة للدفاع عن نشاط هذه الجمعيات تفاعلا مع ما أقدمت عليه الجامعة الوطنية أن هذه الرابطة ( الوسط والجنوب ) ومثلها بالشمال تحركت في اتجاه الاحتجاج على لا مشروعية المؤتمر سالف الذكر. محدثنا أكد أن جمعياتهم التابعة لهذه الرابطات لقيت مساندة من قبل عديد الجمعيات الأخرى وجدير بالذكر أن انضواء إتحاد هذه الجمعيات المسرحية صلب هذه الرابطات يندرج في إطار برنامج العمل الذي تم ضبطه و الهادف إلى وضع آليات التنسيق بين وزارة الإشراف و جمعيات الفن الرابع . وأشار رئيس الجمعية أنه على سبيل المثال كدليل على عدم التوازن بين تميز العمل والدعم الواجب توفره حصد العمل المسرحي رحيل لعبد الفتاح كامل ( الذي يتناول معاني الثورة ) من إنتاجات مسرح المزونة فترة 2008-2009 أغلب الجوائز بمختلف المسابقات الوطنية بأعرق التظاهرات وقد عرض بعد من المسارح بإبن رشيق وابن خلدون و غيرها وعلى الرغم من ذلك لم يتواصل الاهتمام به و عجل بإحالته على الأرشيف.. هذا علاوة على ضعف منح الإنتاج التي لا تتطابق كليا مع حجم الإمكانات الذاتية التي توظفها الجمعيات لإنتاجاتها التي تبقى غزيرة رغم ويلات الترويج والكفاح من أجل الظفر بنصيب في البرمجة نصيب يظل محدودا مقارنة باعمال أخرى لا تكتسي نفس الاهمية.. من جهة أخرى تحدث عبد الستار الخليفي المخرج و المؤلف المسرحي بسيدي بوزيد و بصفته أيضا رئيس جمعية مسرحية عن أن الجهة من خلال جمعياتها تتوفر على طاقة إنتاجية كبيرة وأن أعمالهم المسرحية بقيت معلقة في انتظار أن تتكرم وزارة الثقافة و تنظر فيها لتقييمها بعد أن غيرت ( في سياق تعاطيها مع الثورة ) تسمية لجنة التوجيه المسرحي ( ذات الصبغة الرقابية ) إلى لجنة التقييم الفني ، لكن على مايبدو طال الانتظار قبل أن يرى المعنيون بالأمر ثمار الآلية الجديدة.
السبات
وفي الأثناء يبقى القطاع في سبات قد لا يرحمه نسق المشهد المسرحي الذي حمل في كواليسه عديد الأعطاب حيث تغيب الفضاءات الخاصة بتعاطي النشاط المسرحي إلى ذلك استحضر محدثنا كيف أن المسرحي يضطر إلى حفظ ديكور العمل بدورات المياه !! وهو ما يشرع المطالبة بمراجعة شاملة لوضع المسرح الهاوي وذلك من خلال إنصاف الجهة بمنحها فضاءلت مختصة ودعمها بمركز ثقافي جامعي مثلا وهو المتوفر بكل ولاية تقريبا وذلك اعتبارا لما للمسرح الطلابي من دور حيوي سواء كان ذلك إنتاجا أو استهلاكا نظرا لحاجة الطالب الماسة للمسرح والحال أن ولاية سيدي بوزيد تتحسس خطاها في اتجاه دعم رصيدها من المؤسسات الجامعية أما في خصوص التعامل مع أسلوب عمل الجامعة الوطنية لمسرح الهواة فإن النية تتجه على ما يبدو بكل حزم لسحب الثقة والقطع مع خياراتها التي أرضت الأقلية وأغضبت الأغلبية. في الأثناء يقترح المسرحي الخليفي إحداث إدارة خاصة بالجمعيات والمنظمات المسرحية بما من شأنه ان ينصف عملها ويضمن إستمراريتها وجودة أدائها ، و يذكر أيضا أن من المخاوف التي تهدد وضع مسرح الهواية هو إقدام الجامعة الوطنية ( بأجندة عملها الجديدة ) على توظيف مزاجها الانفرادي والإقصائي -وفق تقييم المعنيين بالأمر- في اتفاقاتها مع إدارة الفنون الركحية والدرامية بشأن توزيع العروض. إذن يبدو الوضع مؤلما بالنسبة للمسرحيين الهواة في غياب الإمكانات وفي ظل وجود هيكل قطاعي يشهد توترا مع منظوريه وهو ما يحتم في رأيهم تدخل وزارة الإشراف التي وجب عليها التواضع قليلا والنزول إلى مستوى واقع نشاط الهواة والإطلاع على شواغلهم وعدم الاكتفاء بالتفاوض مع جبهة المحترفين.