تزخر جزيرة جربة بموروث ثقافي يساهم حسن توظيفه في تطوير السياحة الثقافية وتحقيق التنمية السياحية الحقيقية وفي تحقيق النقلة النوعية المنشودة للسياحة من كونها مجرد ترفيه وتسلية الى كونها نشاطا يجمع بين الترفيه والمعرفة من خلال منتوج سياحي متكامل وجامع يعتمد على مقومات ثقافية وحضارية لا تقبل المنافسة. هذا ما أكده لنا الباحث محسن قيراط أصيل جزيرة جربة الذي قام بدراسة حول السياحة الثقافية للحصول على شهادة ماجستير واضاف ان السياحة الثقافية بجربة بقيت تحتل مكانة ثانوية مقارنة بالسياحة الشاطئية التي ظلت إحدى أهم توجهات السياح بسبب اعتماد السياحة على العوامل الطبيعية والجغرافية واضاف محدثنا «للاسبوعي» أن نتائج البحث الميداني الذي قام به اثبت أن مجمل السياح الوافدين على الجزيرة يبدون اهتماما بالسياحة الثقافية الا أن العاملين في القطاع السياحي لم يتعاطوا أهم التراث على انه مجال حيوي يمكن توظيفه التوظيف الجيد لخدمة السياحة التي بقيت مقتصرة على الجانب الترفيهي لها باستثناء بعض الزيارات لمعالم أثرية. توصيات ومقترحات كما أوضح محسن بن قيراط أنه اعتمادا على نتائج البحث ومقترحات بعض السياح قام بتقديم لتصوّر جملة من المقترحات والتوصيات التي من شأنها أن تدعم السياحة الثقافية بجربة والمتمثلة بالخصوص في: - القيام بزيارات ميدانية الى عمق جربة الجغرافي للتعرف عن قرب على أسلوب حياة سكانها. - مزيد العناية بجمالية المواقع الاثرية بترميمها وتوفير جميع المرافق الضرورية بها. - العمل على تكوين أدلاّء سياحيين تكوينا شاملا ولتقديم المعطيات التاريخية بكل دقة . - مزيد العناية بنظافة ومكونات العمارة التقليدية. - تدعيم البرنامج السياحي المقدم بفقرات تبرز الخصوصيات الثقافية. - العمل على ايجاد طرق ووسائل جديدة لتقديم منتوج سياحي ثقافي ثري ومؤشر يوظف فيه التراث توظيفا جادا... وتجدر الملاحظة أن الباحث من خلال بحثه حاول تسليط الاضواء على مفهوم السياحة الثقافية بجربة والتي بدت في الظاهر مجالا خصبا وثريا لتنوّع مكوناتها وتعددها لكنها لازالت في حاجة ملحة لمزيد الاهتمام من طرف المشرفين على القطاع السياحي ومختلف الاطراف المتدخلة حتى يولوها المكانة التي تستحقها خدمة للسياحة من جهة وحفاظا على الخصوصيات الجهوية والثقافية والحضارية بهذه المنطقة من جهة أخرى.