تنظم جمعية "اس او اس بيئة " اليوم ندوة ستتناول بالدرس موضوع الإشكال البيئي الذي يتسبب فيه مصب الفضلات بالرحمة القريب من مدينة منزل بوزلفة بولاية نابل، هذا الذي وصلت في خصوصه المفاوضات بين المواطن والدولة إلى طريق مسدود بعد ان تمسك المعتصمون من سكان المنطقة بإغلاقه بسبب الروائح الكريهة والمخاطر التي يشكلها على الفلاحة وعلى المائدة المائية. وقد دعت الجمعية لهذه الندوة ممثلين عن المجتمع المدني وعن السلطات المحلية والجهوية ومختصين في مشاكل البيئة سعيا منها للتوفيق بين وجهات النظر وللإسراع بإيجاد حلول درءا لمخاطر عمليات إحراق الفضلات المضرة بصحة المواطن. وجمعية "اس او اس بيئة" كما تحدث عنها رئيسها المهندس مرشد قربوج "للصباح" جمعية جديدة تشتغل بترخيص وقتي وتضم مجموعة من المهندسين والمحامين والأطباء والأطباء البياطرة اجتمعوا على خلفية ما لاحظوه من تحركات واعتصامات متواصلة شهدتها مناطق عديدة من تونس سعيا منهم للبحث عن حلول جذرية للمشاكل البيئية التي مكنت الثورة المتضررين منها من الاصداع برأيهم في خصوصها وإصدار صيحة فزع ونداء استغاثة طلبا للنجدة واحتجاجا على عدم اتخاذ الدولة لأي إجراء فعال يريحهم مما تسببه لهم مصبات الفضلات بصفة عامة من أضرار. وأضاف المهندس مرشد قربوج انه لم يعد بالإمكان مواصلة الصمت تجاه المشاكل البيئية التي تعرفها تونس وانه يجب اليوم التحرك السريع للتصدي لما عانى منه المواطن طيلة عقود مضت - وخاصة في عهد المخلوع- من التعتيم حيث اكتفت الدولة بتعبيد شارع للبيئة في كل المدن ملأته بالزهور والأشجار وغضت الطرف عن المشاكل الحقيقية الخطيرة جدا في بعض الأحيان. وبعد هذه الثورة أصر المواطنون على معرفة حقيقة الوضع ومدى خطورة الروائح والانبعاثات الغازية اوالمياه المستعملة على صحته ولم يجدوا من حل سوى الاعتصامات التي شهدتها مناطق عديدة في تونس مثل ساقية الزيتمنزل بوزلفة وقابس بسبب المجمع الكيميائي والحوض المنجمي بقفصة وجرادو. وواصل حديثه قائلا: "نحن اليوم في ندوتنا هذه سنحاول إيجاد الحلول التوفيقية بين المتضررين من مصب الفضلات بالرحمة البعيدة قرابة 18 كلم عن منزل بوزلفة من ولاية نابل والمصالح المختصة المعنية بالموضوع." وعن مدى خطورة هذا المصب على صحة المواطن وضح مرشد قربوج ان مصب الرحمة به اخلالات بيئية أهمها الرشح وهي كميات المياه الملوثة الخطيرة وذات الروائح الكريهة جدا التي جعلت بضعة ألاف من سكان المنطقة يحتجون وقد عيل صبرهم من الروائح الكريهة فتقدموا بشكاوى قضائية بالشركة المستغلة لهذا المصب بعد ان اشتكوا إلى وكالة التحكم في النفايات واستفحل الوضع بإصرار المواطنين على إغلاق المصب مما سبب سكب الفضلات في الأودية وفي المصبات العشوائية اوفي حرقها وهو ما يسبب مشاكل اخطر على الفلاحة على صحة المواطن حيث يمكن ان يتسبب في أمراض خطيرة وهذا الوضع مرشح للتفاقم باعتبار قدوم موسم الأمطار التي سترفع كميات مياه الرشح. وختم قائلا: "وهو ما سنتعرض له في ندوتنا التي سننظمها اليوم في قاعة المنتدى بمدينة منزل بوزلفة للتوفيق بين وجهات النظر والبحث عن حلول جذرية لمشكلة مصب الرحمة".