محسن الزغلامي التحرك الهجومي النوعي والناجع الذي نفذته - مؤخرا - وحدات من جيشنا الوطني الباسل ضد مجموعة إرهابية مسلحة تسللت في قافلة سيارات رباعية الدفع الى داخل التراب التونسي وتحديدا في منطقة بئر زنيقرة الواقعة على بعد 80 كيلومترا من معتمدية الفوار من ولاية قبلي على الحدود التونسية الجزائرية لا يمثل - فقط - اعلان ولاء ووفاء معلومين تامين مطلقين للوطن والثورة من طرف المؤسسة العسكرية ... فهذه المؤسسة العتيدة برجالاتها كانت - تاريخيا - وستظل عنوانا للوطنية والتضحية والفداء.. وإنما هو أيضا تحرك يستبطن - في أحد جوانبه - "رسالة" واضحة وصارمة ومختصرة الى كل المتربصين بتونسالجديدة في الداخل والخارج من أولئك الذين ساءهم وأربكهم وأرهبهم أن ينهض الشعب التونسي ويطيح بكل شجاعة بأحد ركائز أنظمة الفساد والاستبداد والعمالة والتبعية والخيانة في المنطقة.. "رسالة" عنوانها - وبكل اختصار- "لن تمروا"... وما من شك أن الشعور المشروع بالفخر والارتياح الذي خلفه هذا "التحرك" العسكري الحاسم والشجاع لوحدات الجيش الوطني في نفوس عموم التونسيين لا يجب أن يكون مدعاة للدعة أو الاطمئنان المطلق... فالتحديات والمخاطر التي تتهدد ثورة شباب تونس (ثورة 14 جانفي المجيدة) عديدة ومتنوعة.. واذا ما كان جيشنا الوطني الباسل قد قدم - ومن جديد - من خلال هذا "التحرك" الدليل على أنه سيكون دائما في الموعد للدفاع عن هذه "الثورة - الانجاز" وحمايتها حتى تحقق أهدافها الوطنية النبيلة.. فإن الواجب يحتم علينا كتونسيين وبصرف النظر عن اختلاف توجهاتنا السياسية أن نستلهم جميعا من هذه الروح الوطنية العالية التي لايزال يصدر عنها رجالات وشرفاء المؤسسة العسكرية خاصة منذ تاريخ 14 جانفي في مواقفهم وعطاءاتهم لتونس ولشعبها... ليستشعر - اذن - كل تونسي وتونسية أنه معني شخصيا بمسألة الدفاع عن الثورة وأنه بدوره - وحيث ما كان - "على ثغر من ثغور هذا الوطن".. فلا يؤتين الوطن من قبله... نحن نحسب - بل ونجزم - أن رجالات جيشنا الوطني الشرفاء وهم يقدمون التضحيات تلو التضحيات ويستبسلون ويستشهدون في الدفاع عن الوطن وعن ثورة شباب تونس لا يطلبون من وراء ذلك لا جزاء ولا شكورا.. وأن كل ما يطلبونه هو أن ترتقي مختلف القوى الوطنية الى مستوى المرحلة وتحدياتها الخطيرة أمنيا واقتصاديا واجتماعيا وأن يضطلعوا بمسؤولياتهم التاريخية تجاه الثورة والوطن بعيدا عن أية حسابات ايديولوجية أو سياسية ضيقة... إن موعد 23 أكتوبر التاريخي أزف أو يكاد.. والعمل على إنجاح هذا الموعد الديمقراطي النادر في تاريخ تونس القديم والحديث هو - بالتأكيد - أحد المداخل الى ترتيب "البيت" التونسي العزيز من جديد والانطلاق بالوطن نحو آفاق جديدة أرحب.. آفاق تكون فيها العزة للوطن وللشعب بمختلف فئاته وليس لعصابات النهب والسرقة أو للفاسدين من رجال "البزنس" السياسي...