بعث أول شركة طيران خاصة مدينة صفاقس ليست وحدها التي عانت من تهميش السياسات التي كانت تحاك ضدها في ردهات قصر المخلوع مما أثّر سلبا وبشكل مباشرعلى المناطق المحيطة بها وهاهي اليوم تشهد حركية خاصة بانبعاث أول مولود لها بعد الثورة ببادرة أحد أبناء الجهة عبر بعث شركة طيران خاصة و تنظيم «أيام التنمية» في إطار شهرالتشغيل بحضور وزراء الحكومة المؤقتة وخبراء مجال الإقتصاد على غرار منصور معلى وعبد الفتاح غربال وفايقة الشرفي ممن تابع لهم من حاملي الشهادات التونسية والأجنبية محاضراتهم الإقتصادية في مدارج الجامعات.. «أيام التنمية» التي ساهم الخبير منصور معلى بقسط كبير في تكوينها والتي اختتمت أشغالها موفى الاسبوع الماضي ، جاءت في إطار شهر التشغيل بإشراف كل من وزارتي التكوين المهني والتشغيل والتنمية الجهوية. وأكّد منصور معلى على ضرورة مراجعة النظام التربوي من خلال إجراء تحوير عميق على مستوى الجامعة التونسية وملاءمة النظام التربوي للواقع لمعرفة حاجيات الإقتصاد «فالجامعة لا يمكن أن تتواصل اليوم بهذا الشكل.. يجب أن تعدّ شبابا منفتحا على الإقتصاد فلماذا لا توجد مثلا جامعات تدرّس لإنقليزية في صفاقس فاقتصارنا على اللغة العربية والفرنسية يجعل شبابنا منعزل عن العالم الأنغلوسكسوني». لذلك ومثلما أكّد أثناء مداخلته من الواجب تشجيع الشركات المستثمرة والمشغلة لليد العاملة عبر التشجيعات والإمتيازات الجبائية مقابل حث هذه المؤسسات على مزيد التشغيل.
وزير التنمية الجهوية و»الكتاب الابيض»
اعتبر وزير التنمية الجهوية عبد الرزاق الزواري أن بعث شركة طيران جديدة بصفاقس تعبّرعلى رغبة ابناء الجهة في الإستثمار فيها وخلق مواطن شغل جديدة معتبرا صاحب المبادرة المستثمر محمد فريخة بمثابة المثال الجيد الذي يجب ان يحتذي به كل الشباب التونسي والذي أراد تنمية الجهة بقدراته وجهده منتقدا في هذا الإطار ما كان ينتهج زمن المخلوع من سياسات تعتمد على طريقة الإستشارات ثم تنفيذ ما تمليه عليهم أهواءهم غيرأن اليوم فالمطلوب هو بسط الأفكار و تدارس و مناقشة جميع الآراء و من ثم إعادة كتابة ورقة الطريق النهائية و في هذا الصدد تم اقتراح ما عبّر عنه وزير التنمية و التشغيل ب»الكتاب الابيض» و النسخة الاولية سترد على الجهات حتى يتم مراجعتها وفقا للأفكار و الإضافات التي سترد لاحقا لوضع التصورات المواتية. و قال أن مفهوم التنمية لا يجب أن يمر فقط من الشمال إلى الجنوب بل من الواجب تجاوز هذه النظرة و إعادة اعتماد تقسيم المناطق باعتبار كل جهة ذات طاقة انتاجية مضافة عالية والنظر في امكانية ايجاد مفهوم الأقاليم التنموية أفقيا بالإضافة إلى ضرورة إيجاد حلول لمسألة مصاريف الدولة بعنوان2 في الميزانية. ودعا الوزير الى حوار جدي بخصوص مسألة مفاتيح التوزيع خاصة في تحديد حصص الموارد المالية للجهات.
مشروع الMediterrapolis
لم تمر ندوة التنمية و عالم المال و الأعمال دون أن تغفل عيون الغرب عن تونس ما بعد الثورة ليتقدّم كل من المخرج و المنتج السينمائي الفرنسي فريديريك كوسكاس و كاتبة السيناريو و الروائية أوندين خياط بمشروعهما الحلم ال Mediterrapolis. و في تصريح من صاحب الفكرة الكاتب والمخرج و المنتج الفرنسي فريديريك كوسكاس للصباح قال: «في أول لقاء لي بالصديق محمد الفريخة لمست فيه الشخص الطموح والغيور على الوطن بحبه للإستثمار في بلده الام ولدى اول عرض لفكرة مشروعي وجدت منه كل الترحاب ومد يد المساعدة كما أنني وجدت في مشروع تبرورة كل المواصفات الملائمة لنجاح ال Mediterrapolis التي ستكون بمثابة فضاء للتبادل الثقافي والإقتصادي وفي نفس الوقت موقع للمحافظة على الموروث والتراث بالجهة في تصور لصفاقس الغد» وبسؤالنا عن مصدر التمويلات اجاب: «هذا المشروع سيكون مدعوما من قبل بلدان المتوسط بهدف تشجيع مجال المعلومات وتقريب الشعوب بدعم من مستثمرين ألمانيين ونمساويين وكنديين وهو ما يدفعنا للتفكير في مفهوم سياحة الجيل الثالث لقيمة المدينة الحلم التي ستكون جامعة للقيم التي يرنو لها المواطن من طمأنينة وعيش كريم. وهذا المشروع لا يمت بصلة لما سعى فيه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بخصوص الإتحاد من أجل المتوسط بل سيكون بشراكة بين من ذكرتهم ومستثمرين تونسيين».
وزير الصحة: «القطاع مريض ولا بد من تغييرالمنظومة»
«لا يمكن للوظيفة العمومية أن تستوعب اكثر من 5آلاف من جملة طالبي الشغل البالغ عددهم 25ألف بين اطارات طبية و شبه طبية» هكذا تحدث وزير الصحة صلاح الدين السلامي عن طاقة استيعاب القطاع الذي يعاني من عديد الإشكاليات سيما ان العديد من الإطارات الشبه الطبية لازالت في حاجة إلى نسبة تأطير كبرى للرفع من مستوى تشغيليتها. الوزير تحدث عن الخطر الذي يهدد القطاع بخصوص مجال «الصحة والسياحة الإستشفائية» سيما و ان السوق الليبية سوف لن تكون فقط في متناولنا و ذلك بحكم توجه عديد الأنظار نحو ليبيا بعد الثورة على غرار المغرب و تركيا و الأردن كما ان تاخرانجاز المستشفى الجامعي الجديد في صفاقس ناتج عن عدم وجود اعتمادات مرصودة للمشروع رغم وجوده على وثيقة المخطط. يذكر أنه تم التقدم بطلب رسمي إلى وزيري السياحة والداخلية بهدف ادراج مدينة صفاقس ضمن المدن السياحية نظرا للكم الهائل الذي تستقطبه سنويا من المرضى الذي يبلغ عددهم المليون. وزير النقل يمنح ترخيص شركة سيفاكس للطيران وصف وزير النقل في مداخلته «قنطرة بوعصيدة» بالمعضلة التي طالت لاكثر من 5سنوات في مدينة تفتقر إلى بنية تحتية كان من المفترض ان تكون أفضل بكثير مما هي عليه كما تطرق إلى الصعوبات التي تعيشها المدينة فيما يتعلق بالنقل الجماعي. وفي سياق التفاعلات التي عاشتها القاعة بخصوص مسألة «السياب» والميناء التجاري قال بأن السياب لوحدها تمثل 54% من نشاط الميناء البحري التجاري وإذا أردنا نقله فإن ذلك سيكلفنا حوالي 40ألف شاحنة. أضاف بانه وفي وقت تم التقدم فيه بمشروع المترو الخفيف بتكلفة معقولة فإنه تفاجأ ببناء لجنة التنسيق على الارض التي كانت مخصصة لذلك وتبلغ اليوم تكلفة كيلومتر واحد 25مليون دينار وبخصوص البنية التحتية فإن المطار المتواجد تم دعمه اليوم بشركة طيران جديدة وهي سيفاكس للطيران والتي تم منحها الترخيص في احتفالية خاصة.