كثيرا ما تعالت أصوات المهتمين بالشأن التربوي في ما مضى مطالبة بربط المنظومة التربوية بالتكوين المهني ومنادية بإرساء جسور تواصل بينهما وبين الجامعة لكن شيئا لم يتحقق.. ولئن شرعت وزارة التربية في دراسة هذا المشروع واشتغلت عليه لسنوات، فإن الجدار الفاصل بين التربية والتعليم العالي والتكوين المهني مازال عاليا.. وسعيا لإذابة الجليد بين هذه المنظومات تكوّنت جمعية جديدة وهي الجمعية التونسية للإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي والمهني.. ويقول رئيسها أحمد المانسي إن الربط بين هذه المسالك على غاية من الأهمية.. وبيّن أن الهدف من إنشاء هذه الجمعية الجديدة هو تقديم مقترحات عملية للنهوض بالإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي والقيام بدراسات علمية لتيسير الربط بين هذه المنظومات. وستنظّم الجمعية لنفس الغرض ورشات عمل وندوات تشرّك فيها خبراء في المجال وستقوم ببحوث ميدانية وتطبّق نتائجها على عينات محدودة تساعد على تقييم نتائج هذه الدراسات وتقويمها واستثمارها على النحو الذي يجب.
تقييم
وعن سؤال يتعلق بتقييمه للمنظومة التربوية في تونس، قال المانسي إنها فشلت في خلق انسان مفكّر.. لأنها ظلّت لسنوات طويلة تنتج تلاميذ يستعرضون الدروس التي يحفظونها عن ظهر قلب في الامتحان ويحصلون مقابل ذلك على المعدلات التي تؤهلهم للنجاح.. ولا يحدث هذا الأمر مع تلاميذ الابتدائي والثانوي فحسب بل ينسحب على طلبة الجامعات.. وساهم كل ذلك على حد تعبيره في تردّي مستوى التلاميذ, ويحتاج القطاع التربوي حسب قوله "إلى الانقاذ.. لأن تونس قادمة على مجتمع جديد يستوجب منظومة تربوية جديدة تواكب العصر".. ولاحظ أن المهمة ليست مناطة بعهدة الدولة فحسب بل هي مشروع المجتمع بأسره.. كما يحتاج تطوير القطاع التربوي إلى تحسين كفاءات التلاميذ وتطبيق المقاربة بالكفايات على النحو المطلوب لأنها في عمقها مثمرة جدا، لكنها لم تستثمر على الوجه الأمثل ولم تعط ثمارها المرجوة ألا وهي التحول من تلميذ يحفظ إلى تلميذ يفكر.. وأكد محدثنا على أن الجمعية ستعمل على تطوير مهارات الطفل وهو في سن مبكرة وستساعد الناشئة في المدارس على اكتساب كفايات ضرورية تساعدهم على حسن الاختيار..