تونس الصباح منذ الشروع في تنفيذ الإصلاح التربوي الذي وعد بتوفير معابر بين منظومتي التربية والتكوين وبينهما وبين منظومة التعليم العالي يتساءل الدارسون في مراكز التكوين المهني وأولياؤهم عن موعد الشروع في بعث البكالوريا المهنية.. ويقولون إن هذه البكالوريا تأخرت نسبيا مقارنة بتطبيق بقية البرامج والتوجهات التربوية. وحول هذه المسألة تفيد مصادر عليمة بوزارة التربية والتكوين أنه سيشرع في البكالوريا المهنية خلال السنة القادمة. وفي المقابل يشير خبير تربوي له دراية كبيرة بالإصلاحات المتتالية التي شهدها قطاع التربية والتكوين المهني إلى أنه ليس من السهل الشروع في البكالوريا المهنية خلال سنة 2011 لأن العملية على حد قوله «ليست باليسيرة بل تتطلب دراسة معمقة واستعداد عديد الأطراف». وبيّن الخبير أن مشروع البكالوريا المهنية الذي لم تتمخض عنه منظومة التربية والتكوين بعد هو أشبه ما يكون بجنين ميت.. ولا يمكن بعث الحياة فيه إلا بقرار سياسي حازم نظرا لوجود عديد المعيقات والمكبلات التي تحول دون تبلوره. وبين أن جل البلدان المتقدمة شرعت في إرساء بكالوريا مهنية وهي تمثل معبرا بين التكوين المهني ومؤسسات التعليم العالي وتسمح للدارسين في مراكز التكوين المهني بمواصلة تعليمهم العالي إلى آخر مراحله. وتمثل البكالوريا المهنية على حد قول الخبير استجابة خاصة لحاجيات عدد من تلاميذ التكوين المهني الذين لهم قدرات على التقدم في المسار الدراسي المهني ولكن ليس في مسارات التعليم العادي.. فهي مسار مناسب لمن لهم قدرات عملية وملكات تفكير عملي ومهارات يدوية ولمن ليس لهم القدرات الكافية على التفكير المجرد الذي يتطلبه التعليم العادي. وتفتح البكالوريا المهنية الآفاق أمام المتكونين مهنيا وتجعلهم يقبلون أكثر على التكوين المهني لأنه سيصبح مثله مثل التعليم العادي يسمح لهم بدخول مدرجات الجامعة. من التكوين المهني إلى الجامعة ذكر الخبير التربوي أن البكالوريا المهنية هي المعبر الوحيد الممكن حاليا بين منظومتي التكوين المهني والتعليم العالي فقانون التعليم العالي الجديد لا يسمح بالدخول إلى الجامعة إلا لمن كان حاملا لشهادة البكالوريا. ولاحظ الخبير التربوي أن الإعداد للبكالوريا المهنية يتطلب إبراز نوع الشعبة بوضوح وتحديد الاختصاصات والمواد والبرامج ونظام الامتحانات وحاجيات سوق الشغل وأصحاب المهن.