مرة أخرى تستهدف الآثار ويستهدف المخزون الأثري لبلادنا من قبل بعض العابثين الباحثين عن الثراء واللاهثين وراء الخزعبلات لنفقد جزءا هاما من تاريخنا وقد استهدف العمل الاجرامي هذه المرة قبرا يعود الى الفترة البونية وهو من القبور النادرة الموجودة ببلادنا باعتباره يحتوي على رسوم متنوعة على جدران الغرفة الجنائزية ترمز الى العالم الآخر وتتمثل في ضريحين وقرص تتوسطه زخرفة وردية وقد وقع اكتشاف هذا القبر خلال شهر جانفي 2011 بمنطقة صخرية تابعة لمدينة الهوارية. وفي هذا السياق ذكر منير فنطر المكلف بالبحوث بالمعهد الوطني للتراث والمتفقد الجهوي للتراث بالشمال الشرقي ل "الصباح" أنه قام بمعاينة القبر وقام بالحفرية وتم تقديم نتائجها في جلسة علمية والقيام بالرسوم والصور الهندسية ولتأمين سلامة القبر باعتباره اكتشافا أثريا هاما تم تركيز باب حديدي محكم الاغلاق لحمايته الا أنه خلال الأيام القليلة الفارطة ورغم وعورة وصعوبة الوصول الى مكان القبر الا انه تمت مهاجمة المكان وخلع وكسر الباب الحديدي من قبل بعض العابثين الذين عاثوا فسادا بالقبر وقاموا بهدمه وطمس الصور الموجودة به والتي تعتبر فريدة من نوعها وقضوا على أثر تاريخي هام نهائيا باعتبار أنه لا يوجد شبيه لتلك الرسوم المنقوشة على القبر ويبدو أن المجموعة التي استهدفت القبر كانت تبحث عن الكنوز وقد رفع المعهد الوطني للتراث الأمر الى القضاء حيث تم اعلام أعوان الادارة الفرعية للقضايا الاجرامية بالموضوع للكشف عن الجناة . وأكد منير فنطر على وجود انتهاكات كبيرة للآثار في بلادنا واعتداءات متفاوتة الخطورة عليها وركز على ضرورة التشهير بعمليات الطمس للآثار والاعتداءات المتكررة على المناطق الأثرية وبضرورة اتخاذ وقفة حازمة للحد من هذه التجاوزات الخطيرة. كما أكد محدثنا على ضرورة ايلاء رابطة حقوق الانسان عناية بالتراث الأثري ببلادنا باعتبار أن الثقافة بدورها من حقوق الانسان التي وجب احترامها وعدم المس بها وايلاؤها ما تستحق من العناية.