المنستير 3 ماي 2011 (وات)-اكتشف فريق السيد نجيب بلزرق الباحث المختص في التاريخ الروماني والمسؤول عن المواقع الآثرية بلمطة والبقالطة مقبرة رومانية فريدة ترقي إلى القرن الثالث ميلادي محاذية للبيوت الجنائزية البونية التي بدأ فريق من المعهد الوطني للتراث منذ يوم 30 مارس الماضي عملية إنقاذ لأربعة غرف بونية منها بظهرة سلامة أو منطقة بئر العايب على مستوى نهج الطيب المهيري بمدينة لمطة من ولاية المنستير. وأوضح السيٌد نجيب بلزرق اليوم لوكالة /وات/ أنٌ هذا الاكتشاف يعدٌ فريدا في تونس نظرا لأنٌه لم يسبق اكتشاف مقبرة رومانية من هذا النوع فهي مبنية وفيها عملية دفن للموتي مشيرا إلى أنٌ الرومان كانوا يحرقون الميت وهي عملية تعرف بالترميد ويجمعون الرماد المتبقي في قلة يضعونها في ضريح وبداية من القرن الثالث ميلادي عمدوا إلى دفن موتاهم. وبيٌن أنٌ هذه القبور المستطيلة الشكل والتي تبلغ حوالي 80 سنتمترا على مترين هي على شكل طبقات أي أنٌ الرومان كانوا يدفنون موتاهم في نفس المكان فوق بعض ملاحظا أنٌ هذه المقابر تعود إلى الطبقة المتوسطة من المجتمع في حين أنٌ الأثرياء من الرومان كانوا يبنون الأضرحة. وأوضح السيٌد نجيب بلزرق بأنٌ طريقة بناء حيطان المقبرة التي ترقى إلى حوالي القرن الأول أو الثاني ميلادي تكتشف لأوٌل مرٌة في لمطة مشيرا إلى أنٌ الحائط مكوٌن من الداخل من الحجارة واللبًنٍ ومن الخارج من الميلاط المكوٌن بدوره من الجير والرمل. وتكشف هذه الطريقة أن البناء المعروف حاليا متأثر بتقنيات البناء الرومانية. وذكر السيٌد بلزرق بأنٌ الفرق الزمني بين المقبرتين البونية المنقورة في الحجارة والرومانية المبنية في موقع ظهرة سلامة بلمطة هو بحوالي 400 عام. ووصل اليوم إلى هذا الموقع الأثري بمدينة لمطة وللمرة الرابعة فريق من المعهد الوطني للتراث لمواصلة عملية إنقاذ البيوت الجنائزية التي انطلقت في قطعة أرض تمسح 159م2 تابعة لاحد المواطنين وتواصلت إلى قطعة ارض محاذية لها تمسح كذلك 159 م2 وبها تم اكتشاف المقبرة الرومانية وطالب مواطن ثالث من ممثل المعهد الوطني للتراث بالتنقيب بقطعة أرضه للتثبت من وجود آثار بها. وأوضح السيٌد الحبيب بن يونس مدير دائرة التنمية المتحفية مختص في التاريخ البوني ل/وات/ أنٌ الفضاء الجنائزي يكون خارج الفضاء العمراني في العهد البوني وكذلك الروماني مشيرا إلى أنٌه فضاء مقسم ومستعمل بشكل مقنن وذلك باستثناء قرطاج حيث نجد المدينة والمقابر داخل الأسوار. ومن جهته وفي نفس الموقع تمكن اليوم الفريق العلمي المكوٌن من مختص في التاريخ البوني ومن مختصين اثنين في دراسة عظام الإنسان ومثلهما في تحليل الفخار من مواصلة عملية إنقاذ الغرف الجنائرية البونية للمرة الرابعة وقد وصل عدد الغرف الجنائزية إلى حد الآن 15 وبلغ عدد القطع المكتشفة بها وجلٌها من الفخاريات ( الفخار اليدوي المطلي المحلي والصحاف والأقداح والجرار المحلية والإغريقية) حولي 80 ومنها قطع من النقود البرونزية عثر عليها اليوم ترقي إلى القرنين الرابع والثالث قبل الميلاد وسيتم تحليلها بالمخبر المركزي بقصر السعيد بتونس العاصمة. وقد عثر اليوم في غرفة جنائزية واحدة على 32 قطعة أثرية وهي سابقة مقارنة إلى بقية الغرف.