نظمت السفارة البولونية اول أمس ورشات عمل لفائدة عدد من مكونات المجتمع المدني حول محور "الدولة الديمقراطية، الإنتخابات، والمجتمع المدني" تتواصل إلى الغد، افتتحها كل من السيد "سام كارزيستوف أولدنسكي" سفير بولونيا بتونس والسيد عبد الرزاق الزواري وزير التنمية الجهوية وتخللتها مداخلة حول "نموذج الدولة الديمقراطية" قدمها السيد "جرزي ريغلسكي" أحد الشخصيات في التحول الديمقراطي ببولونيا... وقد أبرز أن "أولى خطوات الإنتقال الديمقراطي تغيير دور الدولة التي يجب أن تكون في خدمة المواطن وليس العكس بالإضافة إلى العمل على بدء تغيير العقليات الذي قد يتطلب عقودا وربما أجيالا غير أن وضع استراتيجيات وفي أقرب وقت ممكن لتكوين الإطارات والكفاءات لإعادة البناء وإعادة هيكلة الجماعات المحلية بات من الأولويات لإنجاح المسار الإنتقالي وبناء نموذج ديمقراطي".
لامركزية القرارات
يبدأ التغيير حسب السيد ريغلسكي من داخل الجهات بحيث تصبح مركزا للقرار والتصرف المالي والتوجيه وهيكلة جميع المجالات والميادين بما يتطابق مع خصوصيات كل جهة ومتطلباتها وتعود بالمراقبة والتسيير إلى مركز السلطة التي تضع "عينيها على مدى تطبيق القانون وضمان المساواة بين الجميع". هذه الإستراتيجية تتطلب خرق 5 أقطاب أساسية هامة ارتكزت عليها أنظمة استبدادية كرست لمركزية القوانين والقرارات، وهي السياسة والسلطة والإدارة والجماعات المحلية بما يمكن الجهات من صنع القرار والمشاركة في الحياة السياسية والتصرف المالي بمعزل عن تدخل الدولة المباشر، وهي أقطاب ساهمت في إرساء الديمقراطية في بولونيا بالرغم من الصعوبات التي شهدتها والجهود التي بذلت في مراكز أقيمت لتوعية المواطنين المتراوح عددهم في التسعينات بين 30 و40 ألف بولوني وصل عددهم في السنوات الأخيرة الماضية المليون مواطنا. وبين ريغلسي أن تغيير العقليات أصعب بكثير من تغيير القوانين وسير المؤسسات والذي تطلب سنوات من العمل ببولونيا والهيكلة الجذرية التي انطلقت من تركيز جماعات محلية تستجيب لحاجيات المواطن وساهمت في التخلص من المركزية حتى المنظومة التربوية وتغييرها دام ست سنوات من الأخذ والرد بين أطراف وزارية ونقابية وغيرها وهو ما يعود الي إشكالية العقليات. ومن جهته بين السيد عبد الرزاق الزواري أن الديمقراطية المحلية أساس النمو والإزدهار الإقتصادي فنوه بالتجربة البولونية التي حققت نجاحات باهرة يمكن الاستئناس بها في الإنتقال الديمقراطي بتونس. وتجدر الإشارة إلى أن محاور ورشات العمل التي أدارها خبراء بولونيون كانت حول "الإنتخابات: الهياكل المنتخبة ومسؤولياتها تجاه المجتمع" و"المفهوم الأساسي والحوكمة المحلية و"الإدارة والسلطات المحلية :منافسة أو شراكة".