بقلم: توفيق بوزيد لو سألوا من الأب الروحي للثورات العربية المعاصرة أو ثورة البؤساء فالإجابة الصحيحة محمد البوعزيزي من بلدة سيدي بوزيد . فهنيئا يا مهد الثورات يا سيدي بوزيد يا تونس الشقيقة. وهنيئا لنا لأننا على مرمى حجر من مهد الثورات وتفصلنا عنها فقط حدود مصطنعة سيزيلها الزمن. هنيئا لنا لأننا ننتمي إلى صحراء واحدة فان تاه احدنا فيها سيهتدي احدنا للأخر. الصحراء انبتت البوعزيزي فجاءنا بالرفض والكرامة وانبتت أهلنا في سيدي بوزيد فحضنوها وانبتتنا نحن في ليبيا فالتقطناها وخضبناها وبالدم سقيناها وسننتقل واياه الى اهلنا في سوريا ونقبض على بشار الذئب. شهيدنا الأول البوعزيزي الذي قدرت عربته الصغيرة البدوية البسيطة بثمن مضاعف مئات المرات لأنها حملت ثورة البوعزيزي وتلك العربة مثواها المتحف التاريخي. لا تجادلني ولن أصغي إليك او أبدل رأيي ان ثورتنا بقيادة البوعزيزي هي الثورة الثانية منذ الخليقة ورب سائل يسأل ان كانت ثورة البوعزيزي هي الثورة الثانية فما هي الثورة الأولى؟ والإجابة بسيطة فلو كان له بسيط معرفة بدينه لا اهتدى إلى الإجابة بمفرده وقال هي ظهور الدين الإسلامي الحنيف الذي أنقذنا من الجاهلية وعبادة الأوثان الى عبادة الله والى النور والهداية..البوعزيزي أنقذنا مرة ثانية من الخوف واليأس وعبادة الحاكم الى النور والتمرد على كل شيء. جاءنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة وانتشرت كما تنتشر النار في الهشيم. وصلت الى بلاد السند والهند وخرج جيش محمد لينشر الاسلام بدون كراهية. ثورتنا الثانية في مهدها أطعمت الفقراء في مناطق مختلفة. في الشام دغدغ بشار الشعب السوري بخفض فاتورة التدفئة وفي مصر تأخر حسني مبارك وطلبوا منه الرحيل وقالوا له امشي فترك ومشى بعد ان كابر قليلا. قبلها في تونس المخلوع بن علي لم يسعفه فهمه الدرس وتوسل كثيرا ثم رحل لما كان ليس له من الرحيل بد. في ليبيا غض النظام المنهار البصر عمن اقتحم وسكن في بيوت وعمارات سكنية مسجلة بأسماء أصحابها ومازالت مشاريع لم تستكمل وترفع الشركات يدها عنها وما كان يغض البصر بل كان يفتك ويسفك. غض بصره مخافة الزحف الذي لم يتأخر ليفجرها ثورة عارمة اقتلعت النظام وارتداداتها وصلت إلى حدود استراليا ثم لتنحرف قليلا يسارا وستحط في الصين ومحيط الصين كما صرح به ساسة العالم والمحللين. اليوم ثورتنا هي امتداد لثورة البوعزيزي نقلت سكن ملك ملوك افريقيا من باب العزيزية إلى الطرف البعيد من البلاد عند تقاطع حدود ثلاث دول ولا يعرف أين هو تحديدا ونحن في حالة انبهار شديد وعميد القادة العرب الذي حاول وأد وإجهاض الظاهرة البوعزيزية هو في حالة فرار. أحد الشيوخ قال لي انه يحمد الله هذه الأيام كثيرا وان كان ما انقطع عن حمده لأنه عاش وأمد الله في عمره وعاش اللحظة التاريخية في الوقت الذي حرم منها من أخذتهم المنية من أترابه. ورجال المستقبل احسبوهم يحمدونه أكثر لأنهم جاؤوا في الموعد إلى الدنيا وقبيل الحدث فألعابهم وأفراحهم موسومة بالثورة ويشهدوا بها وهم كهله فيشهدونها مرتين. كل ذلك وما هو آت من نعم ثورة البوعزيزي بل ثورتنا نحن العرب التي أحيتنا بعد مماتنا.