هذه الثورة النموذج ..اقول الثورة النموذج..Une revolution modele بعيدا عن الغرور
او النرجسية..هي ثورة لم يشهد التاريخ العربي والأوروبي والعالمي شبيها لها...
هي ثورة لا قبلها ولا بعدها..ولن يجود التاريخ بمثلها..
هذه الثورة التي انطلقت من أبطال الحوض المنجمي في2008 ليتم قمعها بوليسيا واعلاميا..لتخلف الأرامل والأمهات الثكلى..والجحافل من المعتقلين السياسيين والنقابيين ..لا لشيء إلا لأن سيء الذكر "بلحسن الطرابلسي" متورط في عصابة الحوض المنجمي..
وتخمد هذه الثورة.. وتبقى جمرة القهر والظلم وانتفاء العدالة الاجتماعية تحت الرماد..ثم يحرق
الشاب الشهيد "محمد البوعزيزي" نفسه أمام مقر الولاية في سيدي بوزيد في ديسمبر2010اعتراضا على الظلم واهدار الكرامة والفقر و القهر..
لتنطلق المظاهرات من جميع معتمديات سيدي بوزيد وتنتشر انتشار النار في الهشيم...
في كافة ولايات الجمهورية ..في التحام عجيب ورائع بين كافة مكونات المجتمع التونسي.. على اختلاف توجهاتهم..ومستوياتهم الفكرية والاقتصادية..
لتطيح الثورة بالرجل الحديدي البوليسي ..رئيس الجمهورية التونسية المخلوع "زين العابدين بن علي" في 14 جانفي (يناير) 2011 الذي حكم البلاد 23 سنة.. بقبضة من حديد..ومن سخرية القدر ان تتطيح الثورة بعرشه في 23 يوما..
وأقول للتاريخ ..وللأجيال القادمة ..ان "بن علي" لم يهرب من الميدان.. بل خرج مرغماومكرها ..بعد أرغمه الجيش التونسي الشريف والرائع ..على مغادرة القصر الرئاسي .. حقنا لدماء التونسيين الزكية..وإيقافا لمخطط
زوجته ..ليلى الطرابلسي .... التي كانت تخطط للانقلاب على "بن علي"..في أيام الثورة..(بعد ان حاولت الانقلاب عليه سابقا ..قبل الثورة.. ولكن تم قمعها داخل القصور) وتخيطدودة الحرير التونسية المنتجة لاجود انواع الحرير في العالم.. خيوط الثورة بخطى حثيثة.. لتنتج لنا ثورة أنيقة ورائعة جعلتنا " نتنفس حرية.."..
هذه الثورة التي جعلت الصحافة الفرنسية تكتب كلمة "الحرية" باللغة العربية في صفحاتها
الأولى أيام الثورة التونسية ..وهاهي فرنسا التي استعمرتنا في يوم من الأيام..هاهي تهدينا
الآن.. سفيرا فرنسيا ناطقا باللغة العربية !!!!
وهو السيد/ بوريس بوالون" ..وهو يتكلم لغة عربية فصيحة ورائعة..روعة وجمال روحه..
ألا يحق لنا ان نفرح بثورتنا وبانجازاتها في الداخل والخارج..هذه الثورة الزلزال..
التي هزت الدنيا ولم تقعدها..وملأت الدنيا.. وشغلت الناس..وخلصتنا من سنوات الضياع وسنوات الجمر ..
الثورة التونسية زلزلت عرش طغاة العالم ..الذي يستعمرون شعوبهم ..ولا يحكمونهم ..
وضربتها بمنجنيق آهات وصراخ الشعوب التي تتضور حرية..وعدالة ولا أخاف على هذه الثورة من السياسيين أو تصارع الأحزاب أو حتى الميليشيات المكونة من اللقطاء.. ولا أشجع مجالس حماية الثورة التي نخاف من تغلغلها وتسلطها مع مرور الزمن.. فتصبح تجمع دستوري RCD في ثوب جديد..
فتونس تقول على لسان شاعر الارادة والحياة ابو القاسم الشابي :
سأظل رغم الداء والأعداء ...كالنسر فوق القمة الشماء.. ولكني أخاف على ثورتنا إلا من... الصحافةوالصحافيين التونسيين ..خاصة في الإعلام المرئي.. وأستثني منهم قناة " نسمة" الرائعة والياس الغربي..الممتاز والساحر أمام الكاميرا وسفيان بن حميدة وجمال العرفاوي وحتى لطفي العماري..(بالمناسبةلماذا لا يلتحق بفريق نسمة ؟؟!!!)
احذروا من قناة حنبعل المنافقة..التي تعبد حرباء اسمها " صاحب القناة" وتلعب بالمواطن البسيط مثل الكرة..التي تركز عليها في برامجها ..وكأني بالعالم كرة.. أو المشاهد كرة!!!
فهذه القناة التي تتشدق بأنها صوت الشعب..!!! هي رقم واحد.. في تعتيم الاحداث المهمة والتركيز على الاحداث التافهة والجانبية..لتهميش وتظليل الرأي العام...
أما القناة الوطنية 1 و2 ..التي لم تتحرر الا في النشرة الاخبارية التي أصبحت أقل تعتيما..
أما البرمجة ...ما بعد الثورة فهي...هزيلة Nulle...
فعندما اشاهد القناة الوطنية لا أشعر بان هذه قناة دولة عاشت وتعيش ثورة عظيمة ..
قناة تعرض لنا لمين النهدي في عنفوان شبابه في مواقف نقدية وكوميدية!!!.. لا تضحكني ولا تمسنى.. لا من قريب ولا من بعيد ..
ولا تتماشى مع تونس الثائرة ..تونس التكنولوجيا والانترنات ..
هل ثرنا لنتقدم أو لنتأخر..؟؟؟؟
جلست البارحة أمام التلفزيون..لمشاهدة القناة الوطنية.. علي أجد فيها ما يشفي غليلي..
لأجد رواية العروي " جريدة وعصفور.." !!! ..في نسخة قديمة جدااااا ..ولكم ان تتخيلوا وقع الصدمة علي كمشاهدة !!!
هذا ان دل على شيء.. فهو يدل على ان المشرفين على برامج القناة الوطنية :
اما..ان يكونوا عصافير تغرد خارج السرب..
او لهم عقول العصافير.. !!!
فنحن في أيام الثورة..ولا نريد ان نستفيق من نشوتنا..التي لم نفرح ولم نحتفل بها..فعوض ان تمرر القناة أغاني النصر والفرح وأغاني كانت ممنوعة مثل اغاني "ديدجي كوستا" "مدام L" و" وروايال مافيا " و"سيدي الرئيس.." وغيرهم..
على القناة الوطنية ان تلتقط ألفاسها وتلتحق بركب الشباب والكهول والشيوخ الثائرين..فتقوم بتمرير برامج توعية وتثقيف سياسي لتوفير الارضية الصحيحة للانتخابات الرئاسية والتشريعية...
فالمواطن التونسي لا يعرف اغلب الأحزاب..كما عليها ان تقدم
" قوات عليه البارتي.." ولم يفهم هذه الثورة ..وفهمها قطعا تاما مع ما سبق.. وتحقيقا فوريا للمطالب ..وتعليقا لجميع القوانين السابقة..وفيهم من فهم ان هذه الثورة هي انتفاء لفكرة الدولة..!!