عاجل: برنامج كبير لدعم الرياضيين'' التوانسة'' وتحديث الملاعب لسنة 2026    ميزانية 2026: زيادة بنسبة 8.75 بالمائة في ميزانية وزارة الصحة    قبلي: تنفيذ وقفة احتجاجية في قطاع النقل العمومي    مصر وتونس توقعان مذكرة تفاهم للاعتراف المتبادل بشهادات المطابقة للسلع    فرصة باش تشري دقلة نور ''بأسوام مرفقة'' بالعاصمة...شوفوا التفاصيل    نابل: تقدم موسم جني الفول السوداني (الكاكوية) بنسبة 60 بالمائة وتوقعات بإنتاج 5 آلاف طن    تكساس تصنف "الإخوان المسلمين" منظمة إرهابية    عاجل: رجّة أرضية في الجزائر    احذر : رسالة وحدة من رقم غريب تنجم تسرقلك حسابك على الواتساب !    المشتري: العملاق اللي حمى كواكبنا من الخطر...باحثون يكشفون حقائق مدهشة    الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل عنصرين في حزب الله..#خبر_عاجل    ترتيب الفيفا: المنتخب الوطني يرتقي من جديد في التصنيف العالمي    تقييم لاعبي المنتخب الوطني في مواجهة نظيره البرازيلي    عاجل/ منخفضات جوّية مصحوبة بأمطار خلال الأيام المقبلة بهذه المناطق..    عاجل/عثر عليها جثة هامدة في منزلها: تفاصيل ومعطيات جديدة بخصوص واقعة الوفاة المسترابة لمحامية..    دراسة: مرض صامت يقتل 1.5 مليون شخص سنويا    عاجل: تامر حسني يفجر مفاجأة بخصوص حالته الصحية..شنيا الحكاية؟    مريض سكّري فاقد الوعي قدّامك: هاو كيفاش تنقذه    الكحل التونسي القديم يترشّح لليونسكو ويشدّ أنظار العالم!...شنوا الحكاية ؟    دراسة: التونسي ما يعرفش يتصرّف إذا تعرّض لإشكاليات كيف يشري حاجة    إسبانيا وبلجيكا تحسمان التأهل للمونديال واسكتلندا تعود بعد غياب طويل    شنيا حقيقة فيديو ''الحمار'' الي يدور في المدرسة؟    11 سرًا صحيًا لمضغ حبة قرنفل واحدة يوميًا..تعرف عليها..    حرارة شتوية وطقس بارد اليوم وغدوة..وال''ويكاند'' شتوي بامتياز    طقس اليوم: أمطار غزيرة ورياح قوية بعدة جهات    عاجل: وزيرة المرأة أسماء الجابري تحسم الجدل و تردّ على مقترح تعدّد الزوجات    المراقب الدائم لفلسطين بالأمم المتحدة في فيينا: أكثر من 100 ألف جريح ما زالوا في غزة..    اختتام مهرجان تيميمون للفيلم القصير: الفيلم الجزائري "كولاتيرال" يتوج بجائزة القورارة الذهبية وتنويه خاص للفيلم التونسي "عالحافة" لسحر العشي    أبهر التوانسة: من هو المعلّق عامر عبد الله؟    كل ما يلزمك تعرفوا على حفل جوائز كاف 2025 : وقتاش و شكون المترشحين ؟    ترامب يصنّف السعودية حليفا رئيسيا من خارج 'الناتو'    عاجل/ أبرز ما جاء في لقاء رئيس الدولة بأعضاء اللّجنة التي كلّفها بإيجاد حلول للوضع البيئي بقابس..    الأطباء الشبان غاضبون ويحتجون أمام البرلمان    تأهل كوراساو وهايتي وبنما إلى كأس العالم    لجنة المالية والميزانية تشرع في مناقشة فصول مشروع قانون المالية لسنة 2026 فصلا فصلا    بالفيديو: هذا ما قاله المعلق الإماراتي على المنتخب بعد مباراة تونس والبرازيل    غمراسن : تواصل أشغال ترميم قصر بوغالي واستعدادات لتهيئة مدخل قصر الفرش    الأمن الروسي يرفع السرية عن عملاء للنازيين في الحرب الوطنية العظمى تعاونوا لاحقا مع CIA    وزير السياحة يؤدي زيارة عمل إلى ولاية القصرين يومي 17 و18 نوفمبر 2025    عاجل: المنتخب التونسي يقتلع تعادلا تاريخيا أمام البرازيل    انتخاب القائد العام للكشافة التونسية محمد علي الخياري نائبًا لرئيس اللجنة الكشفية العربية    مواسم الريح للأمين السعيدي، رحلة فلسفية في أعماق الذات البشرية    التونسية آمنة قويدر تتوج بجائزة الانجاز مدى الحياة 2025 بالمدينة المنورة    افتتاح الندوة الدولية "الثقافة العربية والتحديات الراهنة"    قائم القروض البنكية المسلّمة للأشخاص الطبيعيين منذ بداية العام..#خبر_عاجل    قبلي: ارتفاع حجم الانتاج الجملي للتمور البيولوجية خلال الموسم الحالي    طاقم تحكيم فرنسي لإدارة مباراة تونس والبرازيل الودية    مفزع/ 1052 قتيلاً في حوادث المرور منذ بداية السنة..!    تحويل جزئي لحركة المرور على مستوى الوصلة المؤدّية من الطريق الوطنيّة رقم 3 أ1 نحو سوسة والحمّامات بداية من الثلاثاء    تونس: أمطار هذا الشتاء ستتجاوز المعدلات العادية في الشمال    ميزانية النقل لسنة 2026: برمجة اقتناء طائرات وحافلات وعربات مترو ودعم الموارد البشرية    الثلاثاء: الحرارة في انخفاض وأمطار متفرقة بهذه المناطق    العلم اثبت قيمتها لكن يقع تجاهلها: «تعليم الأطفال وهم يلعبون» .. بيداغوجيا مهملة في مدارسنا    الكوتش وليد زليلة يكتب: ضغط المدرسة.. ضحاياه الاولياء كما التلاميذ    تونس تتسلّم 30 قطعة أثرية بعد ترميمها في روما    المعهد القومي العربي للفلك يعلن عن غرة جمادى الثانية    رأي: الإبراهيمية وصلتها بالمشروع التطبيعي الصهيوني    شوف وقت صلاة الجمعة اليوم في تونس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كيف تصبح ثوريا بعد الثورة؟
نشر في الصباح يوم 12 - 10 - 2011

بقلم: سفيان الشورابي لا تهتم ولا تشغل بالك كثيرا.. ربما لم تكن تعتقد يوما في حياتك أن ثورة ما ستقع في تونس.. وفجأة وجدت نفسك تونسيا غير ثائر في زمن الثورة.. لا تأبه.. فبمجرد إتباعك لخطوات بسيطة بإمكانك أن تتحول إلى تونسي ثوري حتى لو كنت أكثر إنسان مهادن ومسالم وطيع.. فالمسألة ليست معقدة مثلما وردت في كتب منظري الثورات.. فالمستحيل ليس تونسيا.
ربما كنت في السابق تمقت السياسة والسياسيين.. أو كنت تلهث من أجل حياة رغدة.. أو تجري من أجل ترك بلدك.. أو تطمع في الاستمتاع بعلاقات عاطفية عابرة.. أو لا يعنيك من الحياة سوى انتصار فريقك الرياضي المفضل.. أو لا تنكب سوى على دراستك وتسعى فقط للتألق في مهنتك.. أو لا ترى من الدنيا سوى لعب الورق بالمقاهي.. أو لا يعنيك من الفايسبوك سوى الدردشة والمعاكسة.. أو لا تحلم سوى بإقامة علاقات جنسية مع الحسناوات (هل من اسم مذكر لهذه العبارة؟).. أو تقفز غبطة كلما سمعت سيادة الرئيس يخطب على الشعب.
أو لا شيء من كل هذا سوى أنك لا تعرف من مصطلح «ثورة» سوى أحرف وبمجرد تغيير ترتيبها تتحول إلى «ثروة»: طموحك الأزلي.
ولكن لا داعي للقلق.. فقد وقعت ثورة في تونس.. ولا يهمك كثيرا من الذي قام بها.. ولا تشغل عقلك بكمية الدماء التي سالت من أجل تحقيقها.. ولا تفكر في عدد الأشخاص الذين اعتقلوا قبلها وأثناءها.. فجميع تلك الأمور هي ثانوية في وجه رغبتك في تقمص شخصية «الثوري».. وما عليك سوى القيام ببعض الإجراءات:
- امح بسرعة جميع صفحات حزب التجمع الدستوري الديمقراطي على الفايسبوك التي كنت عضوا بها.. واحذف جميع التعليقات التي كتبتها على صفحات أصدقائك التجمعيين.. وانزع صورة المخلوع من مكتبك أو محلك.. وقطّع بطاقة انخراطك في الحزب.. واهتم الآن بالمطالبة بمحاكمة المخلوع والطرابلسية.. فسينسى الجميع قصة انتمائك إلى الحزب المنحل.
-اخرج في مسيرة أو اثنتين ولا تنس التقاط بعض الصور وأنت ترتدي قميصا عليه صورة تونس الثائرة.. وطالب بإسقاط النظام.. أي نظام؟ لا يهم. طالب بإسقاط النظام الذي لم يتغير بعد حتى لو أنك أصبحت تخرج للتظاهر في الشارع، بعد أن كان محرم عليك القيام بذلك طيلة نصف قرن.
- سب الجميع دون استثناء.. فكلهم من أزلام النظام البائد.. وطبعا لا يسمح مستواك الفكري الضحل ولا ثقافتك السياسية المتدنية بالدخول في مجادلات راقية.. فالوقت لا يتسع للاطلاع على الأدبيات السياسية أو التمكن من مفاتيح التحليل العقلاني للحياة السياسية.. فيكفيك أن تشتم وتصرخ وتهتك الأعراض وتشوه السمعات.. فليس المشكل بالنسبة لك أن تنزل بمستوى الخطاب السياسي إلى الدرك الأسفل منه.. بل كل ما تحتاجه هو أن تصنع من نفسك ثوريا على حساب من كان يؤمن بها حقيقة.
- ارفض كل شيء.. فجميع القوانين الجديدة هي فاشلة لا محالة.. وكل المؤسسات السياسية المحدثة هي فاسدة بكل تأكيد.. والساسة القدامى والحاليون هم كذابون بالضرورة.. وأعلن نفسك وصيا على الثورة.. فأمثالك كثيرون، وهم مستعدون لتصديق كلامك وإتباع خطواتك.. وهم يحتاجون إليك ليتحولوا إلى ثوريين مثلك.
تسلح بالشجاعة ولا تخش شيئا.. لن يحاسبك أحد على تخاذلك أيام الحديد والنار.. ولن يعاتبك أحد على دناءتك عندما خرست عن الظلم.. ولن يلومك أحد على قلة حيائك عندما كان المخلوع يحكم البلاد بفضل صمتك..فأنت الآن في زمن ما بعد الثورة التي ضحّى من أجل تحقيقها الآلاف من التونسيين يكفيهم الشرف أنهم جعلوك تتمنى أن تصبح «ثوريا» يوما ما لن يأتي أبدا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.