ختتمت أمس في موكب رمزي انتظم بمقر مجلس المستشارين اشغال الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة أشرف عليه رئيس الجمهورية المؤقت فؤاد المبزع، والباجي قائد السبسي الوزير الأول في الحكومة الانتقالية، وقد حضر هذا الموكب الوزير عدد من الامناء العامين للاحزاب السياسية الممثلة في الهيئة وأعضاء مجلس الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة الى جانب ممثلين عن الموسسات الاعلامية الوطنية والاجنبية. وفي كلمة القاها بالمناسبة اكد رئيس الجمهورية المؤقت أن الهيئة نجحت في مهامها على أكثر من صعيد قانونيا وتشريعيا وسياسيا مضيفا أنها "كانت حاضرة ببياناتها في الاوقات العصيبة التي مرت بها البلاد سواء تلك التي تعلقت بصعوبة الوضع الاجتماعي أو ببروز ظواهر انفصام الوحدة الوطنية في بعض الجهات".
طمأنة على ما بعد 23 أكتوبر..
وطمأن المبزع في كلمته الشعب التونسي على أن موسسات الدولة سوف لن تشهد أي فراغ بعد انتخابات 23 أكتوبر الجاري، وقال :" ان الواجب الوطني يحملنا مسوولية صون أمانة قيادة البلاد وتسليم الامانة الى من سيختاره المجلس الوطني التأسيسي رئيسا للجمهورية"، مشيرا إلى أن التسليم "سيتم بأسلوب حضارى يليق بتونسالجديدة المتطلعة للديمقراطية وللتداول السلمي على السلطة".
وعبر الرئيس المؤقت عن "تفهمه" لعدم استحسان الجميع لمحدودية تركيبة الهيئة وذلك رغم اعتراف الجميع بصعوبة الاختيار وبمحدودية التمثيلية، وقال :" على الرغم من توسيع هذه التركيبة الا انها بقيت موضوعيا قابلة لرؤى وتقديرات متفاوتة واحيانا متضاربة". لكنه أثنى في المقابل على أهمية الدور الذي اضطلعت به الهيئة فى هذه المرحلة التاريخية. على حد وصفه, وخاصة عياض بن عاشور رئيس الهيئة وقال عنه :" لقد توفق بفضل وطنيته العالية وحنكته المعهودة ودرايته القانونية في درء مخاطر جمة حفت بمسار الانتقال الديمقراطي في بلادنا." كما أشاد المبزع بدور بن عاشور في الخروج بتوافق بين الأحزاب الممثلة في الهيئة في ضبط مسار انتقالي للتوقي من مخاطر الفراغ المؤسساتي." بن عاشور يثني على الجميع..
ويغفل دور الإعلام
وكان عياض بن عاشور رئيس وكان عياض بن عاشور رئيس الهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة والذي قام بدور المنشط والمنسق لفقرات الموكب الرسمي، قد افتتح الموكب بكلمة مقتضبة اثنى فيها على دور الهيئة في المسار الانتقالي الديمقراطي، وعلى دور أعضائها رغم اختلاف آراؤهم، كما أثنى على دور لجنة الخبراء في إعداد مشاريع القوانين وتعديلها، وعلى إداريي مجلس المستشارين.. كما شمل الثناء إدارة أمن مجلس المستشارين والوحدة العسكرية المؤمنة للمبنى.. لكنه لم يقم بأية إشارة إلى دورالإعلام لا من قريب ولا من بعيد، وهو نفس الحال بالنسبة لبقية المداخلات الرسمية التي خلت من الإشارة إلى دورالإعلام. ورغم ان الجلسة الختامية للهيئة لم يتم فيها الإعلان رسميا عن انهاء مهامها، إلا أن لطيفة لخضر نائبة رئيس الهيئة فسرت ذلك في تصريح ل"الصباح" إلى أن الهيئة ما تزال تمارس قانونيا مهامها إلى حين زوالها قانونيا بقيام أول اجتماع للمجلس التأسيسي، وأكدت أنها شارفت على انتهاء مهمتها التي حددها المرسوم المحدث لها في 18 فيفري 2011.
اعتراف..
واعترفت لخضر في كلمة ألقتها بالمناسبة بأن الهيئة فشلت مثل ما نجحت في المساهمة في التأسيس للمشروع الديمقراطي، وقالت :" فشلنا حينا ونجحنا احيانا". وعددت مشاريع المراسيم التي اقترحتها الهيئة على الحكومة مثل احداث الهيئة العليا المستقلة لانتخابات المجلس التأسيسي، والقانون الانتخابي، والمرسوم المتعلق بتقسيم الدوائر الانتخابية، ومراسيم الأحزاب، والجمعيات، والإعلام السمعي والبصري، والصحافة. كما عرّجت على اللقاءات التي تمت مع الحكومة -على قلّتها- اثنان منها مع الوزير الأول، ولقاء يتيم مع وزير الشؤون الاجتماعية، بعد أن رفض بعض اعضاء الحكومة ممن وجهت لهم الدعوة الحضور إلى الهيئة. وقالت لخضر في هذا الصدد: " اردنا لقاءات أخرى مع الحكومة وأراد أصحابها غير ذلك".
إشادة..
وأشادت في السياق ذاته باللقاءات التي تمت مع الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، والهيئة المستقلة لإصلاح الإعلام والاتصال. ورئيس لجنة تقصي الحقائق حول الرشوة والفساد، ورئيس لجنة تقضي الحقائق حول التجاوزات والانتهاكات المسجلة من 17 ديسمبر إلى حين زوال موجبها. وبينت أن الهيئة اسهمت فى العملية التاسيسية لمشروع تونس الديمقراطى موكدة أن أعضاءها عملوا طوال الاشهر الثمانية الماضية فى كنف الشفافية المطلقة. وقد تولى المقرر العام للهيئة بلقاسم العباسي في نهاية اشغال الموكب تقديم التقرير العام للهيئة لرئيس الجمهورية الموقت وللوزير الاول في الحكومة الانتقالية وفق ما ينص عليه المرسوم المنظم لمهام وصلاحيات الهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي.
هوامش
قصيدة جديدة للصغير اولاد حمد
ألقى الشاعر القدير الصغير اولاد احمد عضو الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة قصيدة جديدة كتبها خصيصا لهذه المناسبة واطلق عليها عنوان "حالات الطريق". وقد نالت القصيدة استحسان الحضور وصفقوا لها طويلا.
نشيد رسمي
تم قبل نهاية الموكب القاء مجموعة من طلبة المعهد العالي للموسيقى النشيد الرسمي التونسي باسلوب فني مبتكر اعتمادا على تمازج الطبقات الصوتية.. أحد اعضاء الهيئة لم يستسغ طريقة انشاد النشيد الرسمي وعلق ساخرا :" النشيد ردد بأسلوب كنائسي وكأنه ليس بنشيد دولة عربية مسلمة"..