بقلم: آسيا العتروس دون توضيحات اضافية أشارالخبرالذي تسابقت في نقله عديد الفضائيات الى أن الاسلحة الكثيرة التي كانت منتشرة في العاصمة الليبية طرابلس اختفت من المشهد بعد أن تم جمعها بهدف تخزينها, أما من أشرف على تلك الخطوة وكيف وأين وضع السلاح فتلك مسألة معقدة وقد لا تتضح قريبا... وبعد أن باتت العاصمة الليبية أشبه ببازار أو مصنع مفتوح للسلاح اختفت الاسلحة فجأة لتنقل الى وجهة غير معلومة وتثير بذلك أكثر من نقطة استفهام حول الحجم الحقيقي لتلك الترسانة التي لم يخف الاتحاد الاوروبي انشغاله من أجلها عندما وجه دعوة للمجلس الانتقالي الليبي بتأمين موقع الاسلحة التقليدية لا سيما بعد انتشار أخبار عن اختفاء الاف الصواريخ من طراز أرض جو في ليبيا... لقد أثارت ولاتزال تثير مسالة الاسلحة المنتشرة في ليبيا الكثير من المخاوف لدى أكثر من طرف سواء داخل المشهد الليبي أوحتى في الدول المجاورة التي تخشى تسرب وانتشار تلك الاسلحة في ربوعها دون وجه مشروع في ظل الوضع الراهن وانعدام الاستقرار بين تونس وليبيا, وهي بالتأكيد مخاوف مشروعة طالما لم يتضح مصير تلك الترسانة المرعبة التي ظهرت فجأة في مختلف الشوارع الليبية بين أيدي مقاتلين شبان أغلبهم لم يسبق له أن تعامل أو استعمل سلاحا من أي نوع كان. ولو أن المجلس الانتقالي الليبي أعلن أنه يتولى جمع وتخزين هذا السلاح لهان الامر ولكن الواقع يبدوعلى عكس ذلك والمجلس الغارق في انقساماته وفي مواجهة الوضع الخطيرفي سرت أبعد ما يكون عن الاهتمام بملف الاسلحة المنتشرة في ليبيا... فليس سرا أن العقيد كان يحرص على امتلاك ترسانة مهمة من الاسلحة من أطراف مختلفة سواء من الحلفاء أوغيرهم ولعل هذا ما وفرلكتائب القذافي حتى الان القدرة على مواصلة القتال بل واحراج الثوارأكثر من مرة وعرقلة تقدمهم في الجبهات ووضع حد للنزيف المستمر في ليبيا وما يسببه يوميا من خسائر في صفوف المدنيين. واذا كان القذافي لم يتخلف طوال سنوات الحصار عن عقد الصفقات السرية لجمع أكبر قدر ممكن من السلاح فانه لم يتوانى وخلال الاشهر الاخيرة التي سبقت سقوط نظامه في توريد أنواع مختلفة من السلاح وقد استمر في ذلك بعد سقوط النظام في تونس ومصر وبعد شعوره بحجم الخطرالذي يمكن أن يواجهه وقد وجد القذافي في ذلك حلفاءه السابقين سواء تعلق الامر بروسيا أو الصين مزودا سخيا بالسلاح مقابل المليارات ولكن الاخطر من كل ذلك أن تلك الصفقات قد استمرت حتى بعد صدور قرار الاممالمتحدة بدعم الثوار في ليبيا وقد كشفت تقارير حديثة أن جنوب افريقيا كان لها دورفي تسليح القذافي عبرالقناة الجزائرية وأن هذه الدول وغيرها كانت تتوخى موقفا مزدوجا طوال الفترة الماضية فكانت تدعي الحياد ظاهريا ولكنها كانت تعمل سرا على دعم وتعزيز قدرات العقيد العسكرية ليستمر بذلك في استنزاف الدم الليبي واراقته. فماذا لو الت تلك الاسلحة الى الجماعات المتطرفة التي باتت تغزو المشهد الليبي, الواقع أن أكثر من سيناريو مرعب سيجد طريقه الى السطح اذا لم يتحدد مصيرتلك الاسلحة