في جريمة فظيعة هزت مشاعر سكان مدينة طنجة المغربية عثر قبل أيام بفيلا بأحد الأحياء الراقية على جثة طبيبة أسنان مقتولة وقد تعرضت جثتها إلى عدة طعنات في أنحاء عديدة من جسمها. وكشفت تقارير إعلامية نقلا عن مصادر أمنية مغربية أن طبيبة الأسنان، واسمها دليلة السرغيني(47 سنة)، أم لطفلين، وتشتغل مع زوجها التونسي الجنسية في نفس العيادة الطبية بساحة فرنسا وسط مدينة طنجة. وبحسب ذات المصادر، فإن الطبيبة لم تحضر لعيادتها في ذلك اليوم، وبعدما استفسر زوجها من سكرتيرة العيادة عن تأخرها، جرى الاتصال بها لكن هاتفها ظل يرن دون مجيب، ما أثار شكوك الزوج الذي سارع إلى البيت ليجد زوجته مضرجة في دمائها، فأخذ في الصراخ إلى أن تفطن جيرانه للأمر واستدعوا الشرطة.
جثة مشوهة بالطعنات
وتفيد المعلومات التي نشرتها جريدة العلم المغربية ان الهالكة المغربية الاصل وهي طبيبة أسنان بعيادة خاصة وسط المدينة، كانت بمفردها بالفيلا لما غادرها زوجها لمرافقة ابنهما الى المدرسة. وفي هذه الأثناء، تعرضت الضحية لعملية قتل فظيعة، حيث تم العثور على جثتها وهي مربوطة من عنقها، في اللولب الداخلي لباب"الفيلا"، وعلى جسمها آثار الضرب وخاصة في الوجه والأنف، وخلف الجمجمة، إضافة إلى طعنات بأداة حادة، يشتبه في أن تكون طعنات مقص أو ما شابهه، شملت مختلف أجزاء جسمها. وقد أولت مختلف المصالح الأمنية لهذه الجريمة، اهتماماً بالغاً نظراً لغرابة حدوثها في توقيت صباحي، وداخل فيلا محروسة ضمن مجموعة الفيلات بإقامة النسيم بطنجة زيادة على كون هذه الجريمة تركزت على الضحية بالخصوص دون سرقة محتويات الفيلا، مع الاكتفاء بسرقة مفتاح سيارتها، وهاتفين محمولين وحاسوب شخصي وساعة يدوية. إضافة لكون الحبل الذي كان ملفوفاً على عنقها، مُنتَزَعًا، من إطار إحدى صورها المعلقة بأحد صالونات الفيلا.
القاتل ليس إلا البستاني
وبتواصل التحريات تمكن أعوان المصلحة الولائية القضائية للشرطة القضائية بولاية امن طنجة من إيقاف المشتبه بارتكابه الجريمة، وحسب معلومات أوردتها صحيفة "المغربية"، فإن المشتبه به يدعى سفيان، ويبلغ من العمر حوالي 28 سنة، وهو أب لطفلة كان يشتغل سائقا وبستانيا لدى الضحية، إذ عثرت المصالح الأمنية بحوزته على أغراض خاصة بالضحية تتمثل في حاسوب شخصي، وهاتفين محمولين، وساعة يدوية، ومفتاح سيارة الضحية كان رماه في القمامة، ما يرجح فرضية العمل الإجرامي بدافع السرقة.
ماذا قال الزوج بعد إيقاف القاتل؟
زوج الضحية سامي، وهو تونسي الجنسية، قال في تصريح ل"المغربية"، إن المتهم الذي كان يشتغل لديه كسائق وبستاني لمدة سنة، كان يعتبره كواحد من أفراد أسرته، وربط علاقة طيبة مع الأسرة مضيفا:"كنا نعتمد عليه في مهام عدة، تخص أغراضنا اليومية، وحظي بثقتنا، وشاركنا الأكل والشراب داخل المنزل". وأضاف سامي، الذي يشتغل طبيب أسنان مع زوجته (الضحية)، في العيادة نفسها بساحة فرنسا وسط مدينة طنجة، أن خبر اعتقال المتهم نزل عليه كالصاعقة ولم يخطر أبدا في باله أن منفذ الجريمة في حق زوجته هو سفيان، البستاني والسائق، الذي حضر عملية العثور على الجثة، وأخبر رجال الشرطة بوقوع الجريمة، قائلا إنه كان يمر صدفة أمام باب التجزئة وسمع الصراخ، فأسرع إلى المكان لمساعدة الضحية. وأضاف الزوج أن المتهم ترصد خروجه من الفيلا، ودخل عند دليلة كعادته، وهناك بدأت أطوار الجريمة، التي قام المتهم نهاية الأسبوع الفارط بتشخيصها.
الاستماع للزوج ولعدد من الأقارب
وكانت الشرطة القضائية استمعت في البداية إلى زوج طبيبة الأسنان وهو طبيب أسنان تونسي يدعى «سامي. ب» ويبلغ من العمر 50 سنة ويقيم منذ سنوات بطنجة كما استمع المحققون إلى جارة الطبيبة الضحية فصرحت أنها في حدود الساعة السادسة من صباح يوم الجريمة سمعت صراخا، غير أن ذلك لم يثر انتباهها، ظنا منها أن الأمر يتعلق بخصام عاد بين الزوجين كما تم الاستماع إلى شهادات عدد من المقربين من الطبيبة.