جرت العادة ان يتم اتخاذ الاجراءات اللازمة في متسع من الوقت حتى لا يفاجأ الجميع بمواقف حرجة جدا قد تكون لها انعكاسات سلبية في وقت من الاوقات وحينها يصعب حلها ويضطر المشرفون على الموضوع الى اتخاذ اجراءات لا تخلو من مضار ومن مصاريف باهظة اكثر بكثير من تلك التي يتطلبها الموقف. ومن هذا المنطلق فان الجميع في ولاية صفاقس من فلاحين ومسؤولين وخاصة اصحاب المعاصر يعلمون جيدا أنه بوصول منتصف شهر جانفي القادم سيجد الجميع صعوبة في تصريف المرجين نظرا لأن طاقة استيعاب المصب الحالي بمنطقة القنة بضواحي بلدة عقارب يأخذ نصيبه الكافي في الموعد المشار اليه باعتبار أن طاقة استيعابه لا تتجاوز 200 ألف م3.. وبما أن صابة هذا العام محترمة وليست قياسية يتوقع أن توفر 300 ألف طن من حبات الزيتون وحوالي 60 ألف طن من الزيت بالولاية فان كميات المرجين ستكون أكثر بكثير من طاقة استيعاب المصب الحالي بالقنة.ولئن ظلت كل الاطراف المعنية شاعرة بضرورة حل المشكل منذ الصائفة الماضية فان الاجتماعات المتلاحقة والحلول المقترحة لم تأخذ طريقها الى الحل ولم تؤد الى انطلاق اشغال تهيئة مصب ثان يلتجئ اليه اصحاب المعاصر عند امتلاء المصب الحالي بالقنة الذي يبعد عن البلدة بحوالي 13كلم نظرا للمعارضة الشديدة التي ترى فيه نقطة اضافية سلبية للبيئة والمحيط رغم أن المشرفين على الملف تحصلوا على الموافقة من المصالح المعنية بسلامة البيئة والمحيط لذلك اتجهت الانظار الى مصب بوزويتة بطريق قرمدة الذي تحصلت عليه الشركة المعنية لموضوع صرف المرجين الذي يمسح 10 هكتارات فقط قصد تهيئته في اقرب وقت ممكن حتى لا يقع الجميع في مأزق في منتصف الشهر القادم الا أنها اصطدمت بموضوع التمويل لأنه يتطلب 230 ألف دينار ليكون مؤهلا لاستيعاب 50 او 60 ألف متر مكعب من المرجين ورغم احالة الملف على نقابة اصحاب المعاصر لاقناعهم بضرورة المساهمة في تمويل هذا المشروع. وامام هذا الوضع لا بد أن تتحرك المنظمة بكل ثقلها وأن تؤثر على العناصر الفاعلة في الغرفة الجهوية لأصحاب المعاصر حتى يساهموا في التمويل لأن تجاهله أو التغافل عنه لا يخدم مصلحة الاطراف وقد يضطر القطاعيون الى إلقاء المرجين في كل مكان فيلحق البيئة ضرر كبير والأكيد أن منظمة الاعراف والسلط الجهوية مطالبون بالاسراع بحل هذا المشكل قبل فوات الأوان اذ ليس من المعقول أن يعجز الجميع عن حله منذ مدة. للاشارة فإن عدد المعاصر التي فتحت ابوابها الى حد نهاية الاسبوع الماضي بلغ 230 معصرة من جملة 400 معصرة بالولاية بين تقليدية وعصرية وقد يرتفع العدد ليتجاوز 300 بعد عيد الاضحى نظرا لدخول فصل الشتاء ولتأثير البرودة على نضج الحبات وبالتالي ليصل مردودها الى طاقته القصوى، كما تجدر الاشارة الى أن الاسعار حافظت على استقرارها تقريبا في حدود 850 مليما للكيلوغرام. أسعار للاستهلاك وأخرى للتصدير أما عن اسعار الزيت حاليا فانها تتراوح بين 4500 و5000 مليم حسب درجة الحموضة ونوعية الزيتون بالنسبة للعموم في حين ينخفض هذا السعر اثناء التصدير باعتبار أن المصدرين يقتنون بالجملة وبالتالي أقل من الاسعار المتداولة اذ أنه يباع من قبل المصدرين بأسعار تتراوح بين 3600 و4100 حسب نوعيته مع توجيه النصيب الاوفر نحو ايطاليا واسبانيا رغم الصابة القياسية لهذا البلد (1400 طن) فضلا عن اكتشاف واكتساح العديد من الاسواق العالمية الجديدة حتى في روسيا وخاصة بالنسبة للزيت المعلب الذي تعزز بوحدة جديدة بطريق المهدية قادرة على تعليب 8 آلاف قارورة في اليوم على ذمة احد المنتجين والمصدرين الخواص ببلادنا وهو ابن الجهة.