تقدر صابة زيت الزيتون في الموسم القادم بحوالي 250 ألف طن، مما سيفرز كمية مهمة من المرجين تقدر ب800 ألف طن و900 ألف طن من الفيتورة في كامل أنحاء الجمهورية، 50 بالمائة منها بولاية صفاقس، هذه الحصيلة ستطرح إشكالية كبرى تتمثل في كيفية التخلص من هذه الكمية الكبرى من المرجين،و هي مادة ملوثة. اتصلنا بمنير نعمان رئيس الغرفة الجهوية لأصحاب المعاصر بصفاقس ليشرح لنا هذه القضية، فذكر في البداية بأن شركة خدمات المعاصرتأسست سنة 1998، وهي التي تقوم ب»لزمة» تجميع مادة المرجين، ولكن الذي أرهق أصحاب المعاصر هو ما يدفعه كل واحد منهم بين 8 و10 دنانير عن كل متر مكعب من المرجين عند نقله والمساهمة في «الصب» بمبلغ قدره 1200 مليم عن كل طن، هذه المصاريف تكلف أقل واحد منهم ما يقارب 120 ألف دينار كل موسم، ومع ذلك فإن هذه الشركة تشهد عجزا كل سنة ، والسؤال المطروح: «أين ذهبت مداخيلها؟»، وأكد في حديثه على أن التخلص من مادة المرجين هي مسؤولية الجميع والدولة بالخصوص.
اعتصام بمصب القنة
وفي الوقت الذي يتحدث فيه أصحاب المعاصر عن هذه القضية الشائكة فإن متساكني بلدة عقارب يعتصمون داخل مصب «القنة» الذي يوجد بمنطقتهم احتجاجا على تسببه في التلوث، وتكاثر الذباب والروائح الكريهة، هذا الاعتصام يتسبب في تأخير عملية التجفيف. الجهات المتخصصة شكلت لجنة للبحث في الموضوع ومعاينة الأضرار لكن المتساكنين قد تصدوا لها كما جاء على لسان منير نعمان... ودوما حسب نفس المصدر، يبدو أنهم طلبوا من أصحاب المعاصر دفع 90 ألف دينار في الموسم، أي بمعدل 300 دينار من قبل كل صاحب معصرة من مجموع 300 معصرة بصفاقس.
الحلول
وتساءل رئيس الغرفة قائلا: «إن لم يتم الاستعداد للموسم القادم بشكل جدي، كإعداد المصب وتجفيفه وفك الاعتصام، فسيجد أصحاب المعاصر وجميع الأطراف الأخرى مشكلا عويصا، وذكر بأن طاقة استيعاب مصب القنة بعقارب لا تتجاوز 160 ألف طن، لذا من الضروري التفكير في إيجاد مصب ثان أو رش المرجين داخل غابات الزيتون، لاسيما في5 آلاف هكتار منها التي هي على ملك الدولة، وضرورة عودة ديوان الزيت بصيغته القديمة، وهو الذي يقدرعلى اقتناء 2500 طن من الزيت يوميا، لذا فإن مسألة التخزين لابد أن تعود إلى الدولة.