بقلم: بشير قدسي عبد السلام أخيرا قبل التونسيون الدخول في امتحان القيس الانتخابي،المترشحون منهم والمنتخبون على حد سواء وتسلح الجميع بشجاعة اذهلت الجميع، شجاعة الثقة في النفس والاستثمار في المستقبل وسرعان ما سقطت كل اطروحات الخوف والتخويف. أطروحات الشد الى الوراء بكل اشكالها وألوانها وانتصرت في يوم مشهود كل الآمال التي فجرتها الثورة في النفوس، يوم الانتخاب هو في حقيقة الأمر يوم انتصار الثورة. العديد من الثورات التي اختارت او اضطرت لاستعمال السلاح لتصفية الارث الديكتاتوري دفاعا عن الوطن، انتظرت يوم النصر النهائي لكن ثورة تونس والتونسيين كانت تنتظر، وانتظر العالم ايضا، يوم الاقتراع لكي تنتصر. و لا اهمية للنتائج اليوم، بعد هذه الهبة الشعبية العارمة، بعد هذه اليقظة المليونية لشعب بأكمله، وكأنه يعلن اتمام ما بدأه الشهداء وكل المواطنين الذين شاركوا في ايام الانتفاضة لكنس الديكتاتورية. اليوم قام الشعب باكمله ليؤسس لنفسه الثورة الدائمة، ليقطع مع رموز ورمزيات العهد البائد، ليحضن بالدفء اللازم الثورة والشهداء، لتأسيس المستقبل، ليقول للعالم انه يشارك مشاركة حضارية في التاريخ، وليعلن انه لن يقبل مستقبلا الا هذا النهج في الحكم والتعامل. و قد كان التعبير جميلا ومبدعا وراقيا لم يترك مجالا للتشكيك أو الوقيعة أو الإحساس بعدم الاكتمال. اكتملت الثورة إذن بهذه الشجاعة من الجميع، ولن يكون هناك من رهان سوى إعطاء الفرصة للذين فوضهم هذا الشعب الطيب والشجاع لينفذوا أهداف الثورة في الكرامة والحرية والعدالة والمساواة وتفكيك منظومة الفساد التي نخرت المجتمع والدولة وستكون الأيام والاشهر القادمة حبلى بالمشاريع الكبرى التي ستغير ولا شك وجه الوطن وسلوكيات المواطنين وسينتحب كثيرون، ممن خسروا مصالحهم المكتسبة قهرا، على العهد البائد، وسيحركون آلة الفساد والتعطيل للتشويش على حكومة الوحدة الوطنية، في شكل مقولات مسمومة بالدهون المستوردة. ولكن النسب العالية لمشاركة المواطنين في فرح وعرس الثورة ستكون هي الضامن للذين منحوا ثقة الثورة والثوار والوطن، ستكون هذه الثقة العالية هي الدرع لكل من سيتحمل المسؤولية لكي يخدم الوطن والمواطنين بكل الجدية والإخلاص والشفافية. ونظن أن هذه الشجاعة العالية لشعب بأكمله، والتي فتحت لنا أبواب العالم وأبواب التاريخ، هي عنوان الأجيال القادمة، وضمانات الثورة.