بقلم: فريد بن بلقاسم أسرعت النهضة بعد أن تبين حصولها على المرتبة الأولى في المجلس التأسيسي إلى تقديم مرشح لها لمنصب رئاسة الحكومة القادمة. ويحمل هذا الأمر دلالات كثيرة يمكن أن نومئ إلى ثلاث منها بارزة وهي: - إن الحركة قد استعدت جيدا لمرحلة ما بعد الانتخابات، وأن ترشيح السيد حمادي الجبالي كان حاضرا ومتفقا عليه داخل مؤسسات الحركة وأن الإعلان عليه كان ينتظر فقط نتائج الانتخابات وفي ذلك دليل آخر على آليات العمل المتماسكة والنشيطة داخل هذه الحركة، ويقدم تفسيرا ما بعديا لما حققته من فوز في هذه الانتخابات. وهذا دون أن ينقص من قيمة آليات العمل داخل الأحزاب الأخرى بما فيها من نال من الشعب ثقة أقل من النهضة في الانتخابات. - قد يرى البعض أن في خطوة النهضة إشارة لسعيها في الإسراع بترتيب البيت السياسي تعبيرا عن إحساسها بالمسؤولية التي ترتبت عن نتيجة الانتخابات وهي تندرج بذلك في نفس سياق الرسائل المطمئنة التي بعثتها الحركة من بداية ظهور نتائج الانتخابات. - قد تكون خطوة النهضة في نظر آخرين محاولة استباقية منها لتكريس أحد بنود برنامجها السياسي المعلن عنه في برنامجها الانتخابي ألا وهو النظام البرلماني القائم على مبدإ أن يكون رئيس الحكومة من الحزب الفائز في الانتخابات، فهل تسعى النهضة إلى أن يتعود الناس أحزابا ومواطنين بهذا الشكل من النظم السياسية ؟ وإن نجحت في ذلك ألا تكون قد عبدت الطريق ووجدت البرهان الساطع نحو أن يكون هذا النظام هو الذي سيؤكده الدستور القادم ؟ سنرى ماذا ستكون مواقف بقية الأطراف السياسية وكيف ستتعامل مع هذا المعطى وكيف ستكون قراءاتها له ؟