مثال صيانة وإحياء منتزه قرطاج سيدي بوسعيد سيكون سابقة في العالمين العربي والإفريقي أعلن وزيرالثقافة السيد عزالدين باش شاوش في لقاء صحفي التأم صباح أمس بمقر الوزارة عن جملة من المستجدات في القضية المتعلقة بالمنتزه الأثري القومي لقرطاج سيدي بوسعيد... ومن أبرزها استرجاع وزارة الثقافة لجزء هام من الأراضي وعددها 27 قطعة أرض التي تم التفريط فيها خلال السنوات الماضية لفائدة بعض أفراد عائلة الرئيس المخلوع وأصهاره أوالمقربين منه ليتم استغلالها كمنشآت لنشاط هياكل تابعة لوزارة الثقافة. وأعلن الوزيرعن تحويل مركزالموسيقى العربية والمتوسطية النجمة الزهراء إلى «دار النجمة الزهراء» ليصبح الفضاء عبارة عن مجمع ثقافي علمي وفني يخصص لإقامة الملتقيات والبحوث والندوات وغيرها من التظاهرات الفنية والثقافية وهو اجراء من المنتظرأن يتم بداية من الأسبوع القادم. وكان قد تم تكليف لجنة مختصة للبحث والتقصي حول طبيعة التجاوزات المسجلة فيها بمشاركة ست وزارات وهي إضافة إلى وزارة الثقافة الوزارة الأولى ووزارات الداخلية والعدل والمالية والنقل والتجهيزوالسياحة التي باشرت عملها منذ شهرأفريل الماضي وتعززت تلك المبادرة بإصدارمرسوم رئاسي خلال شهرمارس الماضي يقضي بمصادرة الأراضي التي تم التفويت فيها لفائدة بعض المالكين الخواص سواء كانوا من العائلات المصاهرة للرئيس المخلوع أوالمقربة منه كما أكد ذلك وزير الثقافة في هذا اللقاء وقد تم التفويت في الاراضي للخواص رغم أنها تابعة للمنطقة الأثرية التي كانت تمتد على مساحة تقدر بحوالي 400 هكتارا حسب إحصاء سنة 1985 وهي تعد جزء من التاريخ البشري والامتداد الحضاري الذي يتركز جانبا هاما منه في ربوع البحرالأبيض المتوسط المرسم بالتراث العالمي. وأوضح عزالدين باش شاوش أنه لم يتبق من هذه المساحة أكثر من 320 هكتارا وتم اتخاذ القرار بتسييجها كاملة ومن المنتظرأن يبدأ وزير التجهيز في تنفيذ هذا القرار في إطار التهيئة العمرانية والتراثية. من جهة أخرى أعلن وزير الثقافة عن عن مثال صيانة وإحياء منتزه قرطاج سيدي بوسعيد بتسييجه وسيتخذ صبغة رسمية في الايام القليلة القادمة وهو ما اعتبره باش شاوش سابقة في العالم العربي والافريقي في التعامل مع التراث.
وفيما يتعلق بأراضي المعلّقة وما أثارته من جدل تناقلت أطواره أروقة القضاء لمحاسبة من شارك في جريمة التفريط فيه أوانتهاك حرمة جزء من التراث الإنساني بيّن وزيرالثقافة أن تقييم اللّجنة الوزاريّة الموسّعة بعد معايّنة أشغال بعض البناءات بعد أن استكمل بناء 84 شقّة أصبحت تقريبا جاهزة للسّكن تم التوصّل إلى مقترح عُرِض على وزارة الثقافة ويتمثل في قبول شراء تلك الشقق ودفع تعويضات لأصحابها ثم تتولى الوزارة هدمها بعد ذلك لاسترجاع تلك الأراضي في حين أن هذه المواقع الأثرية من المرجح أن تكون فقدت جانبا هاما من تلك المعالم حسب ما أدلى به عزالدين باش شاوش في نفس اللقاء علما وأن القيمة الجملية للبناءات تقدر بما يقارب مائة مليون دينارا. ثم أن التتبعات القضائية والإدارية أثبتت أن جل تلك الأراضي أومالكيها لم يستوفوا بعد الإجراءات اللازمة لتسجيلها. إلا أن الاستثناء المسجل في هذه المنطقة يتمثل في تكليف مختصين في التراث في القيام بالحفريات في الأراضي التي لم تنطلق بها بعد أشغال البناء لمعرفة ما إذا كانت تحتوي على معالم أم لا. لكن باش شاوش يستدرك:» في حقيقة الأمر وزارة الثقافة عاجزة عن توفيرهذا المبلغ ولو توفر لها نصفه فأولى أن نوظفه لإقامة متحف قرطاج الذي يعد من أوكد الأولويات لحماية التراث خاصة أن تكلفته الجملية تقدر بحوالي 25 مليون دينارا. فوزارة الثقافة حاليا غير قادرة على الإقدام على عملية يعلم المختصون في التراث أنها غير ذات جدوى ولكن بودي لو تتمكن الدولة من شرائها وهدمها بعد ذلك لتعيدها إلى المنتزه الأثري القومي لقرطاج سيدي بوسعيد.» من جهة أخرى أكد مديرالمعهد الوطني للتراث السيد أحمد الفرجاوي أنه بصدد إعادة هيكلة المعهد بمعية سلطة الإشراف وذلك وفق مقاييس جديدة تراعي مسألة حماية التراث قصد وضع حد لإمكانية التعدي على التراث الوطني وتحجيرإمكانات السطوعليه من خلال انتداب 90 مختصا في الميدان برتبة محافظ تراث يتم توزيعهم للعمل داخل الجهات لحماية المواقع والمعالم الأثرية كما أن العدد سيتعزز ب80 محافظا آخر في السنة القادمة.