بلاد واقفة يحرّك عيد الإضحى دواليب اقتصادية كثيرة ويخلق مهنا لا توجد الا بوجوده لكنه في المقابل يشلّ حركات أخرى كثيرة. فيوم العيد وفي اليومين المواليين على الاقل يصبح الصعود الى سطح المريخ أهون من العثور على عطار مفتوح تقضي من عنده حاجتك أو حماص لم يذهب الى مسقط رأسه لقضاء العيد مع أهل قد يكون لم يرهم منذ عيد السنة الماضية.. صحيح أن من حق هؤلاء أن يتمتعوا بالعيد مع أهاليهم لكن صحيح أيضا أنه من حقنا أن نجد هذه المحلات العمومية، أو بعضها على الاقل، في خدمتنا في وقت اتفق فيه الجميع على راحة مطولة لا لزوم لها اطلاقا. شماتة فيهم لست ضد أن يشتري البعض خرفان العيد باليمنى ثم بيعها باليسرى لكني ضد هؤلاء الذين يملكون بطونا كبيرة لا تشبع..فلو كان «القشار» يقنع بربح 10 أو 20 أو حتى 30 دينارا في الخروف الواحد لهان الأمر لكنهم لا يكتفون بذلك ويبيعون بأسعار خيالية مستغلين حاجة المواطن لشراء الخروف مهما كان الثمن.. وبما أن ربك يفعل ما يريد فقد أراد في هذا العيد أن تتوفر في الايام الاخيرة قبل العيد كميات كبيرة من الخرفان فنزلت الاسعار الى حدودها المعقولة وأجبر أصحاب البطون الكبيرة إما على قبول الامر الواقع وإما فإن الخرفان ستبقى على قلوبهم.. وعلى هذا الأساس باع البعض منهم برأس المال وباع بعضهم بالخسارة.. نعم بالخسارة وشماتة فيهم! فضلات وروائح في كل مكان يوم العيد يسمى «يوم الحوسة» بالنسبة الى النساء..فبعد ذبح الخروف هناك التنظيف وتجميع الفضلات ثم وضعها في مكان معين على أساس أن يقوم أعوان النظافة برفعها.. وبما أن جلّ هؤلاء الأعوان كانوا في عطلة يوم العيد فقد تكدست تلك الفضلات وظلت الروائح الكريهة تنبعث منها حتى مساء اليوم الثاني للعيد.. أما منظرها وهي مكدسة فلا أراكم الله مكروها.. وأما السؤال المفروض فهو لماذا لا تقسم البلديات أعوانها الى قسمين: واحد يعمل مساء العيد فيرفع ما يمكن رفعه من فضلات وواحد يعمل بعده فيكمل عمله؟ هاتف الادارة رغم كل ما يقال عن برنامج الاصلاح الاداري وما حققه من خطوات ايجابية في هذا المجال فإن بعض الادارات مازالت مصابة بداء عضال لا أعتقد أن الشفاء منه ممكن على المدى القريب على الأقل. فعندما تتصل ببعض هذه الادارات قد تتحصل على إجابة آلية تطلب منك إضافة رقم مخاطبك أو انتظار عاملة الهاتف. فإذا كنت تعرف رقم مكتب مخاطبك فاعلم أنك «دبرتها» لكن لو انتظرت العاملة فقد تنتظر الى سنة2010 موعد كأس العالم.. أما اذا صادف وأجابتك العاملة وطلبت منها ان تصلك بالمكتب الفلاني فإنها في أحيان كثيرة ترسلك الى المكتب الفلتاني الذي يعلمك بأنه لا يستطيع إرجاعك الى جهاز العاملة فتضطر الى قطع المكالمة والاتصال من جديد.. ويحدث أيضا أن تطلب منك العاملة أن تنتظر قليلا ثم تنسى أنك تنتظر أصلا فتغلق الخط وأنت مازلت تنتظر.. طبعا لا يجوز التعميم مطلقا طالما يمكن لك أن تحصل على خدمات ممتازة من بعض الادارات لكنها الحقيقة التي لا مفر منها الا بتركيب أدمغة جديدة لبعض العاملين في بعض الادارات. شكرا لهؤلاء أيام الاعياد والعطل الرسمية نرتاح جميعا وننعم بالدفء العائلي ولا نفكر في شيء إلا ما نحن فيه في هذه المناسبة او غيرها.. وفي نفس الوقت هناك أشخاص مجبرون على العمل والتضحية بكل شيء من أجلنا.. أعوان الأمن وأعوان شركات النقل وأصحاب سيارات الاجرة والاطباء والممرضون وأعوان الحماية المدنية وأعوان الديوانة وحرس الحدود وغيرهم ممن تقتضي واجباتهم المهنية أن يسهروا على خدمتنا عندما نكون نحن ننعم بالراحة التامة..هذا الكلام أقوله ردا على البعض ممن لاحظوا أن ركن مظاهر اجتماعية لا يرى إلا السلبيات فأكون بذلك قدمت الدليل على أن الايجابيات موجودة أيضا في هذا الركن لكن يبدو أن أعين أصحاب هذه الملاحظة لا تقرأ غير السلبيات وتغمض عندما نكتب عن الايجابيات وما أكثر ما كتبنا في هذا المجال.