نظم وزير الثقافة السيد عزالدين باش شاوش مساء أول أمس لقاء إعلاميا بفضاء النجمة الزهراء بسيدي بوسعيد خصصه لإتمام ما أسماه بمبادرة الوزارة مؤخرا والمتمثلة في إعادة هيكلة مركز الموسيقى العربية والمتوسطية النجمة الزهراء وتحويلها إلى مجمع للثقافة والفنون وذلك بعد أن تم إلحاق الفيلا الفخمة «دار شمس» المجاورة للمركز والتي تمسح حوالي 500 متر مربع مغطاة بالمجمع المذكور والتي كانت بحوزة صهر الرئيس المخلوع بلحسن الطرابلسي الذي فر إلى الخارج. هذا المبنى الفاخر الذي زاره الوفد الإعلامي برفقة وزير الثقافة يتركب من عدة طوابق تحولت ملكيته إلى وزارة الثقافة نظرا لأنه قد شيد على أراض تابعة للمعهد الوطني للتراث وهي مصنفة ضمن التراث الوطني والعالمي وذلك بصفة غير قانونية قبل ان يسطو عليها صهر الرئيس المخلوع. وبالتوازي مع موضوع توسعة النجمة الزهراء بعد تحويله إلى ثقافي وفني تطرق وزير الثقافة إلى عدة مسائل منها ما يتعلق بمدينة الثقافة. وتجدر الإشارة إلى أنه احتكاما إلى المرسوم المنظم للمؤسسات الثقافية الصادر حديثا أصبح مجمع النجمة الزهراء مرفقا عموميا يحظى باستقلالية إدارية ومالية ويخضع في تسييره إلى مجلس علمي من المنتظر أن يضم كفاءات مختصة في عديد المجالات الثقافية والفنية. وبيّن وزير الثقافة في هذه المناسبة أن دار شمس سيتم تحويلها إلى إقامة ثقافية. كما أشار إلى أنه من المقرر أن يتم تشكيل لجنة مختصة توكل إليها مهمة تقسيم الدار وتخصيصها وتوظيفها كفضاءات للورشات والأروقة الفنية والمخابر وغيرها من الأنشطة الثقافية وذلك بعد دراسة وتحديد مطالب المشاريع الثقافية حسب الأولويات والاستحقاقات وذلك بعد القيام بأشغال لإعادة تهيئة المكان على نحو يستجيب لدواعي الفضاء الجديدة.
مدينة الثقافة
ويبدو أن حرص وزير الثقافة على تنفيذ جزء من الوعود والإجراءات المنوطة بعهدة وزارة الثقافة في فترة الحكومة المؤقتة دفع أغلب الهياكل التابعة للوزارة لتسريع نسق العمل في هذه الفترة بالذات. إذ تكفي الإشارة إلى أن هذا اللقاء كان مناسبة لكشف بعض الجوانب المتعلقة بمدينة الثقافة حيث بين وزير الثقافة أن هذه المدينة التي تمتد على مساحة 52 هكتارا بلغت تكلفة انجازها إلى حد الآن ما يقارب 75 مليون دينار وأضاف أن وزارة التجهيز بصدد إنهاء أشغال بناء المدينة التي من المقرر أن يتم في غضون سنتين. كما أفاد أن مدينة الثقافة تعد مكسبا هاما لمختلف القطاعات الثقافية والفنية وللمتلقي التونسي عامة نظرا لما يمكن أن تتيحه بمختلف مكوناتها من فرص لتقريب الخدمات الثقافية والفنية من المتلقي. وفيما يتعلق بمكوناتها بين وزير الثقافة أنها ستضم فضاء للمسرح ومكتبة سينمائية إضافة إلى مقر المركز الوطني للسينما والصورة الذي تم بعثه مؤخرا إضافة إلى بعث قاعة للرقص الفني ومقهى أدبي. وتجدر الإشارة إلى أن المسألة المتعلقة بدار الأوبرا كانت موضع جدل بين الحاضرين واعتبر الوزير أن تخصيص مسرح ثان بالعاصمة بعد المسرح البلدي يعد من أوكد المطالب التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في المدينة المذكورة خاصة أن هذا الفضاء الجديد يخصص 1700 مقعد ستكون بمثابة قاعة متعددة الاختصاصات ولا تقتصر على احتضان عروض الأوبرا فقط بل تتعداه لتنظيم غيرها من المهرجانات الفنية الكبرى. من جهة أخرى أكد السيد عزالدين باش شاوش أنه حرص على أن تكون شاملة لكل الفنون والإبداعات وذلك بتخصيص فضاء للكتاب والإبداع الأدبي اختار له اسم «المركز الوطني للكتاب والمبدع» ليكون فضاء مخصصا لاحتضان الملتقيات والأنشطة الأدبية والفكرية ليساهم في تنشيط الحركة الفكرية والأدبية التي طالما عانت من الركود. وحول مجمل الأهداف التي تحرص سلطة الإشراف على تنفيذها لتكون دعامة ثقافية بالمدينة أكد وزير الثقافة أنه من المقرر أن تتولى سلطة الإشراف مباشرة بعد جاهزية المبنى بعث وتجهيز المتحف الوطني للفنون التشكيلية الحديثة والمعاصرة خاصة في ظل ما تتوفر عليه بلادنا من أعداد كبيرة من اللوحات التي تعد ضمن مقتنيات الدولة والتي يتراوح عددها بين7 و10 آلاف لوحة وعمل فني حسبما أفاد به وذلك بسبب النقص الكبير في العناية بهذا المخزون الفني الضخم الموجود بمنطقة قصر سعيد. أما فيما يتعلق بما يروج له البعض من تسجيل تجاوزات في مشروع المدينة الثقافية فبين وزير الثقافة أن ملف مدينة الثقافة مطروح حاليا على طاولة لجنة تقصي الحقائق حول الفساد والرشوة للتثبت من المسألة.