محسن الزغلامي عبد الرحمان شلقم سفير المجلس الانتقالي الليبي لدى الأممالمتحدة هو من أطلق ذات يوم هذه "الصيحة" الاستفهامية الشهيرة -ولسنا نحن- ومثله فعل أيضا الدكتور محمود جبريل رئيس وزراء أول حكومة انتقالية في ليبيا ما بعد القذافي... فعلا، ذلك لما أحسا أن ما أصبح يعرف "بالدور القطري" أخذ -لا فقط- يتعاظم على ساحة الأحداث إبان الثورة في ليبيا بمرور الزمن وانما أيضا يتجاوز حدود مجالاته "المتفق عليه" -ضمنيا- والمتمثلة أساسا في: -1- التحريض اعلاميا على نظام القذافي وجرائمه في حق الشعب الليبي من خلال قناة "الجزيرة". -2- تسليح الثوار واسنادهم لوجيستيا في ساحات القتال... فالذي أثار حفيظة الرجلين (شلقم وجبريل) -على ما يبدو- وجعلهما يحملان بحدة أحيانا على دولة قطر هو بالأساس هذا النزوع القطري -لاحقا- نحو ملامسة تخوم رسم الخيارات السياسية لليبيا ما بعد سقوط نظام القذافي... وبعيدا عن أية "قراءات تآمرية" أو تقييمات ايديولوجية ظنية لطبيعة "الدور القطري" في تحديد مسارات الثورة في ليبيا وربما في غيرها من الثورات والانتفاضات التي شهدتها ولا تزال بعض البلدان العربية -مشرقا ومغربا- فانه قد يجوز القول أن ما يمكن أن نطلق عليه "الظاهرة القطرية" أصبحت بالفعل قائمة ومسلما بها من طرف الملاحظين والمراقبين... أما المقصود "بالظاهرة القطرية" فهو -لافقط- هذا الحضور القوي -البعض يصفه "بالسافر والمشبوه"- لقناة "الجزيرة" وللديبلوماسية القطرية في المشهد السياسي العربي وانما أيضا هذا "الميل" القطري شبه المعلن نحو القوى والتيارات الاسلامية تحديدا في ساحات الثورات والتغيير القائمة راهنا في العالم العربي ومحاولة "اسنادها" وجعلها (التيارات الاسلامية) هي من يجني الثمرة ويتصدر المشهد... ولعل "الجدل" السياسي القائم في تونس هذه الأيام حول استضافة محتملة لأمير دولة قطر ونزوله ضيفا على المجلس الوطني التأسيسي بمناسبة انعقاد أولى دوراته مرده بالأساس هذه "القراءة" السياسية الخاصة ببعض التيارات الايديولوجية لهذا الدور القطري وليس لأية اعتبارات أخرى... فالشعب التونسي -في عمومه- يقدر لدولة قطر وقيادتها السياسية وقوفها الى جانبه في الماضي القريب وفي الحاضر وسيبقى يأمل في تعاون تونسي قطري بناء في جميع المجالات يتناسب مع مبادئ وتوجهات دولة الحكم الرشيد التي يعمل على إرساء أسسها ومؤسساتها على أنقاض دولة الفساد والاستبداد... دولة المجرم بن علي...