"نحن نمثل نصف المجتمع ولن نسمح لأي كان بان يستهين بوضعية المرأة سواء كان ذلك في الحياة العامة أو الحياة المهنية لا سيما إن تعلق الأمر بحريتها إذ لا مجال للتراجع الى الخلف أما في ما يتعلق بمجلة الأحوال الشخصية فهي تمثل ضمانا لحقوق المرأة الدنيا ونرفض رفضا تاما أن يقع المساس بها إلا من منطلق الإضافة".. هذا ما أكدته السيدة سناء فتح الله غنيمة رئيسة جمعية المرأة والريادة في حديث ل"الصباح" مشيرة الى أن المرأة لا تحتاج في هذه الفترة الانتقالية الى تعزيز مكاسبها بقدر ما تحتاج الى تثبيت حقوقها كاملة في الدستور. وردا على سؤال حول ما إذا كانت حرية المرأة تعيش تهديدا اليوم أفادت رئيسة جمعية المرأة و الريادة الى أن "الحقوق لا تزال قائمة الذات و لكن تشهد حرية المرأة قصورا في المعاملات ويمكن اعتباره تراجعا خاصة في ممارسة حرية المعتقد و المساواة أكثر منه تهديدا استنادا الى أن الأقليات بصدد القيام ببعض أعمال الشغب عبرالتصدي لحرية المرأة الامر الذي عاشه مؤخرا بعض الأساتذة الجامعيين. وأكدت في هذا الصدد أن المرأة لاتخشى هدر حقوقها لكنها تعايش مشكلا على مستوى تطبيق الحريات على ارض الواقع لا سيما في مواقع العمل وعرجت في هذا الصدد على ما عاشته مؤخرا بعض الكتاتيب التونسية حيث عمدت مجموعة الى الضغط على النساء لترك مراكز عملهن. واقتصرت وزارة الشؤون الدينية على إدانة مثل هذه الممارسات والحال أن المرأة عاشت انتهاكا واستضعافا ولا بد في هذا الصدد من التشديد على ضرورة تطبيق القانون تحسبا لمثل هذه الانتهاكات.
ازدواجية الخطاب
وحول مدى طمأنة خطاب حركة النهضة في مسالة الحريات الشخصية أوردت سناء غنيمة أن "ازدواجية خطاب الحركة لا تطمئن ولا يمكن أن نمنح لها صكا على بياض لا سيما في ظل التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الأمين العام لحركة النهضة حمادي الجبالي الأمر الذي يؤكد أن مسالة ازدواجية الخطاب مطروحة فحتى السياسيين لا يحق لهم الخطأ" بهذه الطريقة. وتساءلت في السياق ذاته "إذا كانت القيادات في حركة النهضة غير قادرة على التحكم في قواعدها بطريقة حضارية وقانونية : فكيف نأتمن هؤلاء على البلاد وعلى الحريات؟ و أكدت على أن خطاب النهضة يبقى غير واضح ومزدوج فضلا عن غياب الناحية العملية. وهو ما نلمسه من خلال تضارب الأقوال بين مختلف القيادات ولا بد في هذا الصدد أن يعمل قياديو الحركة على توحيد الخطاب على مستوى القيادة كأن يتحدث رؤساء القائمات على الجهات بنفس "اللغة" وهو ليس بالأمر المستعصي.
الأمهات العازبات
من جهة أخرى تطرق الحديث الى التصريحات التي أدلت بها سعاد عبد الرحيم بشان مكانة الأمهات العازبات في المجتمع وعلقت غنيمة "ان مشاكل المرأة اليوم ليست مشاكل الأمهات العازبات كما أن الهدف الأساسي الذي لا بد أن تتضافر جهود جميع الأطراف لأجله هو قيام دولة مدنية دينها الإسلام و لغتها العربية وقد أثار الموضوع ضجة إعلامية والحال كان يفترض أن تناقش مختلف القيادات السياسية مواضيع جوهرية كالتطرق مثلا الى المنظومة التعليمية التي تحتاج برمتها الى إصلاحات جوهرية.