دخل أعوان الشؤون الاجتماعية بكل من ولايات جندوبة وبنزرت وسليانة واريانة منذ ايام في اعتصام مفتوح احتجاجا على موجة الاعتداءات الجسدية والمعنوية التي طالت العديد منهم أثناء أدائهم لمهامهم وداخل مكاتبهم. وفي اتصال هاتفي أكد مصدر مسؤول بالإدارة الجهوية للشؤون الاجتماعية باريانة ل "الصباح" تعرض بعض زملائهم إلى اعتداء وصفه "بالوحشي" من طرف مواطن انتهك حرمة الإدارة واعتدى على كرامة المسؤول لفظيا مهددا اياه بالقتل. وعلى خلفية هذه الأحداث اصدر الاتحاد الجهوي للشغل والنقابة الأساسية للشؤون الاجتماعية باريانة بيانا بتاريخ 24 نوفمبر الجاري لإدانة مثل هذه السلوكيات التي وصفت وفقا للبيان "بالهمجية" والتي تكررت على الأعوان أثناء قيامهم بواجبهم المهني. وحسب نص البيان حمّل الأعوان وزارة الشؤون الاجتماعية المسؤولية كاملة نتيجة عدم اتخاذها لأي إجراء يمنع مثل هذه الاعتداءات والتسامح المطلق مع مقترفيها. وأفاد نفس المصدر أن الإشكال يتمثل في تمرد بعض المواطنين على الإدارات الجهوية للشؤون الاجتماعية وتكريس هذه الفئات لممارسات غير مشروعة دون تدخل سلطة الإشراف لحماية الأعوان. كما طالب مجموعة من الأعوان بالإدارة الجهوية للشؤون الاجتماعية باريانة في حديثهم ل " الصباح" وزارة الشؤون الاجتماعية بتطهير الوزارة من أزلام النظام السابق وتكريس استقلالية البرامج في الإدارات الجهوية للشؤون الاجتماعية المتمثلة في ثلاثة خطوط عريضة هي وحدة المعاقين ووحدة الرعاية ووحدة العمل الاجتماعية وأعرب الأعوان عن رفضهم تسييس البرامج الاجتماعية.
لائحة
ويذكر أن الهيئة الإدارية الوطنية لقطاع الشؤون الاجتماعية كانت قد رفعت منذ جوان الماضي لائحة مهنية تضمنت عديد النقاط ومنها ضمان استقلالية مهنة الخدمة الاجتماعية خاصة فيما يتعلق بالمقرات وتنفيذ البرامج وإسناد منحة الخطر والعدوى لكافة الأعوان والموظفين والأخصائيين الاجتماعيين بالوزارة المعنية إضافة إلى تسوية وضعية الأعوان العاملين بالجمعيات ذات الصبغة الاجتماعية والتربوية وذلك عبر انتدابهم وإدراج سلك الأخصائيين الاجتماعيين ضمن الأسلاك الخصوصية وتشريك الطرف النقابي في وضع نظام أساسي جديد للأخصائيين الاجتماعيين وغيرها من النقاط الأخرى.. وفي السياق نفسه صدرت بيانات عن الاتحادات الجهوية للشغل بكل من تونس وقابس وسوسة تدين الاعتداءات وتعبر عن مساندة من تعرضوا للعنف في مختلف الوحدات والمراكز. الوزارة توضح.. وفي توضيح لموقف وزارة الشؤون الاجتماعية من الاعتداءات الأخيرة على الأعوان ببعض الإدارات الجهوية أفاد محمد الزريبي متفقد شغل ل"الصباح" بان حرص المواطن منذ الثورة على الحصول على كل الخدمات في ظرف حيني سبب ضغطا كبيرا على مصالح وزارة الشؤون الاجتماعية باعتبارهم الخطّ الأمامي في التواصل مع المواطن وعلى هذا الأساس وضعت الوزارة مجموعة من البرامج منها ما هو عاجل ومنها الآجل ويتمثل أبرزها في بعث خلية يقظة لمتابعة وتلقي كل الإشعارات المتعلقة بالتجاوزات التي تعرض لها الأعوان إضافة إلى متابعة القضايا المرفوعة لدى المكلف بنزاعات الدولة مع العلم أن بعض الأحكام بدأت تصدر ضد المعتدين. وأشار المتحدث إلى انه تم التنسيق بين وزارتي الشؤون الاجتماعية ووزارة الداخلية للنظر في هذه الممارسات.