مع ضمان وقف إطلاق النار.. 9 دول أوروبية تطالب بفتح معابر غ.زة    أخبار النادي الإفريقي: الانتصار أمام المنستير ضروري والهيئة تكشف عن الهيكلة الجديدة للفريق    أصداء التربية بولاية سليانة .. مهرجان circuit théâtre    في ظل عزوف الأطفال عنها .. كيف نحوّل المُطالعة من واجب إلى مُتعة ؟    الكوتش وليد زليلة يكتب..الإفراط في أحدهما يُسبّبُ مشاكل للطفل.. بين التشجيع والدلال .. كيف نُربي أبناءنا؟    عاجل/ اعصار يضرب هذه المنطقة في فرنسا..وهذه حصيلة الضحايا..    حماس تسلم الصليب الأحمر جثة جديدة لمحتجز لديها في غزة..    جماهير الهند: غياب رونالدو 'حطمنا'.. ولم نعد متحمسين    تحسن صحة القلب... 10 فوائد مذهلة لبذور اليقطين هل تعرفها؟    آثار تونس في متاحف أوروبا .. 44 قطعة أثرية لبورقيبة... تماثيل وهيكل ديناصور    سفارة تونس بالدوحة تقرر اسناد منحة لفائدة الطلبة والتلاميذ التونسيين أبناء العائلات التونسية المقيمة بالخارج    الصندوق العالمي للطبيعة: الطاقة المتجددة أصبحت المصدر الرئيسي للكهرباء على مستوى العالم    إضراب جهوي للمحامين بقابس غدًا احتجاجًا على التلوث الصناعي    الغرفة النقابية الوطنية لأصحاب المعاصر توضح السعر المرجعي لرحي زيت الزيتون    نابل: انطلاق موسم جني الزيتون وتوقعات بإنتاج أكثر من 90 ألف طنّ مقابل 61 ألف طنّ خلال بالموسم الفارط    مستخدمي المترو 3 و5...تنجموا ترجعوا تستعملوا الخطوط بصفة طبيعية    علاش احتج النواب في جلسة مناقشة التلوث في قابس اليوم ؟    شركة نقل تونس: اصابة عون التأمين وحالات هلع في اصطدام بين عربتي مترو... ولجنة للتحقيق في الحادث    وكالة النهوض بالصّناعة والتجديد تفتح مناظرة خارجية بالاختبارات لانتداب 14 إطار    مواطنة من أمريكا تعلن إسلامها اليوم بمكتب مفتي الجمهورية!    عاجل : كتلة الخط الوطني السيادي تنسحب من جلسة مناقشة الوضع في قابس    بعد الأربعين: 4 فحوصات دمّ هامة تنقذ حياتك    بعد أكثر من شهرين: ما الجديد في قضية اختفاء طفلة ال15 سنة أسماء الفايدي..؟    وزير التجهيز يعلن عن الانطلاق الفوري في استكمال مشاريع بيئية كبرى بقابس بقيمة تتجاوز 200 مليون دينار    شبهة تدليس عقد عمل بمندوبية التربية بالكاف    الرابطة الثانية: جمعية مقرين تستقر على بديل خالد المليتي    الدورة الرابعة لملتقى محجوب العياري للكتاب والآداب تحتفي بالكاتبة حياة الرايس من 24 إلى 26 أكتوبر 2025    بطولة بريست للتنس: التونسي معز الشرقي يستهل مشواره غدا بملاقاة الفرنسي بوكيي ارتور    عاجل/ العاصمة: انقطاع المياه بهذه المناطق نتيجة عطب فجئي    لجنة المالية والميزانية بمجلس نواب الشعب تشرع بداية من الغد الثلاثاء في النظر في مشروعي قانون المالية والميزان الاقتصادي 2026    عاجل: في تونس...تلميذ على 3 يعانون من قصر النظر    ينشطون في شبكة لقرصنة البطاقات البنكية: القضاء يصدر أحكامه ضد هؤلاء..#خبر_عاجل    السجن 10 سنوات وغرامات مالية لمروّج مخدّرات في الوسط المدرسي بالعاصمة    سوسة: مقتل "تيكتوكر" معروف بطعنات سكين !    بطولة الرابطة المحترفة الثانية: برنامج مباريات الجولة السادسة    في حركة إنسانية نبيلة: تمكين طفلين قاصرين من لقاء والديهما بعد سنوات من الانقطاع عن رؤيتهما    الكندي ألياسيم يتوج بلقب بطولة بروكسل للتنس    الصناعات الكهربائية والميكانيكية في تونس تتحسن استثمارا وتصديرا    عاجل: تذاكر ماتش تونس والبرازيل تتباع على هذا الموقع    عاجل/ قتلى في حادث اصطدام طائرة بسيارة في هذا المطار..    مسرح أوبرا تونس يكرّم الفنانة سُلاف في عرض "عين المحبة"    أجواء ربيعية خلال ''الويكاند''    عاجل: النشاط الزلزالي يضرب تونس والجزائر.. شوف التفاصيل!    عاجل/ أحداث قابس: هذه آخر المستجدات بخصوص الموقوفين..    في 7 دقائق: سرقة القرن من متحف اللوفر بباريس وفرنسا في حالة صدمة    خطير/ دراسة تكشف: تلوث الهواء يبطئ نمو دماغ الأطفال حديثي الولادة..!    عاجل/ حجز أكثر من 29 طنا من المواد الفاسدة.. هيئة السلامة الصحية تكشف التفاصيل..    في بلاغ رسمي: الداخلية تعلن ايقاف هؤلاء..#خبر_عاجل    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    الملك محمد السادس يهنئ منتخب المغرب الفائز بمونديال الشباب    ترامب يقرر فرض رسوم جمركية إضافية على كولومبيا    دراسة علمية تربط بين تربية القطط وارتفاع مستوى التعاطف والحنان لدى النساء    لا تدعها تستنزفك.. أفضل طريقة للتعامل مع الشخصيات السامة    يوم مفتوح للتقصّي المُبكّر لارتفاع ضغط الدم ومرض السكري بمعهد الأعصاب..    التوأمة الرقمية: إعادة تشكيل الذات والهوية في زمن التحول الرقمي وإحتضار العقل العربي    عاجل: الكاتب التونسي عمر الجملي يفوز بجائزة كتارا للرواية العربية 2025    لطفي بوشناق في رمضان 2026...التوانسة بإنتظاره    خطبة الجمعة .. إن الحسود لا يسود ولا يبلغ المقصود    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الصباح» تنشر أسرار أحداث 13 و14 جانفي بولاية أريانة
خاص 6 شهداء وعدة جرحى سقطوا ب«الكرتوش» الحي
نشر في الصباح يوم 26 - 11 - 2011

عاشت ولاية أريانة كغيرها من ولايات إقليم تونس أحداثا مأسوية خلال الأيام الثلاثة التي سبقت هروب«المخلوع» وخاصة يومي 13 و14 جانفي بسبب الاحتجاجات الشعبية على النظام البائد وكذلك أثناء مسيرات الفرح بهروب المجرم بن علي، لكن لا الغضب ولا الفرح مر بسلام، إذ سقط ستة شهداء بهذه الولاية ليرووا بدمائهم العطرة هذه الأرض الطيبة التي ثارت وقالت"لا لبن علي" و"لا للتجمع"، إضافة إلى عدة جرحى ولئن ظل عدد ممن أطلقوا الرصاص الحي على الشهداء مجهولي الهوية بسبب عدم التعرف عليهم وبالتالي تؤول المسؤولية في القتل إلى المسؤولين الأمنيين فإن حاكم التحقيق العسكري بالمحكمة العسكرية الدائمة بتونس وجه تهمة القتل العمد مع سابقية القصد لعون حرس متهم بقتل الشهيد مجدي منصري بحي التضامن.
"الصباح" تمدكم "حصريا" بحقائق وأسرار حول هذه الأحداث وما خلفته من خسائر في الأرواح وما جاء في شهادات الشهود واستنطاق أحد المتهمين.

إعداد: صابر المكشر

ذكر عبد السلام الكسراوي والد الشهيد أشرف الكسراوي بأنه كان مساء يوم 14 جانفي 2011 بمحل سكناه الكائن بحي المستقبل بأريانة حين قدم بعض الأشخاص لا يعرفهم من قبل وأعلموه بأن إبنه أشرف أصيب في رأسه بطلق ناري أطلقه عليه عون أمن مجهول الهوية عندما كان متوقفا بالحي للتعبير عن فرحته مع عديد الاشخاص الآخرين بفرار المخلوع دون أن تصدر عنه أية أعمال عنف أو شغب فتحول في الحين الى مستشفى الرابطة للاطمئنان عليه فأكد له الإطار الطبي خطورة الاصابة التي تعرض لها في الرأس والتي فارق بسببها الحياة يوم 18 جانفي 2011 بالمستشفى المذكور.
وقد تم نقل جثته الى مستشفى شارل نيكول أين تم تشريحها مؤكدا أنه لا يعرف هوية عون الأمن الذي تعمد إطلاق النار على إبنه مساء يوم الواقعة وسط مدينة أريانة وقد علم بأن أعوان شرطة ووحدات تدخل كانوا موجودين هناك وأطلقوا الرصاص الحي على المواطنين كما أفاد بأنه يرغب في التتبع العدلي ضد المتهم زين العابدين بن علي والمسؤولين القياديين لأعوان الأمن ووحدات التدخل بوزارة الداخلية.

طلقة أثناء الحراسة

وفي ذات الإطار أدلى حمودة الزنتوني والد الشهيد محمد سليم الزنتوني بأقواله لحاكم التحقيق العسكري بالمحكمة العسكرية الدائمة بتونس قائلا أن ابنه عاد في حدود الساعة الرابعة والنصف من مساء يوم 14 جانفي 2011 الى المنزل الكائن بجهة أريانة الشمالية إثر إنتهائه من عمله، ولكن بعد أن مكث قرابة الساعة الا ربعا غادر المنزل والتحق بأبناء الحي قصد حراسة مغازة «كارفور ماركت» وحمايتها من المنحرفين غير أن صهره اتصل به هاتفيا حوالي الساعة الخامسة والنصف مساء وأعلمه بتعرض ابنه الى طلقة نارية وقد تم نقله الى مستشفى محمود الماطري بأريانة.
وأضاف أنه بتحوله الى المستشفى علم بوفاة ابنه نتيجة إصابته برصاصة في الصدر، مضيفا أنه بلغ الى علمه أنه أثناء تواجد إبنه مع أصدقائه بالقرب من مغازة «كارفور ماركت» قدم أعوان أمن على متن سيارة شرطة وتولوا تفريقهم باستعمال الغاز المسيل للدموع ثم اطلقوا عليهم النار فأصيب ابنه بطلقة نارية وقد تولى دفن جثته.

رصاصة اخترقت العين والرأس

وأفاد منصور العياري والد الشهيد ثابت العياري أنه كان في حدود الساعة الثانية من بعد زوال يوم 13 جانفي 2011 بمحل سكناه عندما بلغ لعلمه أمر اصابة ابنه برصاصة بجهة المنيهلة وقد تم نقله الى المستشفى الجهوي محمود الماطري بأريانة فتحول في الحين الى ذلك المستشفى حيث عثر على إبنه المذكور قد فارق الحياة.
وأضاف أنه عاين تعرضه لإصابة بطلقة نارية في عينه اليمنى اخترقت رأسه، مشيرا انه ونظرا للظروف الامنية الصعبة التي كانت تعيشها البلاد فإنه لم يكن بالامكان تشريح جثته ووقع دفن جثمانه صبيحة اليوم الموالي بعد الحصول على وثيقة طبية من مستشفى محمود الماطري بأريانة تؤكد حصول الوفاة نتيجة طلق ناري.
وذكر الأب أنه بلغ لعلمه من بعض الحاضرين ان ابنه كان يشارك ساعة الواقعة في مسيرة سلمية بالمنيهلة ضد نظام رئيس الدولة السابق وقد تواجد بالمكان أعوان الحرس الوطني وأعوان آخرون يرتدون أقنعة على وجوههم لم يتمكنوا من التعرف عليهم بادروا بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين بصفة عشوائية ودون أي موجب بهدف ازهاق أرواح المواطنين قصد ترويع الآخرين للمحافظة على نظام رئيس الدولة السابق كما أشار إلى أن المكان الذي أصيب فيه ابنه يفيد النية المبيتة لقتله متمسكا بالتتبع العدلي ضد كل من سيكشف عنه البحث.

شهيد «لا عملت إيدو ولا ساقو»

وذكر الشاذلي المزليني والد الشهيد قيس المزليني أنه كان في حدود الساعة الرابعة من مساء يوم 13 جانفي 2011 متواجدا بمحل سكناه الكائن بحي الجمهورية بالمنيهلة عندما استمع الى طرق الباب الخارجي لمنزله فخرج لإستجلاء الامر فوجد جاره بالسكنى والذي أعلمه بأن ابنه قيس الذي خرج من المنزل في حدود الساعة الثالثة بعد الظهر لشراء علبة سجائر قد اصيب بطلق ناري في رأسه أمام محل لبيع الفواكه الجافة بالقرب من مقهى الصفاقسي بطريق الشنوة على بعد مسافة تتراوح بين 400 و500 مائة متر من مقر منطقة الحرس الوطني وذلك أثناء مشاهدته للمسيرة التي جدت بالطريق المذكورة والتي كانت متوجهة نحو منطقة الحرس الوطني.
وأضاف انه توجه مسرعا على عين المكان، وبوصوله لم يجد ابنه فتم اعلامه أن بعض المواطنين قاموا بنقله بواسطة سيارة خاصة الى مستشفى أريانة ومنه الى المعهد الوطني لأمراض الاعصاب بتونس فتوجه الى المعهد المذكور أين وجد الطاقم الطبي بصدد إخضاعة لصور بالاشعة ولكن في حدود الساعة الثامنة والنصف من مساء ذات اليوم تم اعلامه من قبل الاطباء العاملين هناك بأن ابنه قد فارق الحياة من جراء إصابته بطلق ناري وتم تمكينه من شهادة طبية في الغرض كما أفاد أنه بلغ الى علمه من بعض المتواجدين على عين المكان أن أعوان الحرس الوطني التابعين لمنطقة 2 مارس كانوا يطلقون النار من أماكن مختلفة عندما كانت مجموعة كبيرة من الشبان تتظاهر امام مقر المنطقة وهو يرجح أن يكون الطلق الناري الذي أصاب ابنه وأرداه قتيلا صادرا عن أحد أعوان منطقة الحرس المذكورة.

«قنص» أمام المنطقة الامنية

وذكر محمد الحبيب الميموني والد الشهيد هشام الميموني انه كان في حدود الساعة الثانية والنصف من بعد زوال يوم 13 جانفي 2011 متواجدا رفقة أفراد عائلته بمحل سكناه الكائن بالبساتين حي النصر بالمنيهلة عندما تم اعلامه من قبل بعض الشبان بأن ابنه أصيب بطلقة نارية في صدره عند مروره مترجلا بالحاشية الترابية للمعبد بالقرب من منطقة الحرس الوطني 2 مارس أثناء الحركة الاحتجاجية وقد حاول مواصلة سيره الا أنه سقط بعد أمتار معدودة وسط نهج فرعي وقد تولى بعض الشبان نقله الى احدى المصحات الخاصة على متن شاحنة ومنها إلى مستشفى شارل نيكول بالعاصمة اين عاين احد الاطباء جثته بالصندوق الخلفي للشاحنة وطلب منهم التوجه بها الى قسم الطب الشرعي لوضعها على ذمة الطبيب الشرعي الا أن والدته رفضت ذلك وعادت بالجثة الى المنزل، وأضاف انه أرجعها صبيحة اليوم الموالي الى مستشفى شارل نيكول لتشريحها لتحديد أسباب الوفاة.

قتل بدم بارد

وأشار في ذات الصدد محمد منصري والد الشهيد مجدي منصري أنه كان في حدود السابعة و20 دقيقة من مساء يوم 12 جانفي 2011 بمحل سكناه عندما استمع الى طرق عنيف بالباب، وبخروجه مع زوجته لاستجلاء الامر وجدا فتاة لا يعرفانها من قبل وأعلمتهما بتعرض ابنهما مجدي لاصابة بطلق ناري فأسرعا بالخروج من منزلهما نحو الطريق حيث عثرا على ابنهما ملقى أرضا بالنهج عدد106 القريب من محل سكناهما وكانت الدماء تنزف من أذنيه وفمه وتجمع حوله العديد من الفضوليين وأعوان الحرس ثم تم نقله الى مستشفى الرابطة لاسعافه الا أنه فارق الحياة.
وأضاف في شهادته أمام حاكم التحقيق العسكري أن اثنين من الشهود أعلماه بتعمد عون الحرس التابع لمركز الحرس (...) الوطني 18 جانفي إطلاق النار على إبنه وتسبب في إزهاق روحه بالرغم من أنه لم يشارك في أي تظاهرة إحتجاجية كما أكد له تاجر لبيع الغلال يوجد محله قبالة مكان الواقعة بأنه رأى عون الحرس المذكور يطلق النار ساعة الواقعة كما أفاده عون حماية مدنية أيضا بأن المتهم المذكور هو من تعمد إزهاق روح إبنه.
وأشار إلى أن زوجته أفادته بأن ابنهما الشهيد أعلمها قبل تاريخ الواقعة بثلاثة أيام بأنه يرغب في الانتقال بالسكنى الى مكان آخر بعد أن سئم من تجاوزات المتهم نحوه والإهانات المتكررة التي وجهها له وكثرة ابتزازه له ماديا وتهديداته المتواصلة بحجز وثائق سيارتي الاجرة «التاكسي» اللتين يملكهما ويعمل عليهما لتوفير مورد الرزق للعائلة.
وأكد أنه استمع يوم 12 جانفي 2011 وقبل حصول وقائع قضية الحال للمتهم ينادي على أحد الأجوار القاطنين قرب مركز الحرس 18 جانفي 2011 لا يعرف هويته طالبا منه تمكينه من الصعود الى سطح منزله أو أحد الاسطح الملاصقة له للتمركز فوقها حتى يتمكن من قنص أبناء الحي فلم يعر أهمية لما سمعه غير أنه تأكد من أن المتهم نفذ ما عقد عليه العزم بإطلاقه رصاصة على إبنه أصابه بها في قلبه وأزهق روحه وتمسك بتتبعه عدليا من أجل ذلك.


شاهدا عيان في قضية مقتل مجدي منصري بالتضامن
هكذا استجدى الشهيد قاتله قبل إطلاق النار عليه.. وعون حرس يلوم زميله

أجريت مكافحة بين أم السعد الغربي ومحمد منصري والدي الشهيد مجدي منصري من جهة واثنين من الشهود من جهة ثانية وعون الحرس المتهم من جهة ثالثة تمسك خلالها والدا الشهيد بتصريحاتهما الأولى مؤكدين أن مكافحيهما الشاهدين أخبراهما بأن مكافحهما المتهم عون الحرس (...) هو الذي أطلق النار على إبنهما ساعة الواقعة بواسطة المسدس الذي كان بحوزته مضيفين أنه بلغ لعلمهما من بعض الاجوار بوجود خلافات وأغراض سابقة بين ابنهما ومكافحهما المتهم بسبب تعمده ابتزازه ماليا في عدة مناسبات.

الشهيد يستجدي قاتله

كذلك تمسك الشاهد الأول بتصريحاته المسجلة عليه مؤكدا أنه شاهد مكافحه المتهم عون الحرس ساعة الواقعة بصدد تصويب مسدس كان بحوزته نحوه ونحو الشهيد مجدي منصري باعتبارهما كانا قادمين معا بالنهج 106 وكان مكافحه متوقفا قبالتهما بذلك النهج وكان برفقته ثلاثة أعوان حرس آخرين يجهل هوياتهم ولا يتذكر ملامحهم ولاحظ أنه توقف لبعض الوقت فيما واصل الهالك سيره واستمع له وهو يقول حرفيا «يا ناصر يا ناصر أنا مجدي باش نروح» وفجأة استمع الى صدى طلقة نارية ورأى الشهيد يسقط على وجهه أرضا وأكد أن عون الحرس المشبوه فيه هو الذي اطلق النار على الشهيد باعتباره كان وقتها ممسكا بمسدسه في وضع التصويب تجاهه وتجاه الشهيد.

حوار بين عوني حرس

كما تمسك الشاهد الثاني بتصريحاته السابقة مؤكدا أنه كان في حدود الساعة السابعة والربع من مساء يوم الواقعة 12 جانفي 2011 بمحل سكناه عندما إستمع عبر نافذة المطبخ التي كانت مفتوحة لأحد عوني حرس لا يعرفهما من قبل يتوجه بالقول لمكافحه عون الحرس المتهم أسفل تلك النافذة حرفيا «يا ناصر ياخي علاش تضرب فيه آش عملك.. بره امشي أفصع للمركز» وقد استمع لمكافحه المتهم يرد على ذلك العون بعبارة غير أخلاقية وقد فهم من فحوى ذلك الكلام أنه يدور حول اصابة الشهيد مجدي منصري.

تمسك بالإنكار

إلى ذلك تمسك عون الحرس بانكار ما نسب اليه ملاحظا أن ما جاء على لسان مكافحيه لا أساس له من الصحة إذ كان ساعة حصول وقائع قضية الحال بشرفة منزل رئيس مركز حرس 18 جانفي المتواجد فوق بناية المركز بصدد حراسة وتأمين المقر من جهته الخلفية التي لا تفتح على مكان الواقعة وقد تواجد بذلك المكان على الساعة الثالثة مساء من يوم 12 جانفي 2011 ولم ينزل منه الا على الساعة الواحدة فجرا من اليوم الموالي وبالتالي لم يتواجد بالنهج عدد 106 حوالي الساعة السابعة مساء ولم يطلق النار على الشهيد مجدي منصري بالمرة مضيفا أنه يستغرب من تصريحات مكافحيه التي جاء فيها بأنه تجمعه أغراض سابقة بالشهيد إذ أن ذلك غير صحيح باعتباره يعرف الشهيد معرفة سطحية بحكم أنه من أجوار المركز دون أن تجمعه به أية أغراض سابقة سواء بسبب المال أو غير ذلك من الأسباب كما يستغرب أيضا مما جاء على لسان بقية مكافحيه أثناء هذه المكافحة في خصوصه خاصة انه لا تجمعه بأي أحد منهم أي خلافات أو أغراض سابقة.

عملية العرض

وبإجراء عملية عرض عون الحرس المتهم على أحد الشهود بعد حشره ضمن مجموعة من الشبان في مثل أوصافه لم يتعرف على أي أحد منهم ملاحظا أنه لا يوجد بينهم الشخص الذي اتصل به يوم الواقعة واستفسر عن حالة المصاب الذي أصيب بالطلق الناري يوم الواقعة.

عون الحرس المتهم بالقتل
هذه حقيقة ما جرى مساء يوم 12 جانفي بالتضامن.. ولا علم لي ب«الجريمة»

وجه حاكم التحقيق العسكري بالمحكمة العسكرية الدائمة بتونس في ختم الأبحاث تهمة القتل العمد مع سابقية القصد للعريف أول بالحرس الوطني (...) في انتظار ما ستقرره دائرة الاتهام، وكان المتهم أنكر لدى استنطاقه ما نسب اليه في قضية مقتل الشهيد مجدي منصري مؤكدا أنه لم يطلق النار عليه يوم الواقعة ولم يتسبب في إزهاق روحه بأي طريقة كانت سواء كان ذلك عن قصد أو عن غير قصد ذاكرا أنه بتاريخ 12 جانفي 2011 وبتعليمات من رئيسه الملازم خالد العايدي رئيس مركز حرس18 جانفي صعد الى شرفة منزل هذا الاخير الكائن بالطابق العلوي للمركز بمعية زملائه أعوان الحرس وليد الغريبي ومحمد القابسي وهشام الكريمي ومهدي الجلاصي وكمال الجباري العاملين معه بالمركز وفتحي العريان التابع لفرقة الابحاث بالتضامن بداية من الساعة الثالثة بعد الزوال وأسند لهم رئيس المركز مهمة حراسة الجهة الخلفية لمقر مركز 18 جانفي لحمايته من أي هجوم من قبل المتظاهرين أو محدثي الشغب وقد باشروا تلك المهمة بالشرفة المذكورة الى غاية الساعة الواحدة من فجر يوم 13 جانفي 2011 دون أن يبارحوا مكانهم بالمرة أو ينزل أي أحد منهم خلال تلك الفترة.
وأضاف أنه كان متسلحا بمسدسه الاداري نوع "كلوك" الذي يستعمله منذ سنة 2003 مع ذخيرته المتمثلة في خمس خراطيش كما كان متسلحا ببندقية «شطاير» مع عشرين خرطوشة تابعة لها، ولكن بنزوله من شرفة منزل رئيس المركز على الساعة الواحدة فجرا من يوم 13 جانفي 2011 على إثر إنتهاء واجبه أعلمه رئيس المركز الملازم أول خالد العايدي بأمر إصابة الشهيد مجدي منصري بطلق ناري بالنهج عدد 106 البعيد عن مقر المركز دون أن يعلمه بهوية مطلق النار عليه ولاحظ أن العديد من أعوان طلائع الحرس والطريق العمومي وأعوان الفرقة العدلية للحرس وأعوان الحرس للتدخل المركزي وأعوان الحرس للمدرعات تواجدوا بعد ظهر يوم 12 جانفي 2011 بجهة حي التضامن وبالقرب من مقر مركز 18 جانفي للحرس في إطار التصدي للمظاهرات وأعمال الشغب بالمكان وأكد أنه يعرف الشهيد مجدي منصري باعتباره يقطن بجوار مركز الحرس المذكور غير أن معرفته به سطحية ولا توجد بينهما أية خلافات أو أغراض سابقة وكذلك الشأن بالنسبة لأفراد عائلته.
وبمعارضته بتصريحات والدي الشهيد من وجود أغراض سابقة بينه وبين إبنهما وتعمده ابتزازه ماليا في عدة مناسبات نفى ذلك وأكد أن تلك التصريحات لا أساس لها من الصحة ولا تمت للواقع بصلة ولم يسع لابتزاز الشهيد في أية مناسبة كانت إذ لاشيء يدفعه للقيام بذلك. وبمعارضته بتصريحات الشهود في خصوصه أكد أنه كان طيلة الفترة الممتدة بين الساعة الثالثة ظهرا من يوم 12 جانفي 2011 والساعة الواحدة من فجر يوم 13 جانفي 2011 بشرفة منزل رئيس مركز 18 جانفي للحرس المطلة على جهته الخلفية والبعيدة عن مكان الواقعة ولم ينزل من تلك الشرفة خلال تلك الفترة وأكد أنه لا يعرف اثنين من الشهود من قبل في حين يعرف الشاهد الثالث معرفة سطحية ولا تجمعه بأي أحد من الشهود أية خلافات أو أغراض سابقة كما أكد أنه لا يعرف مصدر الرصاصة المحجوزة المستخرجة من جثة الشهيد والمعروضة عليه ولم يشاهدها من قبل وأفاد أنه ومن خلال مظهرها الخارجي تشير الى أنها من عيار 9 مم وتابعة لمسدس.
وبمعارضته بنتيجة الاختبار الفني المجرى على تلك الرصاصة من قبل الإدارة الفرعية للمخابر الجنائية والعلمية والذي تضمن أنها تابعة لخرطوشة عيار 9 مم يمكن اطلاقها من بعض المسدسات من بينها المسدس «كلوك» أكد أنه لم يطلق النار بالمرة من مسدسه نوع «كلوك» وبالامكان اجراء اختبار فني على مسدسه للتأكد من مدى صدقه فيما صرح به وبعرض المسدس الاداري نوع كلوك المحجوز عليه تعرف عليه وأكد انه المسدس التابع له والذي كان يستعمله بمركز 18 جانفي للحرس الوطني.

شاهد عيان يروي تفاصيل أحداث المنيهلة
أعوان ملثمون أطلقوا علينا وابلا من «الكرتوش» الحي

أفاد أحد شهود العيان في قضية مقتل الشهيد ثابت العياري بالمنيهلة أنه نظم في حدود الساعة الثانية والنصف من بعد زوال يوم 13 جانفي 2011 مع العديد من ابناء الحي من بينهم صديقه الشهيد ثابت العياري مسيرة سلمية توجهت نحو منطقة الحرس الوطني بالمنيهلة الكائنة بطريق الشنوة وعند الوصول الى مقر المنطقة المذكورة توقف الجميع وشرعوا في ترديد الشعارات وعلى حين غفلة شرع أعوان تلك المنطقة الذين كانوا يرتدون أقنعة على وجوههم لم يتمكن من معرفتهم في رميهم بالقنابل المسيلة للدموع مما أدى الى حدوث عدة حالات اختناق كان من بينها الشهيد وعندما حاول إسعافه فوجئ بإطلاق رصاص كثيف من الأعوان فأصيب الشهيد بطلقة نارية في عينه فارق إثرها الحياة.
وأضاف أنه شاهد قبل ذلك حلول ثلاث سيارات أمنية تحمل مجموعة من الأعوان لم يسبق له مشاهدتهم يبدو أنها تعزيزات أمنية لأعوان لا يعملون بالمنطقة وأخذوا وضعية القتال وشرعوا في إطلاق النار على المتظاهرين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.