تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية    دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر    شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات    تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن    رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي    القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27    الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب    منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية    الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة    عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا    عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة    ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين    عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ    الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم    قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية    وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل    المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته    عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا    الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز    السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب    عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..    وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان    بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة    تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل    الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع    نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية    زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة    إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية    رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'    القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب    بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان    تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''    معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير    أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..    علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور    بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس    اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي    نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير    ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا    الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الصباح» تنشر أسرار أحداث 13 و14 جانفي بولاية أريانة
خاص 6 شهداء وعدة جرحى سقطوا ب«الكرتوش» الحي
نشر في الصباح يوم 26 - 11 - 2011

عاشت ولاية أريانة كغيرها من ولايات إقليم تونس أحداثا مأسوية خلال الأيام الثلاثة التي سبقت هروب«المخلوع» وخاصة يومي 13 و14 جانفي بسبب الاحتجاجات الشعبية على النظام البائد وكذلك أثناء مسيرات الفرح بهروب المجرم بن علي، لكن لا الغضب ولا الفرح مر بسلام، إذ سقط ستة شهداء بهذه الولاية ليرووا بدمائهم العطرة هذه الأرض الطيبة التي ثارت وقالت"لا لبن علي" و"لا للتجمع"، إضافة إلى عدة جرحى ولئن ظل عدد ممن أطلقوا الرصاص الحي على الشهداء مجهولي الهوية بسبب عدم التعرف عليهم وبالتالي تؤول المسؤولية في القتل إلى المسؤولين الأمنيين فإن حاكم التحقيق العسكري بالمحكمة العسكرية الدائمة بتونس وجه تهمة القتل العمد مع سابقية القصد لعون حرس متهم بقتل الشهيد مجدي منصري بحي التضامن.
"الصباح" تمدكم "حصريا" بحقائق وأسرار حول هذه الأحداث وما خلفته من خسائر في الأرواح وما جاء في شهادات الشهود واستنطاق أحد المتهمين.

إعداد: صابر المكشر

ذكر عبد السلام الكسراوي والد الشهيد أشرف الكسراوي بأنه كان مساء يوم 14 جانفي 2011 بمحل سكناه الكائن بحي المستقبل بأريانة حين قدم بعض الأشخاص لا يعرفهم من قبل وأعلموه بأن إبنه أشرف أصيب في رأسه بطلق ناري أطلقه عليه عون أمن مجهول الهوية عندما كان متوقفا بالحي للتعبير عن فرحته مع عديد الاشخاص الآخرين بفرار المخلوع دون أن تصدر عنه أية أعمال عنف أو شغب فتحول في الحين الى مستشفى الرابطة للاطمئنان عليه فأكد له الإطار الطبي خطورة الاصابة التي تعرض لها في الرأس والتي فارق بسببها الحياة يوم 18 جانفي 2011 بالمستشفى المذكور.
وقد تم نقل جثته الى مستشفى شارل نيكول أين تم تشريحها مؤكدا أنه لا يعرف هوية عون الأمن الذي تعمد إطلاق النار على إبنه مساء يوم الواقعة وسط مدينة أريانة وقد علم بأن أعوان شرطة ووحدات تدخل كانوا موجودين هناك وأطلقوا الرصاص الحي على المواطنين كما أفاد بأنه يرغب في التتبع العدلي ضد المتهم زين العابدين بن علي والمسؤولين القياديين لأعوان الأمن ووحدات التدخل بوزارة الداخلية.

طلقة أثناء الحراسة

وفي ذات الإطار أدلى حمودة الزنتوني والد الشهيد محمد سليم الزنتوني بأقواله لحاكم التحقيق العسكري بالمحكمة العسكرية الدائمة بتونس قائلا أن ابنه عاد في حدود الساعة الرابعة والنصف من مساء يوم 14 جانفي 2011 الى المنزل الكائن بجهة أريانة الشمالية إثر إنتهائه من عمله، ولكن بعد أن مكث قرابة الساعة الا ربعا غادر المنزل والتحق بأبناء الحي قصد حراسة مغازة «كارفور ماركت» وحمايتها من المنحرفين غير أن صهره اتصل به هاتفيا حوالي الساعة الخامسة والنصف مساء وأعلمه بتعرض ابنه الى طلقة نارية وقد تم نقله الى مستشفى محمود الماطري بأريانة.
وأضاف أنه بتحوله الى المستشفى علم بوفاة ابنه نتيجة إصابته برصاصة في الصدر، مضيفا أنه بلغ الى علمه أنه أثناء تواجد إبنه مع أصدقائه بالقرب من مغازة «كارفور ماركت» قدم أعوان أمن على متن سيارة شرطة وتولوا تفريقهم باستعمال الغاز المسيل للدموع ثم اطلقوا عليهم النار فأصيب ابنه بطلقة نارية وقد تولى دفن جثته.

رصاصة اخترقت العين والرأس

وأفاد منصور العياري والد الشهيد ثابت العياري أنه كان في حدود الساعة الثانية من بعد زوال يوم 13 جانفي 2011 بمحل سكناه عندما بلغ لعلمه أمر اصابة ابنه برصاصة بجهة المنيهلة وقد تم نقله الى المستشفى الجهوي محمود الماطري بأريانة فتحول في الحين الى ذلك المستشفى حيث عثر على إبنه المذكور قد فارق الحياة.
وأضاف أنه عاين تعرضه لإصابة بطلقة نارية في عينه اليمنى اخترقت رأسه، مشيرا انه ونظرا للظروف الامنية الصعبة التي كانت تعيشها البلاد فإنه لم يكن بالامكان تشريح جثته ووقع دفن جثمانه صبيحة اليوم الموالي بعد الحصول على وثيقة طبية من مستشفى محمود الماطري بأريانة تؤكد حصول الوفاة نتيجة طلق ناري.
وذكر الأب أنه بلغ لعلمه من بعض الحاضرين ان ابنه كان يشارك ساعة الواقعة في مسيرة سلمية بالمنيهلة ضد نظام رئيس الدولة السابق وقد تواجد بالمكان أعوان الحرس الوطني وأعوان آخرون يرتدون أقنعة على وجوههم لم يتمكنوا من التعرف عليهم بادروا بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين بصفة عشوائية ودون أي موجب بهدف ازهاق أرواح المواطنين قصد ترويع الآخرين للمحافظة على نظام رئيس الدولة السابق كما أشار إلى أن المكان الذي أصيب فيه ابنه يفيد النية المبيتة لقتله متمسكا بالتتبع العدلي ضد كل من سيكشف عنه البحث.

شهيد «لا عملت إيدو ولا ساقو»

وذكر الشاذلي المزليني والد الشهيد قيس المزليني أنه كان في حدود الساعة الرابعة من مساء يوم 13 جانفي 2011 متواجدا بمحل سكناه الكائن بحي الجمهورية بالمنيهلة عندما استمع الى طرق الباب الخارجي لمنزله فخرج لإستجلاء الامر فوجد جاره بالسكنى والذي أعلمه بأن ابنه قيس الذي خرج من المنزل في حدود الساعة الثالثة بعد الظهر لشراء علبة سجائر قد اصيب بطلق ناري في رأسه أمام محل لبيع الفواكه الجافة بالقرب من مقهى الصفاقسي بطريق الشنوة على بعد مسافة تتراوح بين 400 و500 مائة متر من مقر منطقة الحرس الوطني وذلك أثناء مشاهدته للمسيرة التي جدت بالطريق المذكورة والتي كانت متوجهة نحو منطقة الحرس الوطني.
وأضاف انه توجه مسرعا على عين المكان، وبوصوله لم يجد ابنه فتم اعلامه أن بعض المواطنين قاموا بنقله بواسطة سيارة خاصة الى مستشفى أريانة ومنه الى المعهد الوطني لأمراض الاعصاب بتونس فتوجه الى المعهد المذكور أين وجد الطاقم الطبي بصدد إخضاعة لصور بالاشعة ولكن في حدود الساعة الثامنة والنصف من مساء ذات اليوم تم اعلامه من قبل الاطباء العاملين هناك بأن ابنه قد فارق الحياة من جراء إصابته بطلق ناري وتم تمكينه من شهادة طبية في الغرض كما أفاد أنه بلغ الى علمه من بعض المتواجدين على عين المكان أن أعوان الحرس الوطني التابعين لمنطقة 2 مارس كانوا يطلقون النار من أماكن مختلفة عندما كانت مجموعة كبيرة من الشبان تتظاهر امام مقر المنطقة وهو يرجح أن يكون الطلق الناري الذي أصاب ابنه وأرداه قتيلا صادرا عن أحد أعوان منطقة الحرس المذكورة.

«قنص» أمام المنطقة الامنية

وذكر محمد الحبيب الميموني والد الشهيد هشام الميموني انه كان في حدود الساعة الثانية والنصف من بعد زوال يوم 13 جانفي 2011 متواجدا رفقة أفراد عائلته بمحل سكناه الكائن بالبساتين حي النصر بالمنيهلة عندما تم اعلامه من قبل بعض الشبان بأن ابنه أصيب بطلقة نارية في صدره عند مروره مترجلا بالحاشية الترابية للمعبد بالقرب من منطقة الحرس الوطني 2 مارس أثناء الحركة الاحتجاجية وقد حاول مواصلة سيره الا أنه سقط بعد أمتار معدودة وسط نهج فرعي وقد تولى بعض الشبان نقله الى احدى المصحات الخاصة على متن شاحنة ومنها إلى مستشفى شارل نيكول بالعاصمة اين عاين احد الاطباء جثته بالصندوق الخلفي للشاحنة وطلب منهم التوجه بها الى قسم الطب الشرعي لوضعها على ذمة الطبيب الشرعي الا أن والدته رفضت ذلك وعادت بالجثة الى المنزل، وأضاف انه أرجعها صبيحة اليوم الموالي الى مستشفى شارل نيكول لتشريحها لتحديد أسباب الوفاة.

قتل بدم بارد

وأشار في ذات الصدد محمد منصري والد الشهيد مجدي منصري أنه كان في حدود السابعة و20 دقيقة من مساء يوم 12 جانفي 2011 بمحل سكناه عندما استمع الى طرق عنيف بالباب، وبخروجه مع زوجته لاستجلاء الامر وجدا فتاة لا يعرفانها من قبل وأعلمتهما بتعرض ابنهما مجدي لاصابة بطلق ناري فأسرعا بالخروج من منزلهما نحو الطريق حيث عثرا على ابنهما ملقى أرضا بالنهج عدد106 القريب من محل سكناهما وكانت الدماء تنزف من أذنيه وفمه وتجمع حوله العديد من الفضوليين وأعوان الحرس ثم تم نقله الى مستشفى الرابطة لاسعافه الا أنه فارق الحياة.
وأضاف في شهادته أمام حاكم التحقيق العسكري أن اثنين من الشهود أعلماه بتعمد عون الحرس التابع لمركز الحرس (...) الوطني 18 جانفي إطلاق النار على إبنه وتسبب في إزهاق روحه بالرغم من أنه لم يشارك في أي تظاهرة إحتجاجية كما أكد له تاجر لبيع الغلال يوجد محله قبالة مكان الواقعة بأنه رأى عون الحرس المذكور يطلق النار ساعة الواقعة كما أفاده عون حماية مدنية أيضا بأن المتهم المذكور هو من تعمد إزهاق روح إبنه.
وأشار إلى أن زوجته أفادته بأن ابنهما الشهيد أعلمها قبل تاريخ الواقعة بثلاثة أيام بأنه يرغب في الانتقال بالسكنى الى مكان آخر بعد أن سئم من تجاوزات المتهم نحوه والإهانات المتكررة التي وجهها له وكثرة ابتزازه له ماديا وتهديداته المتواصلة بحجز وثائق سيارتي الاجرة «التاكسي» اللتين يملكهما ويعمل عليهما لتوفير مورد الرزق للعائلة.
وأكد أنه استمع يوم 12 جانفي 2011 وقبل حصول وقائع قضية الحال للمتهم ينادي على أحد الأجوار القاطنين قرب مركز الحرس 18 جانفي 2011 لا يعرف هويته طالبا منه تمكينه من الصعود الى سطح منزله أو أحد الاسطح الملاصقة له للتمركز فوقها حتى يتمكن من قنص أبناء الحي فلم يعر أهمية لما سمعه غير أنه تأكد من أن المتهم نفذ ما عقد عليه العزم بإطلاقه رصاصة على إبنه أصابه بها في قلبه وأزهق روحه وتمسك بتتبعه عدليا من أجل ذلك.


شاهدا عيان في قضية مقتل مجدي منصري بالتضامن
هكذا استجدى الشهيد قاتله قبل إطلاق النار عليه.. وعون حرس يلوم زميله

أجريت مكافحة بين أم السعد الغربي ومحمد منصري والدي الشهيد مجدي منصري من جهة واثنين من الشهود من جهة ثانية وعون الحرس المتهم من جهة ثالثة تمسك خلالها والدا الشهيد بتصريحاتهما الأولى مؤكدين أن مكافحيهما الشاهدين أخبراهما بأن مكافحهما المتهم عون الحرس (...) هو الذي أطلق النار على إبنهما ساعة الواقعة بواسطة المسدس الذي كان بحوزته مضيفين أنه بلغ لعلمهما من بعض الاجوار بوجود خلافات وأغراض سابقة بين ابنهما ومكافحهما المتهم بسبب تعمده ابتزازه ماليا في عدة مناسبات.

الشهيد يستجدي قاتله

كذلك تمسك الشاهد الأول بتصريحاته المسجلة عليه مؤكدا أنه شاهد مكافحه المتهم عون الحرس ساعة الواقعة بصدد تصويب مسدس كان بحوزته نحوه ونحو الشهيد مجدي منصري باعتبارهما كانا قادمين معا بالنهج 106 وكان مكافحه متوقفا قبالتهما بذلك النهج وكان برفقته ثلاثة أعوان حرس آخرين يجهل هوياتهم ولا يتذكر ملامحهم ولاحظ أنه توقف لبعض الوقت فيما واصل الهالك سيره واستمع له وهو يقول حرفيا «يا ناصر يا ناصر أنا مجدي باش نروح» وفجأة استمع الى صدى طلقة نارية ورأى الشهيد يسقط على وجهه أرضا وأكد أن عون الحرس المشبوه فيه هو الذي اطلق النار على الشهيد باعتباره كان وقتها ممسكا بمسدسه في وضع التصويب تجاهه وتجاه الشهيد.

حوار بين عوني حرس

كما تمسك الشاهد الثاني بتصريحاته السابقة مؤكدا أنه كان في حدود الساعة السابعة والربع من مساء يوم الواقعة 12 جانفي 2011 بمحل سكناه عندما إستمع عبر نافذة المطبخ التي كانت مفتوحة لأحد عوني حرس لا يعرفهما من قبل يتوجه بالقول لمكافحه عون الحرس المتهم أسفل تلك النافذة حرفيا «يا ناصر ياخي علاش تضرب فيه آش عملك.. بره امشي أفصع للمركز» وقد استمع لمكافحه المتهم يرد على ذلك العون بعبارة غير أخلاقية وقد فهم من فحوى ذلك الكلام أنه يدور حول اصابة الشهيد مجدي منصري.

تمسك بالإنكار

إلى ذلك تمسك عون الحرس بانكار ما نسب اليه ملاحظا أن ما جاء على لسان مكافحيه لا أساس له من الصحة إذ كان ساعة حصول وقائع قضية الحال بشرفة منزل رئيس مركز حرس 18 جانفي المتواجد فوق بناية المركز بصدد حراسة وتأمين المقر من جهته الخلفية التي لا تفتح على مكان الواقعة وقد تواجد بذلك المكان على الساعة الثالثة مساء من يوم 12 جانفي 2011 ولم ينزل منه الا على الساعة الواحدة فجرا من اليوم الموالي وبالتالي لم يتواجد بالنهج عدد 106 حوالي الساعة السابعة مساء ولم يطلق النار على الشهيد مجدي منصري بالمرة مضيفا أنه يستغرب من تصريحات مكافحيه التي جاء فيها بأنه تجمعه أغراض سابقة بالشهيد إذ أن ذلك غير صحيح باعتباره يعرف الشهيد معرفة سطحية بحكم أنه من أجوار المركز دون أن تجمعه به أية أغراض سابقة سواء بسبب المال أو غير ذلك من الأسباب كما يستغرب أيضا مما جاء على لسان بقية مكافحيه أثناء هذه المكافحة في خصوصه خاصة انه لا تجمعه بأي أحد منهم أي خلافات أو أغراض سابقة.

عملية العرض

وبإجراء عملية عرض عون الحرس المتهم على أحد الشهود بعد حشره ضمن مجموعة من الشبان في مثل أوصافه لم يتعرف على أي أحد منهم ملاحظا أنه لا يوجد بينهم الشخص الذي اتصل به يوم الواقعة واستفسر عن حالة المصاب الذي أصيب بالطلق الناري يوم الواقعة.

عون الحرس المتهم بالقتل
هذه حقيقة ما جرى مساء يوم 12 جانفي بالتضامن.. ولا علم لي ب«الجريمة»

وجه حاكم التحقيق العسكري بالمحكمة العسكرية الدائمة بتونس في ختم الأبحاث تهمة القتل العمد مع سابقية القصد للعريف أول بالحرس الوطني (...) في انتظار ما ستقرره دائرة الاتهام، وكان المتهم أنكر لدى استنطاقه ما نسب اليه في قضية مقتل الشهيد مجدي منصري مؤكدا أنه لم يطلق النار عليه يوم الواقعة ولم يتسبب في إزهاق روحه بأي طريقة كانت سواء كان ذلك عن قصد أو عن غير قصد ذاكرا أنه بتاريخ 12 جانفي 2011 وبتعليمات من رئيسه الملازم خالد العايدي رئيس مركز حرس18 جانفي صعد الى شرفة منزل هذا الاخير الكائن بالطابق العلوي للمركز بمعية زملائه أعوان الحرس وليد الغريبي ومحمد القابسي وهشام الكريمي ومهدي الجلاصي وكمال الجباري العاملين معه بالمركز وفتحي العريان التابع لفرقة الابحاث بالتضامن بداية من الساعة الثالثة بعد الزوال وأسند لهم رئيس المركز مهمة حراسة الجهة الخلفية لمقر مركز 18 جانفي لحمايته من أي هجوم من قبل المتظاهرين أو محدثي الشغب وقد باشروا تلك المهمة بالشرفة المذكورة الى غاية الساعة الواحدة من فجر يوم 13 جانفي 2011 دون أن يبارحوا مكانهم بالمرة أو ينزل أي أحد منهم خلال تلك الفترة.
وأضاف أنه كان متسلحا بمسدسه الاداري نوع "كلوك" الذي يستعمله منذ سنة 2003 مع ذخيرته المتمثلة في خمس خراطيش كما كان متسلحا ببندقية «شطاير» مع عشرين خرطوشة تابعة لها، ولكن بنزوله من شرفة منزل رئيس المركز على الساعة الواحدة فجرا من يوم 13 جانفي 2011 على إثر إنتهاء واجبه أعلمه رئيس المركز الملازم أول خالد العايدي بأمر إصابة الشهيد مجدي منصري بطلق ناري بالنهج عدد 106 البعيد عن مقر المركز دون أن يعلمه بهوية مطلق النار عليه ولاحظ أن العديد من أعوان طلائع الحرس والطريق العمومي وأعوان الفرقة العدلية للحرس وأعوان الحرس للتدخل المركزي وأعوان الحرس للمدرعات تواجدوا بعد ظهر يوم 12 جانفي 2011 بجهة حي التضامن وبالقرب من مقر مركز 18 جانفي للحرس في إطار التصدي للمظاهرات وأعمال الشغب بالمكان وأكد أنه يعرف الشهيد مجدي منصري باعتباره يقطن بجوار مركز الحرس المذكور غير أن معرفته به سطحية ولا توجد بينهما أية خلافات أو أغراض سابقة وكذلك الشأن بالنسبة لأفراد عائلته.
وبمعارضته بتصريحات والدي الشهيد من وجود أغراض سابقة بينه وبين إبنهما وتعمده ابتزازه ماليا في عدة مناسبات نفى ذلك وأكد أن تلك التصريحات لا أساس لها من الصحة ولا تمت للواقع بصلة ولم يسع لابتزاز الشهيد في أية مناسبة كانت إذ لاشيء يدفعه للقيام بذلك. وبمعارضته بتصريحات الشهود في خصوصه أكد أنه كان طيلة الفترة الممتدة بين الساعة الثالثة ظهرا من يوم 12 جانفي 2011 والساعة الواحدة من فجر يوم 13 جانفي 2011 بشرفة منزل رئيس مركز 18 جانفي للحرس المطلة على جهته الخلفية والبعيدة عن مكان الواقعة ولم ينزل من تلك الشرفة خلال تلك الفترة وأكد أنه لا يعرف اثنين من الشهود من قبل في حين يعرف الشاهد الثالث معرفة سطحية ولا تجمعه بأي أحد من الشهود أية خلافات أو أغراض سابقة كما أكد أنه لا يعرف مصدر الرصاصة المحجوزة المستخرجة من جثة الشهيد والمعروضة عليه ولم يشاهدها من قبل وأفاد أنه ومن خلال مظهرها الخارجي تشير الى أنها من عيار 9 مم وتابعة لمسدس.
وبمعارضته بنتيجة الاختبار الفني المجرى على تلك الرصاصة من قبل الإدارة الفرعية للمخابر الجنائية والعلمية والذي تضمن أنها تابعة لخرطوشة عيار 9 مم يمكن اطلاقها من بعض المسدسات من بينها المسدس «كلوك» أكد أنه لم يطلق النار بالمرة من مسدسه نوع «كلوك» وبالامكان اجراء اختبار فني على مسدسه للتأكد من مدى صدقه فيما صرح به وبعرض المسدس الاداري نوع كلوك المحجوز عليه تعرف عليه وأكد انه المسدس التابع له والذي كان يستعمله بمركز 18 جانفي للحرس الوطني.

شاهد عيان يروي تفاصيل أحداث المنيهلة
أعوان ملثمون أطلقوا علينا وابلا من «الكرتوش» الحي

أفاد أحد شهود العيان في قضية مقتل الشهيد ثابت العياري بالمنيهلة أنه نظم في حدود الساعة الثانية والنصف من بعد زوال يوم 13 جانفي 2011 مع العديد من ابناء الحي من بينهم صديقه الشهيد ثابت العياري مسيرة سلمية توجهت نحو منطقة الحرس الوطني بالمنيهلة الكائنة بطريق الشنوة وعند الوصول الى مقر المنطقة المذكورة توقف الجميع وشرعوا في ترديد الشعارات وعلى حين غفلة شرع أعوان تلك المنطقة الذين كانوا يرتدون أقنعة على وجوههم لم يتمكن من معرفتهم في رميهم بالقنابل المسيلة للدموع مما أدى الى حدوث عدة حالات اختناق كان من بينها الشهيد وعندما حاول إسعافه فوجئ بإطلاق رصاص كثيف من الأعوان فأصيب الشهيد بطلقة نارية في عينه فارق إثرها الحياة.
وأضاف أنه شاهد قبل ذلك حلول ثلاث سيارات أمنية تحمل مجموعة من الأعوان لم يسبق له مشاهدتهم يبدو أنها تعزيزات أمنية لأعوان لا يعملون بالمنطقة وأخذوا وضعية القتال وشرعوا في إطلاق النار على المتظاهرين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.