تمكنت المصالح الأمنية بقرقنة من ولاية صفاقس من القبض على متهمين بصدد النبش والحفر والتخريب لمواقع أثرية في أنحاء مختلفة من الجزر، كما ضبطت الوحدات الأمنية في ذات السياق ببيت أحد رجال الأعمال أصيلي الجزيرة مجموعات كبيرة من القطع الأثرية المنتمية لمختلف الحقبات والحضارات المتداولة على قرقنة. وسجلت هذه المستجدات على خلفية ما أثاره المقال الذي انفردت "الصباح" بنشره حول نهب وتخريب المواقع الأثرية بقرقنة من ردود فعل في الأوساط القضائية والجامعية والأهلية بصفاقس والعاصمة وقرقنة التي تؤكد الدراسات التاريخية والبحوث الأركيولوجية أنها خزان تراثي يعكس مختلف الحضارات المتعاقبة على البلاد التونسية رغم غياب خارطة دقيقة في الغرض باستثناء تلك التي ضبطها الأب لويس إبان الحقبة الاستعمارية رغم تخصص بعض أبناء قرقنة في التراث والآثار كتابة واحترافا وبحثا. وكشفت المعطيات المتوفرة أن أعضاء من لجنة حماية الأثار بقرقنة رصدوا مؤخرا تحركات مشبوهة لبعض الأشخاص الغرباء عن الجزيرة فشددوا الرقابة بواسطة متطوعين من هذه اللجنة المشكلة بالتعاون بين تنسيقية المعطلين عن العمل بقرقنة وقدماء المؤسسة العسكرية بالجزيرة ليتمكنوا من ضبط 6 أنفار وهم بصدد الإضرار بلوحة فسيفسائية ضخمة تعود إلى العصر الروماني بمنطقة النخلة التي تضم مواقع عديدة طالب الأهالي بحمايتها العسكرية والأمنية في مراسلات إلى جهات جهوية ومركزية، وفي حين فر أربعة من أفراد العصابة أوقع أعضاء اللجنة باثنين منهم وهما فيما كشفت التحريات أستاذ أصيل إحدى الولايات المجاورة لصفاقس أما الثاني فهو بحار أصيل الجزيرة.
آثار ببيت رجل أعمال
إلى ذلك وعلى إثر حادث منزلي عرضي تمثل في انفجار قنينة غاز ببيت حارس فيلا رجل أعمال أصيل الجزيرة قرب المنطقة السياحية المتاخمة للمنطقة الأثرية ببرج الحصار تنقل أعوان الأمن على عين المكان للمعاينة قصد تحديد أسبابه وآثاره فجلب انتباههم وجود كميات هامة من القطع الأثرية المعتمدة كقطع تزويقية وتجميلية لأرجاء مختلفة من المحل المذكور فأعلموا وكالة الجمهورية التي سبق أن فتحت تحقيقا في الغرض وبمعاينتها تبين أن العدد الأكبر منها يعود إلى الحقبة الإسلامية وبعضها ينتمي للعهد الروماني.