عبر الموسيقي محمد القرفي عن استيائه الشديد لما تعرض له يوم أول أمس الإثنين داخل أسوار المعهد العالي للموسيقى بسوسة بعد أن أقدمت مجموعة من أساتذة وطلبة المعهد على رفع شعار «ديقاج» في وجهه وحاولوا طرده من مكتبه هناك. محمد القرفي الذي يشغل خطة مدير لهذا المعهد منذ بداية شهر أوت الماضي علل تكليفه بإدارة المعهد الذي يدرس به منذ أكثر من عشر سنوات بأنه يملك أعلى رتبة من بين الأساتذة العاملين بهذه المؤسسة التعليمية باعتباره أستاذا محاضرا حسب ما أفاد بذلك واعتبر أن تعيينه في هذه الخطة لم يكن من باب المحاباة أو التكريم وإنما رتبته وكفاءته العلمية أهلاه لهذا المنصب، وما شجعه أكثر على قبول هذه المهمة رغم يقينه بصعوبة المرحلة غيرته على الوضع المتردي للموسيقى حيث يقول في ذات الإطار:»حز في قلبي ما عليه مستوى الموسيقى من تدهور وانحطاط فأردت أن أساهم في تغيير واقعها نحو الأفضل لأني على يقين أن الإطار الكفء قادر على بلورة ووضع سياسة تعليم صحيحة وعدم تفويت هذه الفرصة لا سيما أني على أبواب سن التقاعد ولكن يبدو أن بعض الأطراف لم يسمحوا لي بتحقيق هذا الهدف». من جهة أخرى عبر محمد القرفي عن تمسكه بحقه كموسيقي غيور على واقع هذا القطاع في المساهمة في إصلاح المنظومة التربوية من خلال موقعه كمدير للمعهد العالي للموسيقى بسوسة خاصة أن أبرز الكفاءات خيرت مغادرة الوطن بعد تلقي تكوين في دول أوروبية وفضلت بعد ذلك الإقامة هناك مما ترك فراغا في الساحة وهو يعتبر نفسه ثوريا منذ ولادته والدليل أنه كرس حياته وكفاءته خلال مسيرته على امتداد أكثر من ثلاثة عقود ملتزما بخط موسيقي وفكري تجسد في العروض الموسيقية الكبرى والمسرحيات الغنائية التي أنجزها. واعتبر محدثنا هذه الحادثة عبارة عن وصمة عار في الوسطين الموسيقي والتربوي نظرا لأن الأطراف التي تحركها لم تكن لها دوافع ايديولوجية كما هو الشأن في بعض المؤسسات التربوية والجامعية وإنما يقف وراءها من أسماهم ببعض أساتذة المعهد ليس لهم من مبرر لإثارة هذه الإشكالية في هذا التوقيت بالذات سوى أن المنهجين العملي والإداري المرسومين للمعهد يتنافيان مع المصالح الشخصية والضيقة لجلهم حسب تأكيده ويضيف قائلا:» أعتقد أنه من المؤسف أيضا هو أن المتضرر الأكبر على الصعيد المعرفي خاصة من الاضرابات والأحداث التي يشهدها المعهد هو الطالب لأننا نطمح إلى إدراك مستوى أفضل على نحو يمكن أن يرتقي بالقطاع الموسيقي والفني». كما أشار محمد القرفي إلى ان مبادرته بطلب تكوين لجنة مراقبة من وزارة التعليم العالي لمتابعة التجاوزات الحاصلة في صلب المعهد خلال السنوات الأخيرة كانت بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس ليتطور الاختلاف في الرأي بينه وبين بعض الأساتذة بالمعهد إلى حد تأليب بعض الطلبة ضده. وعبر مدير المعهد العالي للموسيقى بسوسة عن تمسكه بمطلبه ومساعيه لتطوير المنظومة التعليمية على نحو يرتقي بواقع ومستوى القطاع الموسيقي داخل تلك المؤسسة التعليمية من خلال إصلاح المنظومة التعليمية والإدارية داخلها ليكون لخريجيه شأنا في الوسط الفني عامة. لكن يبدو أن المسألة قابلة لتأخذ بعدا إجرائيا على نحو يكون الإنتصار فيه لمبدإ تطوير القطاع بعيدا عن الأغراض والضغائن الشخصية. وتجدر الإشارة إلى أننا اتصلنا عبر الهاتف برئيس جامعة سوسة لمعرفة وجهة نظر الجامعة فيما حدث بالمعهد العالي للموسيقى الذي يعود إليها بالنظر فلم نعثر على إجابة لأن رئيس الجامعة السيد فيصل المنصوري رفض الإدلاء برأيه واكتفى بالقول أنه علينا الإتصال بالمعني بالأمر مباشرة.