المناظرات الوطنية وتقييمات نتائجها هي في هذه الفترة أحاديث المجازين وقد تحدث ل "الصباح" عدد منهم في محاولة لإيصال وجهات نظرهم في شكل رسالة مضمونة الوصول وعاجلة إلى قادة السياسة وأصحاب القرار والحال أن البلاد في مرحلة تأسيس، تأسيس لعله يأخذ بعين الاعتبار وضعية وشواغل هؤلاء المعطلين الذين خيروا إيصال أفكارهم وهواجسهم المثقلة بآلام السنين الطوال من البطالة بطريقة سلمية بمنطق الحوار وبعيدا عن كل أشكال الاحتجاجات العنيفة. يقول حسن جابلي( 30 سنة أستاذية في الرياضيات منذ 2005) :"لقد مللنا من كلمة "الحكومة الانتقالية " التي تبرأت من الغوص في الحلول الجذرية لانتشالنا من كابوس البطالة وفيما يخص المناظرات العمومية فإنها لم تكن نزيهة بالمرة وشخصيا لدي عديد المآخذ من ذلك عدم التنسيق في النتائج بين وزارات الانتداب، إذ من غير المعقول أن ينجح المترشح في أكثر من مناظرة ولا يتم سد الشغورات الحاصلة جراء ذلك فالمقاييس كانت ومازالت غير مقنعة بالمرة". أما حنيف يوسفي( 28 سنة الأستاذية في الإعلامية منذ 2008 ) فقال: يجب أن تعتمد المناظرات كمقاييس للانتداب على شرطين إثنين فقط هما سنة التخرج والسن وفي خصوص منح النيابات لمستحقيها من المفروض مراعاة أسبقية تقديم المطالب للمؤسسات التربوية والإدارة حيث نلاحظ محاباة ومعاملات شخصية في إسناد هذه النيابات.. كما أدعو إلى عدم تدخل النقابة في عملية تنظيم المناظرات ودفاعها عن فئة المعطلين، ذلك أن شأن البطالة يهم فحسب وزارات الانتداب والمعطلين فقط. وفي ذات السياق قالت سناء جدي ( 33 سنة الأستاذية في العربية منذ 2003 ):"بالله عليكم كيف تطالعنا وزارة التربية بمقاييس جديدة للانتداب بالوظيفة العمومية لا تراعي خصوصيات الجهات المهمشة والحال أن مقياس التربصات الذي تم اعتماده لا يتماشى مع الولايات التي تفتقر للمؤسسات الاقتصادية والإدارات مختلفة الاختصاصات التي تتوفر بالولايات المحظوظة على عكس ولاية مثل سيدي بوزيد التي تكاد فرص التربص فيها تنحصر بالمؤسسات التربوية فحسب وهو ما يحتم على المتخرج انتظار دوره في التربص من سنة أو سنتين وأكثر بينما الأمر متاح بيسر في ولايات أخرى أكثر حظا، لذا من الضروري مراعاة الوضع الاقتصادي للولاية ومن العدل الأخذ بمقياسي السن وأقدمية التخرج لا غير. وقال عدنان بن محمد ( 32 سنة الأستاذية في الإنقليزية منذ 2006 ):"في البداية أشير إلى ان زوجتي هي الأخرى عاطلة عن العمل منذ 2008 وهو ما يجعل وضعيتي الأسرية صعبة للغاية في ظل هذا التهاون عن أخذ مسألة تشغيل المجازين مأخذ الجد". وأضاف:"في خصوص موضوع المناظرات أرى أن اعتماد النيابات والتربصات مقياسا غير منصف وفي المقابل أعتقد أن الأخذ بعين الاعتبار سنة التخرج والسن من أنجع المقاييس و الأكثر شفافية مع ضرورة تثبيت منحة " أمل" لكل المعطلين وبالتالي نطالب الحكومة القادمة بسن قرار إسناد هذه المنحة وضرورة تواصلها حتى نجد شغلا قارا و الإلتزام بتشغيل المتمتعين بهذه المنحة خلال مدة وجيزة لا تتجاوز العام مثلا". هذه هي انطباعات حملة الشهائد الجامعية والأساتذة ( مع تأجيل التنفيذ ) ممن اتخذوا من " الفايسبوك " والمواقع الاجتماعية والمقاهي منابر للتحاور و"تفريغ قلوبهم " من هم واحد وموحد ألا وهو التشغيل الذي كثر الحديث عنه على ألسنة السياسيين والأحزاب وأصحاب الحقائب الوزارية لكن كما يقول المثل الشعبي " كل فول لاهي في نوارو "، فكيف إذن سيكون تعاطي قادة البلاد ومؤسسي مرحلتها الجديدة مع معضلة البطالة ؟