يتواصل معرض « في ثنايا البلور» بدار الثقافة ابن خلدون إلى غاية 7ديسمبر الجاري وكان قد انطلق منذ يوم 25 نوفمبر المنقضي.معرض لحظوة بولعابة الباحثة في علوم وتقنيات الفنون اختصاص فنون تشكيلية. يضم المعرض أكثر من عشرين عملا اعتمدت فن الزجاج المحروق بالأفران... ثم تلوينها بألوان خاصة وإدخالها ثانية إلى الأفران التي تبلغ حرارتها فوق الألف درجة ، لتمر بمراحل أخرى بين دخولها وخروجها من الفرن. وأشارت صاحبة المعرض خلال لقائنا بها إلى صعوبة التعامل مع البلور وتحويله الى لوحات فنية رائعة، إذ أن عملية الإبداع في هذا المجال -بالنسبة إليها- تتوقف عند الرسومات التي تعكس بين طياتها أحلى الصور وأبهى المعاني وكيفية توظيفها واكتساحها مساحات البلور..وهي عملية يعسر التحكم فيها نظرا لأن البلور مادة مرنة شفافة، تتطلب دقة كبيرة عند الرسم..في بلور لا معنى له دون تلك الرسومات..إضافة إلى أن اللوحات البلورية أثناء حرقها في الأفران قد لا تعطينا النتيجة المرجوة إن لم نحافظ على درجة حرارة معينة لان الألوان يصعب التعامل معها وحصرها في مساحات معينة خاصة من ناحية التدرج اللوني..كل هذه المراحل تتم وفق تقنية التشكيل الحراري La technique du Thermoformage. جدران الفضاء تلعب كذلك دورا كبيرا في تجسيد الفكرة وتوظيف الألوان، بما ان كل الأعمال تعتمد الشفافية لتساهم في عملية الحوار بين الكتلة والحركة المتمثلة في المزج بين البلور كمادة صلبة والالوان المختلفة بمعية لون الجدار. هكذا تبقى الموهبة العمود الفقري لكل مسألة إبداعية..و لامجال للحديث عن إبداع دونما توفر دلائل تشد عيون وفكر المتلقي..حقيقة ترجمتها المبدعة الشابة حظوة بولعابة إذ لا هم لها إلا تحويل جماد من البلور الى لوحات فنية راقية، لما يخامرها من تجليات مختلفة ومتنوعة الأبعاد والأهداف..