طمأن حمادي الجبالي أمين عام حركة النهضة والمرشح لرئاسة الحكومة وكالات الأسفار الفرنسية ومن خلفهما السائح الفرنسي بأن النهضة الفائزة في الإنتخابات ستدعم السياحة وتضع هذا القطاع ضمن أولوياتها. وبين في كلمته التي ألقاها عشية أول أمس أمام حوالي 650 ممثل وكالة أسفار وعدد من الصحفيين الفرنسيين في افتتاح الملتقى الدوري لمجمع "آ.س" للأسفار والرحلات الذي تحتضنه المنستيرمن 1 إلى 4 ديسمبر الجاري... أن حزب النهضة أكد في برنامجه الإنتخابي على أهمية السياحة في الإقتصاد الوطني ورسم هدف بلوغ 10 ملايين سائح خلال الفترة المقبلة كما أكد الحزب على دعم شراكته مع الأسواق السياحية الأوربية وفي مقدمتها فرنسا.
دعم القطاع بكل الوسائل
وفي رده على وصف المسؤول الأول لمجمع "آس" للأسفار والرحلات للنهضة "بحزب ديني" وما أثاره ذلك من مخاوف لدى السياح الفرنسيين بعد فوزها بأغلبية المقاعد في المجلس التأسيسي،أشار حمادي الجبالي في كلمته إلى أن النهضة ليست حزبا دينا بل هي حزب مدني سياسي. وفي تصريح له مع وسائل الإعلام الوطنية على هامش الملتقى أكد الجبالي،أن النهضة وشركاؤها في الحكم "لن يعيروا إهتماما للإدعاءات التي تروج حول معارضة النهضة للقطاع السياحي..وسنعمل على طمأنة أهل المهنة بل أكثر من ذلك سندعم القطاع بكل الوسائل الممكنة.."
ردود أفعال ومخاوف
وكردود أفعال على ما جاء في كلمة حمادي الجبالي بين جون بيار ماس (رئيس مجمع آس) أنه "تفاجأ بالتصريح بأن حزب النهضة ليس حزبا دينيا مؤكدا في السياق ذاته أن اعطاء الأولوية للسياحة في الحكومة المقبلة يعد رسالة مطمئنة إلى حد ما سيما وأن وصول حزب ذي توجه إسلامي إلى الحكم طرح مخاوف لدى السائح الفرنسي وإنعكس ذلك على الحجوزات باتجاه الوجهة السياحية التونسية". من جهتهم ضمّن الصحفيون الفرنسيون المختصون في الشأن السياحي أسئلتهم التي توجهوا بها إلى مهدي حواص وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال،جملة من الملاحظات التي أكدت مخاوف لديهم ولدى السائح الفرنسي. ورغم سعى وزير السياحة إلى التقليص من المخاوف بالإشارة إلى أن"تطابق برنامج النهضة في المجال السياحي بحوالي 80 بالمائة مع خارطة الطريق المقترحة من الحكومة المؤقتة، يعد في حد ذاته رسالة إيجابية مطمئنة، وأنه حتى في صورة وجود إزدواجية في الخطاب فالتونسيون فطنون وهذه ضمانة ثانية".
مؤشرات
وتجدر الإشارة إلى أن السوق الفرنسية تعد السوق رقم واحد للسياحة التونسية في أوروبا (بحوالي مليون ونصف سائح) لكن تراجعت نتائجها خلال السنة الجارية بحوالي 40 بالمائة وذلك إلى حدود نوفمبر الفارط، ويؤكد القائمون على السوق الفرنسية أن الرؤية مازالت غير واضحة بشأن توقعات وحجوزات السنة المقبلة.