في ظل صعود الاسلاميين الى السلطة في ما سمي بدول الربيع العربي وبعد احداث السفارة الاسرائيلية في القاهرة وطرد السفير الاسرائيلي واخيرا اطلاق صورايخ فلسطينية على بلدة اسرائيلية، بدأ الإسرائيليون يتحدثون عن خطر استراتيجي على مستقبلها، وهم يشيرون إلى مستقبل تكون فيه إسرائيل محاطة بحزام من الدول التي تحكمها حركات أصولية إسلامية تتكون من حكام سوريا بعد الأسد، وحزب الله في الجنوب اللبناني وصعود الاخوان والحزب السلفي الى الحكم في مصر وتحرك اخوان الأردن الذين بدؤوا بالمطالبة بالاصلاحات، وحماس في قطاع غزة بالاضافة الى الخطر الايراني. لقد دفعت كل هذه العوامل القادة الاسرائيليين الى التعبير عن تخوفهم الشديد من التغير الحاصل في المنطقة وهو ما جعلهم يتحدثون عن ضرورة الاستعداد لاي حرب قادمة ان لزم الامر. استعدادات كشفت وثائق نشرها موقع ويكيليكس أنّ إسرائيل تجهز نفسها بشكل كامل لحرب محتملة. وأشارت الوثائق إلى تقارير عسكرية إسرائيلية تتحدث عن امتلاك حزب الله ل20000 صاروخ، بعضها يستطيع أن يصل اليوم إلى تل أبيب، بالإضافة إلى أن قدراته أصبحت تمكنه من أن يطلق 100 صاروخ في اليوم على تل أبيب وأنّ بإمكانه الاستمرار في الحرب لمدة أطول بشهرين من حرب صيف 2006. كما تحدثت تقارير عسكرية إسرائيلية على أنّ تل أبيب جاهزة لحرب جديدة ضد حزب الله، إذ أشارت مصادر صحفية أنّ إسرائيل في حالة تأهب قصوى على حدودها الشمالية مع سوريا. وتشير تقارير عسكرية عبرية إلى أنّ تل أبيب باتت مهددة من جبهات مختلفة، خاصة أنّ نصر الله كثيرا ما صرّح بأنّ حزب الله جاهز لخوض أية معركة ضد إسرائيل، إلى جانب التوتر الأمني في سوريا. تطوير قدرات تحدثت صحيفة يديعوت احرنوت الاسرائيلية عن كشف تقرير بريطانى لعمل إسرائيل على تطوير قدراتها فى المجال النووى، من خلال تطوير عدد من الصواريخ العابرة للقارات، بالإضافة إلى شراء المزيد من الغواصات القادرة على حمل صواريخ ذات رؤوس نووية. والجدير بالذكر أن إسرائيل تمتلك ثلاث غواصات من نوع «دلفين»، بالإضافة إلى غواصتين أخريين فى طور الإعداد، وأنها تجري فى الفترة الأخيرة مشاورات مع الحكومة الألمانية لشراء غواصة سادسة. وقالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، إن حزب «اسرائيل بيتنا» برئاسة وزير الخارجية افيغدار ليبرمان قد طالب منذ اسابيع المجلس الوزاري الإسرائيلي بالمصادقة على قرار بإسقاط حكم حركة حماس فى قطاع غزة عبر عملية عسكرية ضخمة مشابهة لعملية «الرصاص المصبوب» التى شنها الجيش الإسرائيلى على القطاع عام 2008. وقال ليبرمان، «يتوجب على الحكومة أن تكف عن سياسة الرد المتحفظ، وأن تعمل بقوة ضد تجدد إطلاق الصواريخ من قطاع غزة فالله يساعد من يريد أن يساعد نفسه ونحن ملزمون بإسقاط حكومة حماس فى غزة». مناورات كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن تل أبيب تستعد لإجراء مناورة «سيناريو الرعب» لأول مرة يوم 18 من شهر جانفي المقبل تحاكي وقوع انفجار «راديولوجي» فى مدينة حيفا، من أجل اختبار مدى استعداد الجيش الإسرائيلى لمواجهة هجوم من هذا النوع. وتعتبر الأسلحة الراديولوجية «الإشعاعية» سلاحا مصمما لنشر مادة نشيطة إشعاعيا مشعة، بقصد قتل أكبر عدد من الأفراد وتتسبب فى تمزيق أو تفجير مدينة أو دولة بأكملها. وقالت صحيفة «هآرتس» إن الجيش وعدد من الوزارات والسلطات والجهاز الصحي سيشاركون فى المناورة التي ستعد الأضخم فى تاريخ إسرائيل، حيث أطلق عليها اسم «الغيوم السوداء». وفي هذا الصدد فان المناورات قد ارتفعت وتيرتها في الفترة الاخيرة لعل من بينها تلك التي اجرتها الكتيبة 13 التابعة للواء قولاني على جبل «الكرمل» شمال إسرائيل، تحسباً لوقوع حرب محتملة مع حزب الله. ونقلت صحيفة هآرتس أن مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون الأمنية والسياسية أندرو شبيور قوله إن 5000 جندي إسرائيلي وأمريكي سيشاركون في مناورة عسكرية هي الاضخم في تاريخ البلدين تهدف إلى محاكاة عمليات الدفاع ضد الصواريخ البالستية. وخوفا من خطف جنودها على الحدود فقد ذكرت «هآرتس» ان الجيش الإسرائيلى عزز من انتشار قواته على الحدود مع مصر، بزيادة وصلت 20% فى قوات المشاة الميدانية، عما كان سابقا وهو ما سيجعل الجيش يضطر لاستدعاء 10% من وحدات الاحتياط. ان التهديد المتواصل للمسؤوبين الاسرائليين بضرب المنشآت النووية الايرانية، وفي ظل الوضع الامني غير المستقر في مصر وبدرجة اقل في سوريا ثم لبنان، ونظرا لهذه المعلومات التي تداولتها الصحف العبرية فان حربا وشيكة قد تكون على الابواب بين اسرائيل وحلف متكون من حزب الله وحماس ومصريين متطوعين مع امكانية دخول بعض الجماعات الاسلامية على الخط وهو ما سيجعل الشرق الاوسط على صفيح ساخن وذلك رغم الاصوات المنادية من داخل اسرائيل بضرورة انتهاج التمشي السياسي لحل المشكل دون اللجوء الى قوة السلاح.