تونس الصباح: ... لان أوجه وآليات الاحاطة بالطفولة الاولى ما دون الثلاث سنوات تتنوع وتتعدد منها المنظم والمقنن ومنها العشوائي ومنها المتطلع الى ركوب قاطرة النظام والقانون.. فان الرغبة في ايفاء هذه الفئة العمرية الهشة ما تستحقه من حماية وسلامة وتنشئة على قواعد سليمة وبرامج مدروسة ودقيقة في اهدافها جعلت من مؤسسة الحضانة مصدر تركيز واهتمام متزايد صلب ادارة الطفولة بعد ان كانت لسنوات عديدة الحلقة الاضعف على مستوى العناية والمتابعة والمبادرات او السياسات الهادفة لتحسين خدمات التنشئة الاولى وتطويرها.. وفي هذا السياق تعددت في الفترات الاخيرة المبادرات الرامية الى تقنين هذه الانشطة من مختلف زواياها وجوانبها وتحركت في هذا الاتجاه «ماكينة» الاجراءات والتنظم للقطاع عبر السعي الى تنقيته من الدخلاء على مستوى المحاضن المنظمة والتصدي للتجاوزات والاخلالات وتطوير مناهج الاحاطة النفسية بالرضيع لتتوج في الفترة الاخيرة بتحرك جديد سيشرع في اعتماده تدرجيا بداية من يوم 11 جانفي العيد الوطني للطفولة ويتعلق بارساء منظومة الجودة الشاملة على مستوى تكوين اطارات الطفولة العاملة بهذه المحاضن وتغيير بعض العقليات الراسخة حول مفهوم الحضانة المختزل حاليا في بعض السلوكيات اليومية الروتينية والتي تشمل تأمين خدمات رعاية اولية تقف عند حد اطعام الرضيع وارضاعه ونومه وتغيير حفاظاته دون ايلاء اهتمام بارز لبقية المسائل ذات الصلة بمتابعة نموه الحسي والنفسي وكذلك الحركي وهو ما دفع الى التركيز على العنصر العامل بالمحاضن لتطوير مهاراته وكفاءاته البيداغوجية واحكام توظيفها عند التعامل مع الرضع وستكون البداية في مستوى هذه المنظومة او المقاربة الجديدة في تفعيل دور محاضن الاطفال وتثمينه مع عدد محدود من المحاضن منتشر بمختلف الولايات على ان تعمم كليا على كامل الشبكة والتي تعد حاليا نحو 157 محضنة دون احتساب تلك التي تنشط بصفة عشوائية وسيتم التركيز اساسا الى جانب عنصر التكوين الشامل على تحسين نوعية الخدمات داخل هذه الفضاءات والمواكبة اللصيقة لعالم الطفل والاستئناس بالبيداغوجيات الحديثة في مجال حضانة وتربية الطفل في سن ما دون الثلاث سنوات. كما سيستهدف هذا البرنامج الاولياء عبر ترسيخ وعيهم بمتطلبات هذه الفترة الحساسة من عمر الطفل وما تستوجبه من إلمام ودراية بأساليب التربية الرشيدة في مختلف مراحل نمو الرضيع.. ولانجاح هذا البرنامج الذي يحظى بمساندة اليونسيف سيتم تشريك مكونات المجتمع المدني خاصة الجمعيات والمنظمات لمعاضدة هذا الجهد وتيسير تعميمه على كامل شبكة المحاضن وهكذا فان النظرة التجارية التي قد تسيطر على بعض اصحاب المحاضن ستتغير مستقبلا ليصبح البحث عن جانب المردودية المالية تقابله حزمة من الخدمات المقيدة للطفل والمساعدة على نموه ونضجه الحسي.