تباين واضح لردود الأفعال إزاء خطاب منصف المرزوقي الذي القاه اول امس أمام أعضاء المجلس الوطني التأسيسي وعدد من الضيوف الذين حضروا حفل أداء اليمين. وفي هذا السياق أكدت عدة اطراف سياسية عن املها في تجاوز الاشكاليات السياسية القادمة والعمل جنبا إلى جنب من اجل ضمان التحول الديمقراطي في تونس وانقاذ ما يمكن انقاذه اقتصاديا واجتماعيا من خلال الوقوف إلى جانب المرزوقي كرئيس للدولة. وعبرت اطراف اخرى عن "شكها" في امكانيات النجاح معتبرة أن النجاح يتطلب صلاحيات واسعة يتمكن من خلالها الرئيس تحديد اهدافه وهو ما لا يتوفر في وضعية المنصف المرزوقي الذي تنازل عن جزء من صلاحياته الرئاسية لرئيس الحكومة. واعتبر الأمين العام لحزب العمال الشيوعي التونسي حمة الهمامي أن "الخطاب فيه محاولات لترضية كل الأطراف". وقال الهمامي اعتقد أن التحدي بالنسبة للرئيس الجديد مرتبط بصلاحياته المحدودة ان لم نقل الشكلية. وعبر أمين عام حزب العمال الشيوعي التونسي عن حيرته ازاء المهام الموكولة لرئيس الجمهورية وسبل تحقيق ما وعد به في خطابه. وتساءل الهمامي "كيف يمكن للرئيس أن يتحرك وينجز ما وعد به في الوقت الذي يجمع فيه رئيس الحكومة كل الصلاحيات التنفيذية تقريبا لصالحه وهي صلاحيات متغولة؟". وعبر المتحدث عن أمله في "أن يتجاوز رئيس الرابطة السابق حدود صلاحياته كلما تعلق الامر بانتهاك لحرية او لحقوق الانسان.
تزكية
وتساءل الناطق الرسمي باسم اعتصام باردو1 شاكر العواضي كيف يمكن تجسيد الخطاب على ارض الواقع من قبل مسؤول مفرغ الصلاحيات ولا يغرنا الكلام المعسول البعيد عن الواقع الحقيقي لمشاكل التونسيين من فقر وبطالة وتهميش. وأضاف العواضي أن ما حدث أول أمس من تزكية "الترويكا" للمرزوقي يعيد إلى الأذهان سنوات الظلم والقهر التي كانت تغلف وقد كان موقفنا واضحا من تغول السلطات في يد شخص واحد وتهافت سياسيين على سلطات غير متوازنة.
التفاعل الإيجابي
وصف الامين العام لحزب تيار الغد خليفة بن سالم خطاب امس بخطاب "الدولة" معتبرا أن كلمة المرزوقي جاءت مطمئنة على صعيد ما قدمه من وعود بشان تصفية الارث اللاديمقراطي للدولة وهو في نفس الوقت مطمئنا في مستوى تاكيد نضالات الحركة الوطنية والمؤسسين الأول للدولة. وبين بن سالم أن الخطاب جاء وفيا لقناعاته على مستوى الحقوق والحريات ودفاعه عن فكرة الدولة المدنية الديمقراطية وأضاف المتحدث قائلا "لا احد يستطيع أن يزايد عن المرزوقي سواء في نضالاته او قناعاته الحقوقية لذلك فاني اعتبر أن جملة الرسائل المقدمة انما هي رسائل مطمئنة وذات إشارات ايجابية". ودعا بن سالم "المعارضة" إلى التفاعل الايجابي حتى لا تنحرف الرسالة أو قد تكون في أيد ضد الخيارات الديمقراطية نفسها.