في هدوء تام ودون صخب إعلامي تحول رئيس الجمهورية الدكتور محمد المنصف المرزوقي صباح أمس إلى بنزرت في زيارة فاجأت الجميع بمن فيهم المكرّم بالزيارة "عم علي بن سالم" رئيس فرع الرابطة للدفاع عن حقوق الإنسان ببنزرت الذي صرح ل"الصباح" بأنه لم يعلم بالزيارة الا صباح أمس، ولم يصدق محادثته بالهاتف من رئاسة الجمهورية تعلمه فيها بهذه الزيارة، إذ قال لها :" يعيش بنتي برا إلعب" لكنها في مكالمة ثانية تضمنت هذه المرة كلمة "سر" بينه وبين رئيس الجمهورية من تاريخ النضال المشترك ضد الإستبداد ليتأكد من صحة الخبر. وعن هذه الزيارة التي امتدت حوالي الساعة يقول عم علي أن رئيس الجمهورية قدم إلى مدينة بنزرت وأهالي بنزرت، في زيارة عفوية لها أكثر من معنى وأكثر من رمز لجرحى الثورة ومتضرريها وعائلات الشهداء.. وأضاف "عم علي" أنها كذلك زيارة الصديق لصديقه، فهذه الدار كان يأتيها وكان يختبئ بها، ومع استفحال القمع عند ما تحدى بن علي وترشح لرئاسة الجمهورية، أردنا تهريبه ولكن قبض عليه وسجن 4 أشهر، وقد خشينا عليه من الإغتيال فألزمناه مغادرة البلاد. وقد تم خلال هذه الزيارة تجاذب أطراف الحديث في مواضيع شتى لمس خلالها إهتمام رئيس الجمهورية الشديد بموضوع البطالة لأنها تحتاج إلى وقت وليس الحل بين عشية وضحاها. وأكد عم علي أن المرزوقي يوحد جميع الأطراف وأنه يجب الوقوف إلى جانبه حتى يضع البلاد على السكة. من جهته أفادنا عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية لحقوق الانسان أحمد القلعي بأنها زيارة تاريخية فهي الأولى لرئيس الجمهورية وكانت إلى بنزرت لأنه شهم، ورفيع الأخلاق، وهي من شيم الرجل إذ لم ينس رفاق الدرب في النضال زمن الإستبداد. وفي الحقيقة فقد حملت هذه الزيارة رسالتين: أولاً:إلتزام الرجل بإستكمال إستحقاقات الثورة وإكمال العدالة الإنتقالية وتكريم الشهداء وجبر الضرر وذلك من خلال زيارة عائلة الشهيد أحمد الورغي. ثانياً: تأكيد إلتزامه بإرساء الحقوق ببلدنا بزيارته "لعم علي بن سالم" ومن خلاله كل مناضلي الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان. منصور غرسلي
من هو الشهيد أحمد الورغي؟
للتذكير نشير إلى أن السيدة فاطمة الورغي والدة الشهيد أحمد الورغي كانت قد حضرت إجتماع حزب المؤتمر من أجل الجمهورية ببنزرت خلال الحملة الإنتخابية في شهر سبتمبر الماضي والذي أشرف عليه الدكتور المنصف المرزوقي وبسطت قضية ابنها الشهيد وتتمثل في دعوتها إلى أن يمثل القناص قاتل ابنها أمام القضاء، والذي لم يتم إلى حد الآن. وأكدت أنها رفضت مبلغ التعويض المالي وذكرت ان المحكمة العسكرية اخطرتها بإصدارها بطاقة جلب ولكن الأمن لم يأت به، وأضافت إن أحد ضباط الأمن قال لها : «جد عليك يبعثوا لنا بطاقات جلب باش نجيب زملاءنا» وتحدثت عن الظروف المؤلمة لمقتل ابنها من قبل القناص الذي قيدت يداه إلى الأمام بدل الخلف وهو ما مكنه من سحب مسدسه وإطلاق النار على صديق ابنها والذي اخترقت الرصاصة كتفه لتصيب ابنها في الرأس إصابة قاتلة، ولم تتمكن من مواصلة الحديث حيث كادت تسقط من المنبر ليغمى عليها بعد ذلك، وهو ما دعا الدكتور المنصف المرزوقي إلى تقديم نصائحه الطبية للعناية بها، قبل أن يؤكد حرص حزبه على محاكمة القتلة القناصين حتى يندمل الجرح الذي لا يجب أن يبقى مفتوحا فيتقيح، وأضاف أن أول شيء سنقوم به هو محاسبة الجناة ومن إرتكب جرائم في حق الناس وذلك من باب الوفاء لدماء الشهداء.