خلافات صلب «التكتل» حول بعض مرشحيه لمناصب وزارية.. والناطق الرسمي للحزب يوضح علمت «الصباح» أنه تم تأجيل اللقاء الذي كان مرتقبا مساء أمس، بين رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي، ورئيس الحكومة حمادي الجبالي، لتقديم تشكيلة الحكومة المرتقبة الى صباح اليوم.. فما الذي حدث فجأة حتى يتأخر ميلاد حكومة الجبالي، والحال أنه أعلن أول أمس أن التركيبة النهائية للحكومة ستقدم الى رئيس الجمهورية عشية أمس، ثم تعرض على المجلس التأسيسي للمصادقة عليها لاحقا؟ يبدو حسب مصادر مطلعة أن هذا التأجيل سببه جولة جديدة من مشاورات إضافية وأخيرة حول التشكيلة النهائية للحكومة بين الائتلاف الثلاثي المتكون من حركة النهضة، وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات. كما روّج في ساعة متأخرة من مساء أمس أن اختلافا صلب «التكتل» يهم مرشحا منه لوزارة مهمة، أبدى رغبته في الانسحاب من تحمل هذه المسؤولية.. وباتصالنا بمحمد بنور الناطق الرسمي باسم «التكتل» أكد أن حوارا داخليا، حول التركيبة النهائية للحكومة انطلق مساء أمس بين اعضاء المكتب السياسي للحزب، وخاصة حول الحقائب المسندة لبعض ممثليه، موضحا أن «الكتلة الوزارية للتكتل» لم ينسحب منها أي مرشح، وغاية ما في الأمر أن وزيرا «تكتليا» مرشحا لوزارة حساسة أراد توضيحات حول مهامه وصلاحياته، ومدى قدرته على الاشراف عن المؤسسات التابعة لوزارته، وخاصة في ما يخص التعيينات، وهذا يدل، والكلام لمحمد بنور، على أن الوزراء المرشحين من قبل «التكتل» لا يلهثون وراء الحقائب الوزارية، بل يريدون معرفة الظروف التي سيعملون فيها، ومدى علاقتهم بالمؤسسات التي سيشرفون عليها، ولا بد أن يكون لهم رأي في هذا الأمر.. وقال الناطق الرسمي باسم «التكتل»: «ان اجتماعا متواصلا الآن (ليلة أمس) بين أعضاء المكتب السياسي للحزب، وسيتم في القريب العاجل، وفي أقصى تقدير خلال الساعات الأولى من صباح الغد (اليوم) تقديم القائمة النهائية لوزراء «التكتل» الى رئيس الحكومة حمادي الجبالي». وعلمنا من مصادرنا الخاصة أن جوهر الخلاف يعود الى أن السيد خيام التركي مرشح حزب «التكتل» والذي عرضت عليه وزارة المالية أعلن احترازات عن قبول المنصب، طالبا قبل الموافقة توضيح حقيقة مسؤولياته.. اضافة الى عدم الاتفاق صلب «التكتل» على ترشيح أحد أعضاء الحزب لمنصب كاتب الدولة، على اعتبار أن تكوينه بعيد جدا عن اختصاص الوزارة التي كان سينضم اليها، ويبدو أن هذا الخلاف له علاقة مباشرة بالأزمة التي تمر بها جامعة التكتل بأريانة والتي سجلت صلبها عديد الاستقالات في أواخر الأسبوع الماضي. ولكن يبدو أيضا أن «تعطيل» تشكل القائمة النهائية للحكومة لا يقف وراءها حزب «التكتل» بمفرده، بل إن خلافا آخر له هو أيضا دور في ذلك، ويتمثل في أن كتابتين للدولة كان قد وقع الاتفاق مبدئيا على اسنادهما الى مرشح من حزب «التكتل» وآخر من حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» إلا أن حزب «النهضة» قد يكون تراجع في شأنهما في آخر لحظة، محاولا اسنادهما الى شخصيتين مستقلتين. من جهة أخرى يبدو أن «التكتل» يرغب في التخلي عن ترشيح لبنى الجريبي لاحدى كتابات الدولة وتعويضها برئيس قائمة جندوبة للحزب سعيد المشيشي النائب الحالي لرئيس كتلة «التكتل» في «التأسيسي» الذي قد يكون تم ترشيحه لمنصب كاتب دولة للداخلية.