كانت دار الثقافة بالمكناسي من ولاية سيدي بوزيد وبالتعاون مع جمعية صوت المواطن التونسي بالمكناسي قد نظمت يوم السبت الفارط 17 ديسمبر على غرار مختلف مناطق الولاية تظاهرات احتفالا بمرور عام على اندلاع الشرارة الأولى للثورة التونسية. وكانت قد نظمت بالخصوص حفلا فنيا قدمته(دون أن يكتب له النجاح والمرور بسلام ) فرقة أولاد المناجم. لقد عاشت دار الثقافة في ذاك اليوم مفاجأة غير متوقعة صاغت أطوارها مجموعة من الملتحين التي هبت دون سابق إنذار واعتدت على عناصر الفرقة الموسيقية وإطارات الدار والجمهور الذي حضر بكثافة لمتابعة الحفل الذي سبقته محاضرة مرت في ظروف طيبة. كانت الجماعة قد رددت شعارات « كفار.. الفن حرام..» واستعملت في هذا الهجوم الذي أرعب الحضور العصي والأسلحة البيضاء والهراوات. وفي ظرف دقيقتين تحول الاستعداد لبداية الحفل إلى مشهد مخيف بالتدمير والترويع وأعمال التخريب التي تعرضت لها المؤسسة الثقافية التي قررت تعليق نشاطها وتحركت نقابتا العمل الثقافي والمكتبات العمومية لتصدر بيانا تضمن استنكار مثل هذه الاعتداءات. وعلمنا أن فرقة أولاد المناجم تكبدت خسارة قدرت بأكثر من 10 ألاف دينار.. هذا بالإضافة إلى تعرض طفلة صغيرة قدمت مع أبويها لمتابعة الحفل إلى كسر وتعرض عدد من الجمهور إلى اعتداءات بدنية. في الأثناء فتح تحقيق قضائي ليظل الأطفال الذين يتوافدون يوميا على فضاء دار الثقافة لمتابعة النشاط المتزامن مع عطلة الشتاء في حالة تسلل وهم الذين كانوا يأملون في عطلة حافلة بالأنشطة الثقافية والترفيهية إلا أن مجموعة متعصبة شاءت أن تفسد أجواء الهدوء والطمأنينة عند هذه النفوس البريئة..