يحمل فضاء التياترو مشروعا ثقافيا يهدف إلى إبراز سمات العمل الجدية ويبحث عن التميز والحرفية ذلك أننا نجد فنونا مختلفة مثل المسرح والرقص والموسيقى والسينما والعروض واللقاءات الفنية المتعددة من فنون تشكيلية وغيرها. كما أنه غالبا ما يحرص في هذا الفضاء على عرض لوحات فنية بالتوازي مع نشاط فكري آخر قصد إثراء أية تظاهرة لتحصل الإفادة والإضافة من خلال أفكار تعتبر جوهر الأعمال الفنية يتم تحقيقها عن طريق تفجير الطاقات الكامنة كما يفعل التشكيليون مثلا. وفضاء التياترو يشهد هده الأيام معرضا تشكيليا تحت عنوان الآخرون- معرضا يتواصل إلى غاية 16جانفي الجاري بعد أن انطلق يوم 3 من نفس الشهر.وهو يضم العديد من اللوحات كبيرة الحجم، مختلفة التقنيات والمواضيع وهي لثلاثة رسامين من مشارب مختلفة، مما أضفى على الرواق بعدا جماليا متميزا. الرسامون هم في الثلاثينات من العمر. أما الأول فهو خالد عبد الرباح أصيل مدينة باجة وينشط بحمام سوسة. والثاني فهو أصيل مدينة الفحص ويعرف باسم Aa.Mim وينشط في شط مريم في حين أن الرسام الثالث إبراهيم مطوس غالبا ما يعرض أعماله في تطاوين وهرقلة. عنوان الآخرون لا ندري إن كان يقصد بهم المواضيع المرسومة أم الرسامون أنفسهم، ناهيك أن اللوحات تمثل أشياء هامشية.. من فرط بساطتها توحي لك بمفاهيم فلسفية مستوحاة من حياتنا اليومية البسيطة. كما أن الفنانين الثلاثة يلتقون في بساطة طرح المواضيع مع توظيف مفهوم الانزواء والتقوقع حول الذات من خلال ملامح مجردة تفتقر لأي تعبير. أما التقنيات المستعملة فقد اختلفت من رسم على القماش وحرق على الخشب الرقائقي واستعمال الألوان المائية والأقلام الجافة. كل ذلك ساهم في تنوع وإثراء المعرض. فإذا كان العقل الانساني يمتلك الرغبة الفنيّة فانه يستطيع أن يوصل فكرته إلى الآخرين بأي أسلوب يجده مناسبا.