وسط إجراءات أمنية مشددة وحضور جماهيري كبير ألقى رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية بمناسبة الزيارة التي أداها مساء أمس إلى مدينة سيدي بوزيد كلمة مطولة أشاد فيها بالدور البطولي لثورة الحرية والكرامة في إسقاط آلهة الطغيان والاستبداد... وهي التي أعلنت ميلاد فجر جديد لا ظلم فيه ولا تهميش يؤسس لبناء دولة المواطنة الحقيقية التي تحترم فيها كافة الحقوق والحريات العامة والفردية وتؤدى فيها أيضا الواجبات على ركائز العدالة والمساواة" ودعا جميع الأطراف والعزائم الصادقة للانخراط الإيجابي والمساهمة الفعالة في إنجاح المسار الانتقالي لتونس الجديدة خاصة بعد توفق التحالفات الحزبية في تعزيز أواصل الشراكة في ادارة دواليب الدولة. وحذّر المناضل السياسي لحركة حماس الشعب التونسي من المؤامرات الخارجية التي تحاك ضده لمعاقبته على اختياره الصائب كما عوقبت فلسطين على خلفية إزاحته للفكرة المضللة والمغلوطة "بأنّ العرب مجموعة من الهمج والرعاع لا يستحقون الحرية والديمقراطية" كما أنّ الثورة التونسية رسخت اعتقادا جديدا وعلّمت الشعوب الأخرى دروسا بليغة في الحضارة والرقي والتمدن بصناعتهم لثورة غير مسبوقة في التاريخ كانت منطلقا لربيع عربي تفتحت أزهاره في أرض عطشى تحمل في طياتها العديد من الأسرار والمفاجئات. وأكد إسماعيل هنية على أنّه "لا تراجع عن القضية ولا تنازل عن شبر واحد من أرض فلسطين التي لن يعترف شعبها بإسرائيل مهما كان الثمن وسيمضي في طريق المقاومة والجهاد وهو خياره الإستراتيجي الوحيد لتحرير فلسطين واستعادة القدس الشريف بعد فشل المفاوضات المشروطة على مدار عقدين من الزمن والتي شجعت حسب قوله بعض الدول العربية على فتح قنصليات وملاحق ومكاتب اقتصادية على خلفية هذا التفاوض الذي وصفه "بالخيانة العظمى وبأنّه مخز ولعين".