:رسائل تحذير ل "الترويكا".. أم "تلغيم" مضمر لوضع مهمش - لا تكاد تخمد حركة احتجاجية حتى تندلع ثانية في مكان مختلف لكن بعنوان وهوية واحدة هي المطالب الاجتماعية والاقتصادية التي أرّقت متضرريها وأقضت مضاجع مسؤولي الدولة. الذين تتجه «نواياهم» الى تطويق هذه المشاكل وايجاد الحلول العاجلة والناجعة لوضعيات اجتماعية تتردّى يوما بعد يوم لكن الوضع العام والوعود الوردية التي أطلقتها بعض الأحزاب -واليوم تحاسب عليها «مجتمعيا «- كلها عوامل تضافرت «لتعطيل» التواصل الايجابي والفعّال بين مواطن ينتظر تجسيد الوعود ومسؤول لم يكن متطلّعا عندما أطلق وعوده أن تركة «ثقيلة» قد تعيق تنفيذ الحلول «السحرية». الاحتقان الذي «يخيّم» على المناطق الداخلية وخاصّة مثلث الاحتجاجات «التقليدي» قفصة، سيدي بوزيدوالقصرين كالنار التي تسري تحت الهشيم وتهدّد بأن تأتي على الأخضر واليابس.. ولئن حاول بعض وزراء الحكومة الاقتراب من شواغل ومشاغل المواطن والذهاب إلى المناطق المحتقنة متسلحين بنواياهم الحسنة و»بوعود» برامج الحكومة التي أسالت الحبر وكثر حولها اللغط.. غير أن الأهالي الذين طال انتظارهم لوعود لم تنفّذ منذ عقود كانت ردود فعلهم غاضبة ورافضة لزيارات -اعتبروها- جوفاء ولا تخرج عن سياق التلميع «الرسمي» لمؤسسات الدولة باعتبارها لا تقدّم حلولا قابلة للتجسيم بل هي كالعادة وعود قد تقبل التطبيق على أرض الواقع...
القصرين .. من الثورة إلى «العصيان» بعيدا عن المزايدات السياسية والمهاترات الخطابية لا يمكن إنكار المنعطف الحقيقي لثورتنا والذي قاد في النهاية لنجاحها ودحر نظام الاستبداد، ألا وهي أحداث تالةوالقصرين والتي عرّت «الوجه الإجرامي» لنظام بن علي وأجهزته القمعية.. وقد شهدت القصرين نهاية الأسبوع المنقضي توافدا غير مسبوق للكثير من الشخصيات السياسية الوطنية ومنهم الرؤساء الثلاثة، الذي وحسب الأخبار التي تناقلتها مصادر إعلامية مختلفة لم يحظوا بالقبول والترحاب المرجو لأسباب تبدو وجيهة لخّصها الأهالي في مللهم الواضح من أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية المريرة بالاضافة الى البطالة التي ارتفعت معدلاتها خلافا للانتظارات التي عوّلت على الثورة لتحقيق عدالة اجتماعية والقضاء على التمايز الجهوي الذي خلق على مدى عقود مناطق مهمّشة بالكامل.. يوم الأحد 8 جانفي تقبّل أهالي الجرحى وشهداء الثورة في القصرين زيارة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بنوع من الامتعاض وعدم الرضا بحيث رفعت الشعارات المعبّرة عن تذمّرهم من بقاء الأوضاع على حالها كاستحقاق التشغيل في مشهد ذكّرنا بأحداث ما قبل 14 جانفي وهو ما اضطرّ المرزوقي وحمادي الجبالي لإلقاء كلمتين موجزتين في مناخ من الاستياء الذي عبّر عنه الأهالي الذين كانوا ينتظرون انجازات حقيقية من طرف الحكومة لمطالبهم التي استشهد من أجلها أبناؤهم.. ويعزو بعض أبناء الجهة تصعيدهم وتواصل احتجاجاتهم الى كون الأحزاب التي تمثّل الترويكا اليوم رفعت أثناء حملتها الانتخابية كمّا من الوعود قد تعهّت بتحقيقها للجهة لكن اليوم تطلب منّا الصبر والتجلّد في مواجهة أزمة اجتماعية تشدّد الخناق حولنا يوما بعد يوم.. وهو ما يدفعنا الى التشبّث بمطالبنا.. ويبقى ملف محاسبة قتلة شهداء تالةوالقصرين من الملفات التي تمثّل عائقا بين الحكومة الحالية وبين أبناء الجهة لأنهم يرون أن المسألة الى اليوم لم تحسم وأن التعويضات لا تكفي لتحقيق مصالحة وطنية حقيقية..
وزير النقل في منزل بوزيان :لماذا أشهر شعار «ديقاج» في وجهه..؟ مازال اعتصام «المرابطون» على السكة الحديدية في منزل بوزيان بدون حلول ترضي كل الأطراف بعد أن عمدت مجموعة من شباب الجهة الى نصب خيامهم على السكة الحديدية معطلين بذلك القطارات المحملة بالفسفاط من المرور، كما احتجزوا شاحنتين لنقل الفسفاط منذ أيام تعبيرا عن استيائهم لعدم الاستجابة لمطالبهم.. ولعلّ ذلك ما عسّر زيارة عبد الكريم الهاروني وزير النقل في الحكومة المؤقتة والذي دعا المعتصمين الى فكّ اعتصامهم خدمة للصالح العام وحتى لا تعطّل العجلة الاقتصادية وتتردّى الأوضاع الى مزيد من التأزّم.. «خطيرا» يسمح بتفشّي مناخ من عدم الثقة بين المناطق والسلطة المركزية التي من المفروض أن تدرس بتمعّن وسائل الاتصال والتواصل مع الجماهير حتى تضمن مزيدا من المصداقية والثقة المتبادلة..
في ڤفصة :زيارة وزارية.. تنتهي بالموت «حرقا» قضى عمار غرس الله من معتمدية القصر نحبه بمستشفى الحروق البليغة ببن عروس بداية الاسبوع المنقضي بعد اضرامه للنار في جسده بعد اعتصام دام عدة أسابيع أمام مقر الولاية احتجاجا على بطالته خاصة وأنه رب عائلة وله ثلاثة أبناء.. وحسب ما ذكرته مصادر مختلفة منها شهود العيان الذين تواجدوا أثناء الواقعة على عين مكان الحادث أن عمار طلب مقابلة الوزراء الذين كانوا يوم الحادثة في زيارة رسمية لقفصة وهم وزير التشغيل ووزير الصناعة ووزير الشؤون الاجتماعية، إلا أنه لم يتسن له ذلك فأحرق نفسه. ولئن «عجز» الوزراء المذكورون عن فتح قنوات الاتصال والتواصل الايجابي مع الأهالي فان ما نعتقده أنه يجب على الحكومة أن تدرس تحرّكاتها وخطواتها في هذه المناطق المحتقنة حتى لا يصل الأمر الى طريق مسدود أو قطيعة سياسية مع السلطة المركزية وهو ما قد يساهم في ارساء مناخ من اللااستقرار وعدم الثقة.
بعد قرار وزير الفلاحة :الدولة تسترجع أملاكها المنهوبة.. أثلج قرار وزير الفلاحة الصادر منذ أسبوع والقاضي باسترجاع الضيعات الفلاحية الفوارة 1 بمنطقة الباطرية من معتمدية الزريبة، صدر كل من عايش عملية النهب التي استولى عن طريقها ابناء العسكر القديم وعلى راسهم الجنرال علي السرياطي والدكتور محمد قديش على الضيعات المذكورة وهما من مستشاري الرئيس المخلوع.. و قد صادقت والية زغوان آنذاك على مقترحات اللجنة الوطنية لهيكلة الاراضي الدولية في نطاق مشمولاتها وقد تم اسناد ضيعة الفوارة 1 الى ابناء عائلة الجنرال علي السرياطي ومساحتها أربعمائة وثلاثة هكتارات وستون آرا والكائنة بمنطقة جرادو معتمدية الزريبة من ولاية زغوان وذلك قصد التغول والاستحواذ عليها حسب شروط بديهية واردة بعقد التسويغ. وقد حددت مدة التسويغ المشبوهة بخمسة وعشرين (25) سنة تبتدئ من يوم 30 أوت 2008 وتنتهي في 29/8/2033 غير قابلة للتمديد إلا بكتب. واعتبر قرار وزير الفلاحة خطوة ايجابية لتخليص الأراضي الدولية خاصّة من الفساد الذي لحقها باعتبار وأنها كادت تخضع لنفوذ العائلة الحاكمة بالكامل.. وتشير مصادرنا أن وزير الداخلية الأسبق رفيق بالحاج قاسم هو بدوره يضع يده على أرض دولية حصل عليها بالمحاباة ويستفيد منها اليوم ابنه.. ونحن نتمنى من وزير الفلاحة أن يفتح ملف الأراضي الدولية بشكل نهائي ويردّ الحقوق لأصحابها وللدولة التي نهبت.. علما وأن «الأسبوعي» طرحت في عدد سابق ملف ضيعات الفوارة والفساد الاداري والمالي الذي تفشّى في عهد الوالية السابقة.