تتوالى نجاحات الحاكم السابق لولاية ماساشوستش "ميت رومني" في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في ولايات عدّة، إذ يبدو أنّ الحملة التي يعتمدها أحد أكثر المرشحين الجمهوريين بريقا إلى حدّ اليوم ناجعة، مكنته من أن يقطع مع عثراته السياسية السابقة في كلّ مرة فكر فيها أن يخوض السبا ق العسير نحو البيت الأبيض. يقول المثل الصيني «إذا وقعت سبع مرات فعليك أن تقف في المرة الثامنة»، والجمهوري المعتدل كما يصفه المحللون السياسيون في الولاياتالمتحدة لم يقع إلا مرتين اثنتين. مرة عندما فشل أمام تيد كينيدي عام 1994 كمرشح لمجلس الشيوخ، ومرة في عام 2008 عندما اختار الجمهوريون جون ماكيين بدلا عنه. أما اليوم فيعود رومني بقوة لانه يمتلك العناصر الأساسية لوصفة النجاح السياسي، أهمها الثروة التي جمعها بترؤسه صندوق الاستثمار «باين كابيتال» لسنوات عدة. إذ يعدّ أغنى 2000 مرة من الأمريكي العادي. وبثروته التي تقدر ب250 مليون دولار، يعتبر رومني أحد أغنى المرشحين للرئاسة في تاريخ الولاياتالمتحدة. عائق وحيد وبالرغم من توفر مواصفات عدة في المرشح الجمهوري الواعد، فإنّ عائقا واحدا يبدو الأكثر تهديدا لمستقبل الرجل السياسي. فمن المستبعد أن يقنع المسيحيين الإنجيليين الذين يشكلون شريحة كبيرة من الناخبين المحافظين. و«المورمون» الذين ينتمي إليهم رومني يتبعون تعاليم جوزيف سميث الذي زعم أنّ الكنيسة المورمونية هي «الكنيسة الوحيدة الحقيقية على الأرض»، معتبرا أنّ كل تعاليم الكنائس الأخرى باطلة. وهذا تحديدا ما يثير انتقادات المحافظين. الأوفر حظا رومني صاحب ال65 عاما والحاصل على شهادة ماجستير في إدارة الأعمال وإجازة في القانون من جامعة هارفرد، يعد المرشح الأوفر حظا للفوز ببطاقة العبور للحزب الجمهوري نحو الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستتم في غضون العام الحالي. وهو متفائل بالتقدم الذي حققه إلى حد اليوم، غير آبه بالانتقادات التي توجه إلى مسيرته السياسية والإصلاحات التي يقترحها، خاصة تلك التي تعلقت بإقراره نظام ضمان صحي في «ماساشوستس» يشبه تماما الإصلاح الذي وضعه باراك أوباما عام 2009 على الصعيد الوطني. وتبقى أكثر الإشارات الحمراء حضورا في طريق رومني نحو البيت الأبيض تتجسد في انتمائه إلى الكنسية «المورمونية». وهذا تحديدا ما يثير جدلا كبيرا حوله، فقد طالبه الصحفي والكاتب الأمريكي الراحل «كريستوفر هيتشنس» بتوضيح الأسباب الحقيقة التي دفعته إلى الانضمام إلى جماعة «من أكثر الجماعات المرتدة في الولاياتالمتحدة». فهل ينجح رومني في تخطي هذه العقبة ليصبح أكثر المنافسين تهديدا لبقاء أوباما في المكتب البيضاوي؟