تونس (وات)- تابع المولعون بالموسيقى التقليدية مساء الجمعة بمركز الموسيقى العربية والمتوسطية "قصر النجمة الزهراء" بسيدي بوسعيد أولى سهرات الدورة السادسة لتظاهرة "موسيقات" التي ينظمها المركز بالتعاون مع شركة "سكوب" وتتواصل إلى غاية يوم 8 أكتوبر الجاري . سهرة الافتتاح كانت فرصة للجمهور الحاضر للتعرف على منشدي العيسوية بسيدي بوسعيد من خلال عرض "المانقا" وهي لفظة مرادفة لما يعرف محليا ب" الدكانة" أو السدة المعدة للجلوس والاسترخاء ، وهذه اللفظة يطلقها المنشدون على جلسات الإنشاد الصوفي التي يعقدونها بصفة منتظمة. جلسة "المانقا" تعالت فيها أصوات المرددين لمدح خصال الرسول الكريم ورفعة أخلاق الأولياء الصالحين ورحلت بالحاضرين إلى عوالم الروحانيات. أذكار ومدائح أنشدتها المجموعة دون آلات موسيقية وإنما اقتصرت فيها على التصفيق بالأيدي وفقا لدورة ذات خمس نقرات وهذه الطريقة في الإنشاد هي جزء من حضرة العيسوية بتونس يعرف بلفظة "المجرد" تخصصت فيه عيسوية سيدي بوسعيد التي عملت على حفظ هذا التراث الصوفي وتناقله كلمة ولحنا. والطريقة العيسوية فرقة صوفية أسسها سيدي محمد بن عيسى ( توفي سنة 1526) أصيل مدينة مكناس بالمغرب الأقصى اشتهرت هذه الطريقة بسردها للامداح وباستخدامها للموسيقى والرقص كسبيل للتنوير الروحاني وبلوغ حالات من الانفعال النفسي التي يختفي معها الإحساس بالألم. بهذا العرض الصوفي انطلقت تظاهرة "موسيقات" التي اختار منظموها ان تكون دورتها السادسة لهذه السنة دورة الانفتاح على جمهور أوسع واستقطاب أكثر عدد ممكن من أحباء الموسيقات التقليدية العالمية وذلك عبر برمجة جانب من عروضها بفضاء الاكروبوليوم بقرطاج والمسرح البلدي بتونس العاصمة بالإضافة إلى قصر النجمة الزهراء بسيدي بوسعيد.