البريد التونسي يُطلق محفظة e-Dinar الرقمية مجانًا لكل المواطنين    الليلة: أمطار رعدية ورياح قوية بهذه المناطق..    عاجل/ بشرى للتونسيين بخصوص "زيت الزيتون": وزارة الفلاحة تتخذ هذا الاجراء لتعديل السوق..    عاجل/ هذه الدولة الافريقية تُلغي التأشيرة عن جميع مواطني القارّة    كأس السوبر: اقامة مباراة فاصلة بين الملعب التونسي والاتحاد المنستيري يوم 27 جويلية بملعب الطيب المهيري بصفاقس    ثلاثي يمثل التايكواندو التونسي في الالعاب الجامعية العالمية بألمانيا    عاجل/ انهاء مهام هذا المسؤول..    لافروف: نريد أن نفهم ماذا وراء كلام ترامب عن مهلة ال 50 يوما    النادي الصفاقسي: برنامج المواجهات الودية المقبلة    هل سيستمر البنك المركزي الأوروبي في خفض أسعار الفائدة؟    رد بالك! خطوات بسيطة تحميك من سرقة حسابك    دراسة: حملات التطعيم الطارئة تُقلل وفيات الأمراض بنسبة 60%    المهاجم فراس شواط ينضم الى النادي الافريقي    تنبيه: انقطاع في توزيع مياه الشرب بهذه المعتمدية..#خبر_عاجل    الدفاع عن المستهلك: تخفيضات وامتيازات لفائدة السائح الأجنبي مقارنة بالتونسي    عاجل/ الاحتلال يشن غارات على لبنان وهذه حصيلة الشهداء    الهند: عشرات الضحايا وآلاف المتضررين جراء الفيضان    البيانات المالية للفترة المنتهية في 30 جوان 2025    نقابة الصحفيين تدعم ترشيح فرانشيسكا ألبانيزي لنيل جائزة نوبل للسلام..    عاجل/ فاجعة تهز قفصة..وهذه التفاصيل..    ترافيس سكوت يستعد لجولة "سيرك ماكسيموس" العالمية لعام 2025    رحيل أسطورة الماراثون فوجا سينغ عن 114 عامًا    رعاية الأحفاد تحمي كبار السن من الخرف: السرّ اللي ما تعرفوش    كيفاش تنجم تنقص من العرق الزايد في الصيف؟ نصائح سهلة وفعّالة    الحماية المدنية: 143 تدخلا لإطفاء حرائق في ال 24 ساعة الأخيرة    أريانة: إعادة فتح مكتب بريد رياض الأندلس خلال الأيام القليلة القادمة    سيدي حسين: أحكام بالسجن في حق شقيقين تزعما شبكة لترويج الكوكايين    فظيع/ وفاة شاب إثر تعرضه لصعقة كهربائية..    "سيد الحياة والموت".. محاكمة طبيب ألماني قتل مرضاه بشكل مروع تحت ستار الرعاية الطبية    قطعة من المريخ للبيع في مزاد بسعر خيالي... وسوذبيز تكشف التفاصيل    رسميا: ابراهيما كايتا "مكشخ"    شنوا الأسماك اللي التونسي يحبها برشا وشنيا أسعارها في السوق؟    السردين: الحوت الصغير اللي فيه فايدة كبيرة...شنوة منفعتو وقدّاش يلزمك تاكل منّو في الجمعة    هام/ 10 أطعمة تحسن صحة الأمعاء.. أبرزها الثوم والبصل..    سيدي بوزيد: رجّة أرضية تضرب المزونة    وزارة الشؤون الاجتماعية: إلغاء إضراب أعوان الشركة التونسية للكهرباء والغاز    إلغاء إضراب أعوان ''الستاغ''    الفنانة الفرنسية الهايتية نايكا على مسرح الحمامات: سهرة شبابية ممتعة رغم قصر مدة العرض    برنامج الدّورة 66 لمهرجان سوسة الدّولي    النفطي يشارك في حفل استقبال انتظم بمقر إقامة سفيرة فرنسا بتونس، بمناسبة العيد الوطني الفرنسي    ريال مدريد يتعاقد مع الظهير الأيسر كاريراس    عاجل - للتونسيين : تنجم تبعث مشروعك ب0% فوايد! ....تفاصيل مهمة    نهار الثلاثاء: شوية سحب، شوية مطر، وهذه درجات الحرارة    طقس اليوم الثلاثاء    بشرى سارة للتونسيين: بدائل لتسهيلات الدفع للراغبين في الاصطياف بالنزل..#خبر_عاجل    سوريا: حظر تجول في السويداء والجيش يعلن ملاحقة "خارجين عن القانون"    أزمة ديون الجمعيات الرياضية محور جلسة عمل بوزارة الشباب والرياضة    تاريخ الخيانات السياسية (15)نهاية ملوك إفريقية    مهرجان سوسة الدولي:"مقام العشاق"في الإفتتاح" والرشيدية في الإختتام    لحظة مذهلة في مكة: تعامد الشمس على الكعبة وتحديد دقيق للقبلة    من الكاف إلى دبي: توأم التحدي بيسان وبيلسان يسطع نجمهما في تحدي القراءة العربي!    قبل حفلتها في قرطاج : لطيفة العرفاوي توجه رسالة لجمهورها    ب360 مليون؟ أجر نجوى كرم في قرطاج يصدم الفنانين و إدارة المهرجان توضح !    الدورة السادسة لمهرجان الفل والياسمين من 13 الى 16 أوت المقبل بمدينة الحمامات    وزير التربية: قبول الحاصلين على معدل 14 من 20 فما فوق لدخول الإعداديات النموذجية    أعلام من بلادي: عزيزة عثمانة .. أميرة الورع والخير    تاريخ الخيانات السياسية (14): القصر لساكنه..    التوانسة الليلة على موعد مع ''قمر الغزال'': ماتفوّتش الفرصة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رضا بلحاج وشكري بلعيد وجها لوجه

- حاورتهما منية العرفاوي - باتت الساحة السياسية حلبة صراع معلن وخفيّ بين الفرقاء السياسيين بحيث فقد الخطاب السياسي عقلانيته وأصبح يتمعش من قدح وثلب وهتك الخصم ومصادرة رأيه.. وهو ما جعلنا نفتقر إلى المطارحات الفكرية البناءة والتي تسهم في النهوض بالمجتمع ذهنيا وحضاريا..
وتغيب تقريبا على جل المنابر النقاشات غير المتشنجة والصريحة والتي تجيب على الأسئلة «الحارقة» بكل رصانة دون السقوط في إقصاء الآخر الذي قد نختلف معه إيديولوجيا وفكريا لكن يبقى الديدن الأهم هو المصلحة العليا للبلاد.. في هذا الركن سعينا لطرح نفس الأسئلة «ذات العلاقة» بمجريات الأحداث الراهنة على شخصيتين فاعلتين سياسيا من أقصى اليسار الراديكالي ممثلا في الأستاذ شكري بلعيد أمين عام حركة الوطنيين الديمقراطيين، وأقصى اليمين ممثلا في رضا بلحاج الناطق الرسمي باسم حزب التحرير الناشط ميدانيا وممنوع من النشاط قانونيا..
السؤال الأول
«حدّ الحرابة» الذي طالب الصادق شورو بتطبيقه على المعتصمين عشوائيا «نزع» عن حركة النهضة «جبّتها» المدنية وكشف المستبطن من مرجعياتها المتشدّدة ما رأيكم؟
جواب رضا بالحاج:
أخطر ما في الأحكام الإسلامية حسب ما ذهب إليه جمهور الفقهاء هو جهة الاستدلال أي دلالة النصّ بوضوح ومناط الحكم الذي يجب أن يكون واضحا ليحدث التطابق وهنا يبدو الخلط..
فالاعتصام كواقعة ومعالجتها لا تنطبق عليها آية الحراب التي هي من حالات الطوارىء بحيث تستجير الأمة بحماية الحاكم ضد عدوان غاشم وواقع الحال هو تحرّكات احتجاجية لكنها ليست تمرّدا مسلحا وفي هذه الحال حتى الإسلام يفترض التفاوض باستثناء حالة قطع الطريق التي تعتبر فعلا إجراميا.. وأعتقد أن حركة النهضة تشعر أنها مستهدفة من خلال جماعات مندسة تهدف لإثارة القلاقل وهذا صحيح الى حدّ ما.. لذلك تسعى لمخاطبة الرأي العام بالإسلام لكن بصيغة مبنية على الترهيب وتوظيف الدين وهذا خطأ لأن الدين للفهم والتطبيق وليس للتوظيف..
جواب شكري بالعيد:
حدّ الحرابة هو جريمة يعاقب عليها القانون التونسي فتوظيف النص المقدّس توظيفا سيئا يتناقض مع حقوق الناس، فعل إجرامي يعكس ازدواجية الخطاب داخل حركة النهضة ويعكس حقيقة ما يبشرون به تونس من دعوة صريحة للتقتيل وتقطيع الأطراف وهو ما يطرح سؤالا جوهريا - خاصّة وأن القول صادر عن أميرها ورئيسها السابق وعضو المجلس التأسيسي الحالي- هو ما مدى التزام النهضة بمقولة مدنية الدولة التي رفعتها شعارا انتخابيا مؤكدة على أنها حيّنت أدبياتها بما يتماشى وروح العصر وطبيعة المجتمع؟؟
السؤال الثاني
ما رأيكم في معادلة المشهد السياسي الحالي المبنية على نقيضين، حكومة تتهم اليسار الراديكالي بممارسة التحريض ضدّها وتأليب الرأي العام عليها.. ويسار يرمي الحكومة بالعجز عن تسيير دواليب الدولة؟
جواب رضا بالحاج:
بالنسبة للتصريحات السياسية الرسمية لحدّ الآن لم تبلغ درجة من الرشد فمن موقع المسؤولية في الدولة يجب التدقيق في العبارات التي تقال حتى لا نتردّى الى الفتنة..
وهذا الكلام دعوة الى التغريب لأن تجفيف المنابع كان المقصود منه في السابق تجفيف منابع الكتب والأدبيات الإسلامية وهذا يدركه الجميع أمّا أن يقال الكلام هكذا على عواهنه فهو خطير لأن الإسلام هو ملك الأمة جمعاء وقطر ليست حامية حمى الدين ولا الثورات العربية..
بالعكس فهي محل إدانة مثلها مثل السعودية بثرواتها وتعاملاتها المشبوهة من الغرب وهنا لا يجب أن تستثنى دولة من المحاسبة بدعوى الصداقة وللأسف وقع إجهاض القصبة 3 التي كانت من أهم شعاراتها عدم الارتهان للخارج.
جواب شكري بالعيد:
الحكومة ولو أنها لم توجّه لنا اتهاما صريحا ولليسار الراديكالي مطلقا لكن في ذات اللحظة وتحت مفعول ازدواجية الخطاب الذي تعوّدنا عليه لكن تجيّش لنا القواعد لتكيل لنا أفظع شتائم الكون..
وعموما الواقع، وليس نحن من يقول، أنها حكومة عجز وفشل وعناصرها غير أكفاء وليس لهم من خبرة الاّ في السجون وهو ما وقف عليه كل التونسيين كحقيقة لا تقبل الدحض ولعلّ زلات اللسان والأخطاء اليومية والتصريحات ضدّ دول أهم بكثير من قطر تبرهن على الفشل الذريع بين التكالب على كرسي الحكم والرغبة الحقيقية في إنقاذ البلاد ممّا هي فيه ولذلك بات الحوار الوطني أكثر من ضروري الآن لإرساء توافق وطني جديد وتلك هي المعادلة المتأكدة.
السؤال الثالث
رئيس الحكومة شجب في لقاء تلفزي احتجاج الشارع التونسي على زيارة أمير قطر إلى بلادنا واعتبر أن ذلك ذكره بسياسة تجفيف المنابع التي مارسها بن علي ضد النهضة.. ما تعليقكم؟
جواب رضا بالحاج:
بالنسبة للتصريحات السياسية الرسمية لحدّ الآن لم تبلغ درجة من الرشد فمن موقع المسؤولية في الدولة يجب التدقيق في العبارات التي تقال حتى لا نتردّى الى الفتنة..
وهذا الكلام دعوة الى التغريب لأن تجفيف المنابع كان المقصود منه في السابق تجفيف منابع الكتب والأدبيات الإسلامية وهذا يدركه الجميع أمّا أن يقال الكلام هكذا على عواهنه فهو خطير لأن الإسلام هو ملك الأمة جمعاء وقطر ليست حامية حمى الدين ولا الثورات العربية..
بالعكس فهي محل إدانة مثلها مثل السعودية بثرواتها وتعاملاتها المشبوهة من الغرب وهنا لا يجب أن تستثنى دولة من المحاسبة بدعوى الصداقة وللأسف وقع إجهاض القصبة 3 التي كانت من أهم شعاراتها عدم الارتهان للخارج.
جواب شكري بالعيد:
إذا كان السيّد حمادي يقصد تجفيف منابع حركة النهضة الحاكمة الآن فهو الأدرى بها وبمصدرها ومنبعها..
أما التونسيون فهم الأدرى بمنابعهم.. التي هي مكتساباتنا الحضارية ورصيدنا البشري..
وللتوضيح الاحتجاج لم يكن ضدّ الشعب القطري بل ضدّ حكومة قطر التي هي مخلب القطّ في يد الأمريكان وإسرائيل وتلعب دورا معاديا للشعب، ومدعومة في ذلك بقناتها الجزيرة.. وحمادي الجبالي لا يفترض به أن يخلط بين تونس وحركة النهضة فتونس أكبر مليار مرة من حركة النهضة وهذا الخطاب في صيغته التي طرحت بها هي نسخة رديئة من الخطابات الصادرة عن بن علي.
السؤال الرابع
عودة الباجي قائد السبسي الى واجهة الأحداث السياسية هل هو انقلاب على شرعية الترويكا أو المجلس التأسيسي أم «إنقاذ « سياسي للبلاد؟
جواب رضا بالحاج:
هو خرف سياسي، أوّلا نحن اعتبرنا المجيء بالباجي قائد السبسي هو خيانة للثورة باعتباره لم يشارك فيها لا فكرا ولا ممارسة..
كما أن الرجل أبان عن انتهازية مخيفة قبل الانتخابات، موعود بالرئاسة ومستبدة به شهوة السلطة لكن بعد أن سحب منه البساط تغيّر الخطاب و»أغرقنا» في المهاترات السياسية..
كما أن هذا الرجل هو محلّ مساءلة قانونية .
جواب شكري بالعيد:
هذا ليس انقلابا وليس إنقاذا.. الباجي قائد السبسي هو مواطن تونسي وله الحق الكامل في النشاط السياسي وله وجهة نظر خاصّة كباقي الأطراف الفاعلة سياسيا..
السؤال الخامس
رئيس الدولة يستقبل أطفال مكثر لامتصاص الاحتقان الجهوي هناك.. وراشد الغنوشي يحضر ممثلا لرابطة العلماء المسلمين ولتونس في منتدى دافوس لمناقشة السياسات الاقتصادية.. كيف تقرؤون المشهد؟
جواب رضا بالحاج:
استقبال المرزوقي لأطفال المناطق المحرومة ضروري لكنه غير كاف فرعاية شؤون الناس تكون بسنّ القوانين لا بالترضيات وحركات استعراضية جوفاء.. ثم لا يجب إهدار كرامة الناس والمنّ عليهم ليصبحوا محلّ إشهار سياسي..
فالدولة موجودة لتحقيق أهداف الثورة وليس لنعود لنفس الأسلوب السابق وبالتالي فالفرق الوحيد دولة بالطرابلسية ودولة دون طرابلسية..
بالنسبة للغنوشي يجب التفريق بين الحاكم الذي يحكم والحزب الذي يحكم ويجب على النهضة إيجاد الفاصل المنهجي بين الحكومة وبين ذواتهم.. وعليه هنا أن يلتزم بصفة المفكّر التي اختارها بعد أن رفض الصفة السياسية فالقرب من السلطة التنفيذية انتحال صفة وهو يناقض مبدأ محاسبة المسؤول فالإمام راع ومسؤول عن رعيته.
جواب شكري بالعيد:
أولا رئيس الجمهورية لا صلاحيات له فقد جرّدته منها حليفته حركة النهضة.. في حين أن راشد الغنوشي الذي لا منصب رسمي له يتصرّف وكأنه الحاكم الأوّل لتونس وهو مظهر غير مقبول ويعيد إنتاج علاقة التداخل المقيتة بين الحزب الحاكم ومؤسسات الدولة وهي القاعدة الأساسية للاستبداد..
وشخصيا لا أرى الدكتور المنصف المرزوقي فيما فيه الآن، فتاريخه ونضالاته تؤهله لأن يلعب دورا أكبر ويتخلّص من كونه أسيرا لدى النهضة خاصّة وأن علاقاته جيدة ومفتوحة مع كل الفاعلين السياسيين وهو ما يؤهله لأن يكون محور الحوار الوطني الجامع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.