توزر الصباح: بفضل العناية التي يحظى بها الأدباء والشعراء الأحياء منهم والأموات تحول ضريح شاعر تونس الخالد أبو القاسم الشابي إلى معلم ثقافي متميز حيث تم نقل الضريح من مقبرة الشرفة إلى موقعه الحالي ليتم بعد ذلك بعد القرار الرئاسي بناء روضة عصرية تليق بمكانة هذا الشاعر الفذ وتنتصب روضة الشابي حذو دار الثقافة الشابي التي أضحت مركبا ثقافيا هاما بفعل العديد من التدخلات التي شهدتها وتقع هذه الدار قرب "وادي برقوقة" (المَشْرع) الذي تحدث عنه البكري وغيره من الرحالة ومنه ينطلق توزيع مياه الري لواحة توزر الذي أنجزه العلامة ابن الشباط - وتنقسم البناية إلى فضاءين: 1. فضاء يتوسط البناية وبه الضريح 2. فضاء علقت به كتابات شعرية للشابي وخصوصا قصيدة الطاغية بخط الشاعر وصور فوتوغرافية: د. محمد الحليوي - الهادي لعبيدي - الطاهر صفر - سليمان الجادوي والشاعر والصحفي حسين الجزيري - الطاهر مزيغ - الطاهر الحداد - محمد الخالق البشروش - محمد العريبي - الشيخ الفاضل بن عاشور - خير الدين بن مصطفى وهو أول رئيس لجمعية قدماء الصادقية هذا إلى جانب صور فوتوغرافية لعائلة الشابي. أغراض متنوعة وقد بات الفضاء يستغل لعدة أغراض تنظم فيه الندوات والقراءات الشعرية ومعارض للكتب وللفنون التشكيلية وغيرها من الأغراض الأدبية والشعرية والندوات أو الجلسات وقد احتضن هذا الفضاء مؤخرا وتحديدا من 5 إلى 31 ديسمبر الماضي فعاليات معرض المليون كتاب بمشاركة دور نشر من تونس ومن بلدان شقيقة وصديقة على غرار مصر ولبنان والسعودية وفرنسا والجزائر. معلم ثقافي أنيق وكل الذين يزورون روضة الشابي ينبهرون بروعة الطابع المعماري الذي تتميز به وقد أصبحت بعد تشييدها بأكثر من 100 ألف دينار مزارا للوفود الصحفية العربية والأجنبية والأدباء والكتاب والشعراء الذين يبادرون بزيارته في المناسبات الأدبية والشعرية والمهرجانات التي تقام بربوع الجريد وقد شهد هذا المعلم الثقافي خلال عطلة الشتاء توافد العديد من الزوار من مختلف مناطق الجمهورية كما أن هذا الفضاء يؤمه السياح التونسيون كلما حلوا بين ظهرانينا في العطل المدرسية أو غيرها من المناسبات الأخرى وقد التقينا ببعض الزوار الذين أكدوا لنا أن زيارة توزر تكون منقوصة إذا لم يزر السائح روضة الشابي وهو عامل من عوامل انتعاشة السياحة الثقافية لاسيما السياحة الداخلية وأشار في هذا الصدد زائر من القيروان وجدناه داخل الروضة إلى أن روضة الشابي هذا المعلم الثقافي الأنيق يجب زيارته كبقية المعالم السياحية والأثرية التي تمتاز بها ربوع الجريد للإطلاع والوقوف بضريح شاعر تونس الخالد وصاحب إرادة الحياة واعتبرت الآنسة ميلودة وهي طالبة جاءت من العاصمة في زيارة استطلاعية لتوزر بمناسبة انعقاد الدورة 29 للمهرجان الدولي للواحات نفسها محظوظة بزيارة ضريح الشابي والتعرف على أهم مكونات هذا الفضاء. معرض للرسام علي بوشمال وغير بعيد عن روضة الشابي احتضنت دار الثقافة طيلة أيام عطلة الشتاء العديد من التظاهرات وفي هذا الإطار أفادنا السيد محمد البشير التواتي مدير هذه الدار أنه تم تنظيم معرض للفنون التشكيلية شارك فيه بصفة فردية الرسام علي بوشمال وذلك في الفترة المتراوحة بين 25 و 30 ديسمبر المنقضي تضمن 20 لوحة كما احتضنت دار الثقافة الشابي ورشات في الرسم بإشراف أساتذة وأبرز الفعاليات التي تحتضنها دار الثقافة «لقاء السبت» وهو لقاء قال عنه السيد محمد البشير التواتي إنه نصف شهري يجمع بين شعراء الجهة وجميع الأجناس الأدبية الأخرى ويلقى هذا الموعد الثقافي الهام إقبالا كبيرا من المثقفين. هذا وتتميز دار الثقافة الشابي باحتضانها للعديد من التعابير الأخرى ويؤمها الطلاب والتلاميذ للارتواء من مناهج مكتبتها والمشاركة في أنشطة نواديها المتنوعة وتلقى هذه الدار إقبالا كبيرا من الرواد. إضافات وصيانة وتعيش ولاية توزر على وقع العديد من الإضافات الثقافية تتعلق بتدعيم البنية الأساسية وتوفير التجهيزات المتطورة وحرصا على المحافظة على المعالم الحضارية والدينية والثقافية تشهد مختلف القطاعات أشغال الصيانة والتهيئة بما في ذلك المؤسسات الثقافية والمكتبات العمومية لدورها في احتضان الناشئة وتوفير كل مستلزمات الترفيه والاستفادة من برامجها وأنشطتها ورصيدها من الكتب العلمية والفقهية والأدبية وغيرها من البرامج التي توفرها خصوصا دور الثقافة وتشهد ربوع الجريد أشغال إحداثات في مجال المتاحف التي تطور عددها وكذلك المواقع الأثرية والمعالم التاريخية وقد تجاوزت الإعتمادات المرصودة في هذا المجال مليوني دينار بالنسبة للقطاع العمومي هذا فضلا عمّا يتم انجازه عن طريق القطاع الخاص شهدت الجهة إلى جانب إحداث روضة أبو القاسم الشابي بتوزر وتهيئة ضريح الشاعر مصطفى خريف بنفطه، بالإضافة إلى تهيئة أضرحة عدد هام من الأولياء الصالحين والزوايا والمعالم الدينية الأخرى.