لما نبدي رأينا في واقع وافاق كرة القدم خاصة والرياضة التونسية عامة، لا نرنو الى اكثر من المشاركة والاسهام بالقدر المستطاع (وكل قدير وقدرو..) في الحفاظ على مكاسب المجموعة الوطنية التي حققها القطاع بفضل المجهودات التي بذلتها الدولة من اجل تنمية الرياضة والنهوض ببنيتها التحتية في عهد التغيير حيث راهن رئيس الدولة على الشباب وبوأه منزلة مرموقة وفتح له مجالات رحبة واحاطه بكامل الرعاية والاهتمام مما افرز ثورة رياضية خلاقة شملت جميع فئات الشباب بما فيهم ذوي الحاجات الخاصة. وطبعا فان هذه التضحيات الجسيمة تتطلب اطارا مسؤولا يحظى بالكفاءة والقدرة على التسيير ويتحلى برؤية ثاقبة وفهم دقيق للقوانين وان يتقبل التهاني والشكر ويعبر عن فرحته بكل احترام عند الانتصار كما يتقبل الهزيمة بكل رصانة واتزان والنقد البناء البعيد عن الثلب والقذف بكل روح رياضية وصدر رحب. وان لمن واجب كل تونسي غيور على بلاده الدفاع بضراوة على المكاسب والحقوق التي جاء بها قانون 2004 ولذلك لا يسعني ان اتساءل اليوم ماذا فعلنا تجاوبا مع ما أوصى به وزير الشباب والرياضة والتربية البدنية عبد الله الكعبي في افتتاح اشغال الجلسة العامة لجامعة كرة القدم في صائفة 2006، لما وضع اصبعه على موطن الداء مؤكدا على وجود بعض الثغرات والهنات القانونية ودعا الى ضرورة الاصلاح الشامل كاشفا النقاب عن النقائص التي تتطلب معالجة جذرية لجميع الاشكالات الادارية والفنية والتشريعية. كما لا يفوتني ان اذكر بما اكدت عليه الدكتور عبد الحميد سلامة الوزير المستشار لدى رئيس الدولة ورئيس اللجنة الوطنية الاولمبية خلال ندوة الاعلام الرياضي التي التأمت بصفاقس من ضرورة احترام المنافس مهما كان اسمه ولون قميصه والحكم ومساعديه مهما كان مردودهم وعطاؤهم وتقبل قراراتهم الصائبة واحكامهم الخاطئة بروح رياضية عالية لان الحكم بشر يخطئ ويصيب كعامة الناس وما العصمة الا للانبياء.. ان كرة القدم كسائر الرياضات، لا تمارس بدون حكم شئنا ام ابينا فالحكم هو طرف ويجب علينا احترامه فوق الميدان وخارجه وفي المقابل يتحتم على الحكم ان يتمتع بالخصال الحميدة والاخلاق العالية وشفافية مثلى وشخصية فذة وقدرة فائقة على تحمل الضغوطات واحتواء اللاعبين والاحداث الطارئة على الميدان ودوائره بطريقة ذكية. ان قراءة لما يحصل في الساحة وما تتضمنه من صراعات ونزاعات وتوتر تكشف بوضوح ان العديد من المسؤولين والرياضيين يعانون من عيوب جسيمة ويقومون بتصرفات غير مسؤولة تنتج عنها مضار جسيمة وعواقب وخيمة تحكم بالاعدام على المبادئ الاولمبية السامية والاخلاق الراقية التي تدعو للتقارب والتوادد والتحابب في السراء والتآزر والتضامن والتكاتف في الضراء. ان اقتراف ذنب مشين يفتح ابوابا واسعة للتجاوزات الخطيرة ويمهد طريقا ميسورة للاستخفاف بالقوانين وما ينجر عن ذلك من مخاطر جيمة تصيب رياضتنا في العمق والصميم ونتحمل جميعا عواقبها الوخيمة بعد ذلك.